أصدرت الحكومة الليبية الانتقالية مساء الأربعاء بيانا صحفيا حول إعلان إقامة نظام فيدرالي تحت مسمى "مجلس برقة"، أعلنت فيه رفضها للمحاولات الفردية لفرض أي نوع من الوصاية على الشعب الليبي. وأكدت الحكومة في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الليبية (وال) أن شكل نظام الحكم "سوف يقرره الليبيون من خلال الدستور " كما أكدت رفضها المساس بوحدة الوطن وفاء لدماء الشهداء ، وأنها ستعمل على ترسيخ اللامركزية وتوفير الخدمات لكل المواطنين ،"في جميع ربوع ليبيا من خلال المجالس المحلية المؤقتة". ووصفت الحكومة الإعلان بأنه يعد تسلطاً وتعسفاً في حق الشعب "مهما كانت أهدافه ودوافعه". ودعت الليبيين إلى التريث والانطلاق نحو البناء وإزاحة كل عوائق التقدم والنهضة ، ريثما يتم وضع الدستور والتصديق عليه من قبل الشعب بأكمله وتحديد شكل الدولة الذي يتوافق عليه الشعب. وحذر مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني من ان إعلان منطقة برقة "اقليما فيدراليا اتحاديا" هو "بداية لتقسيم ليبيا" و"ابتعاد عن شرع الله"، محملا الفساد المستشري في البلاد المسؤولية عن مثل هذه الدعوات. وقال الغرياني في بيان اصدره في وقت متأخر من مساء الاربعاء وتلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "الفيدرالية هي بداية التقسيم، والتقسيم يؤدي حتما إلى الخلاف، ويفتح الباب للنزاع على أشياء كثيرة، منها: مصادر الثروات، وهذا هو الذي يريده أعداء الاسلام لنا (فرق تسد)". واعتبر الغرياني ان "الحل الحقيقي الذي يقضي على المركزية البغيضة التي هي سبب كل البلاء هو القضاء على الفساد الاداري المتفشي، وبفرض القانون، وإدارة صارمة عادلة تراقب كل مقصِّر في عمله وتعاقبه". من جانبه أكد الشيخ أحمد الزبير الشريف السنوسي رئيس ما يعرف ب "مجلس إقليم برقة" أن القرار الذي اتخذه قبل يومين ساسة ورجال قبائل منطقة برقة، شرقي ليبيا، بإعلان برقة إقليما فيدراليا اتحاديا "هو قرار نهائي لا رجعة فيه". وشدد السنوسي في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف أن المجلس "لن يتحاور مع أي طرف، إلا في إطار الفيدرالية". ونفى السنوسي الاتهامات التي وجهها رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل من كون إعلان برقة إقليما فيدراليا هو مؤمراة على ليبيا تهدف إلى تقسيمها وأن هناك بعض الدول العربية دفعها تخوفها من انتقال الثورات إليها لدعم تلك الخطوة ، مؤكدا :"نحن لسنا دعاة انفصال ولسنا أتباعا لأي دولة كانت". وقال: "هذه كلها أكاذيب لا أساس لها من الصحة .. ونحن معروفون في عموم ليبيا بمواقفنا الوطنية .. فقد بذلنا الكثير من أجل ليبيا .. وقاتل أبناء المنطقة الشرقية وضحوا بأرواحهم في طرابلس ومصراته والجبل الغربي وفي جميع المناطق الغربية من أجل تحرير ليبيا، لا من أجل الانفصال". واضاف: "لو كنا نريد الانفصال خلال بداية ثورة السابع عشر، لكان هذا ممكنا لأن المنطقة الشرقية تحررت تماما خلال أربعة أيام.. ولكننا لم نرض أن يظل إخواننا بباقي المناطق تحت سيف الطاغية ولذا استمرت مشاركتنا بالقتال ضده في كل المناطق الليبية وهذا شرف لنا نعتز به". وقلل السنوسي من تهديد عبد الجليل باستخدام القوة لمنع تقسيم ليبيا غداة إعلان برقة إقليما فيدراليا ، قائلا "إذا كانت عنده قوة، فليستخدمها". وقال: "هو أصلا ليس عنده قوة لكي يسيطر على ما يحدث بطرابلس أو على المدن الغربية التي يحدث فيها قتال من حين لآخر بين قبائلها .. بينما المنطقة الشرقية مستقرة وهادئة وليس هناك أي قتال بين قبائلها في كافة حدودها".