هدد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الاربعاء باستخدام القوة "لمنع تقسيم ليبيا، غداة اعلان زعماء قبائل وسياسيين ليبيين منطقة برقة النفطية "اقليما فدراليا اتحاديا"، داعيا اهلها الى الحوار. وقال عبد الجليل في تصريحات نقلها التلفزيون "لسنا مستعدين لتقسيم ليبيا". وقال عبد الجليل "ادعو اخوتي فى برقة كما يسمونها الان للحوار"، مشيرا الى وجود "مندسين ومن ازلام (الزعيم الليبي السابق معمر) القذافي الذين يستغلونهم الان" بينهم "ونحن نستطيع ردعهم ولو بالقوة". وادلى عبد الجليل بهذا التصريح خلال زيارة الى مصراتة التي تبعد 210 كلم شرق طرابلس من اجل اعلان الانتهاء من صياغة مشروع الميثاق الوطني الذي سيكون نموذجا للدستور المقبل في ليبيا. والميثاق الذي تم نشره يضع اسس ديمقراطية برلمانية مع نظام اداري لامركزي ويعد بادارة شفافة في الادارات المحلية. وكان زعماء قبائل وسياسيون ليبيون في شرق ليبيا اعلنوا الثلاثاء في بنغازي التي كانت مهد الثورة على نظام معمر القذافي في شباط/فبراير 2011، منطقة برقة النفطية شرق ليبيا "اقليما فدراليا اتحاديا". واعلن في بنغازي خلال مؤتمر حضره نحو ثلاثة الاف شخص "اقليم برقة الفدرالي" وعن انتخاب احمد الزبير السنوسي على راس الاقليم الذي عانى التهميش خلال فترة حكم القذافي. وندد عبد الجليل بشدة بهذا الاعلان متهما دولا عربية لم يسمها بتشجيع "الفتنة" في بلاده. وقال عبد الجليل خلال مؤتمر صحافي في طرابلس ان "(بعض) الدول العربية تذكي وتغذي الفتنة التي نشأت في الشرق حتى تهنأ في دولها ولا ينتقل اليها طوفان الثورة. هذا التخوف هو الذي جعل هذه الدول الشقيقة للاسف الشديد ترعى وتمول وتذكي هذه الفتنة التي نشأت في الشرق". غير ان احمد الزبير ابن عم الملك ادريس السنوسي الذي اطاح به القذافي في 1969 وعضو المجلس الوطني الانتقالي نفى "وجود اي نوايا انفصالية" في اعلان بنغازي. وقال السنوسي تعليقا على تصريحات عبد الجليل امس ان "ادارة الاقليم تنفصل عن سياسة الدولة. نظرتنا من خلال اتخاذ النظام الفدرالي الاتحادي نظرة ادارية وليست انفصالية، والانفصال غير مقبول بالنسبة لنا". يشار الى ان ليبيا كانت مقسمة عند استقلالها عن الاستعمار الايطالي في بداية خمسينات القرن الماضي الى ثلاثة اقاليم هي برقة (شرق) وطرابلس (غرب) وفزان (جنوب). والغي هذا التقسيم في 1963 بموجب تعديل دستوري ليحل محله نظام قائم على عشر ولايات. والغى القذافي لدى توليه السلطة في 1969 هذا النظام الاخير. ويقول المدافعون عن العودة الى النظام الاتحادي ان مثل هذا النظام سيخرج مناطق الشرق الليبي من التهميش الذي عانته لعقود في حين يخشى مناهضو هذا التنظيم من ان يؤدي الى تقسيم ليبيا ويعطل المصالحة في البلاد التي خرجت لتوها من نزاع دام. ويقول المحلل الليبي محمد بن حريز لوكالة فرانس برس "الفدرالية والوحدة مفهومان متعارضان". واضاف متسائلا "ماذا جلب النظام الفدرالي للعراق سوى النزاع بين المناطق الذاتية الحكم الغنية بالنفط مثل كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد". وتوجد ثلاثة ارباع الثروة النفطية الليبية في منطقة برقة بحسب عريش السيد مسؤول شركة نفطية في بنغازي. ويجاهد المجلس الوطني الانتقالي الذي نقل مقره من بنغازي الى طرابلس بعد تحرير البلاد، لفرض سلطته على البلاد التي توجد فيها الكثير من الميليشيات المسلحة التي كانت قاتلت نظام القذافي وتملك نفوذا على الارض. وتظاهر مئات الاشخاص الاربعاء ضد الفدرالية في جنوب البلاد خصوصا في مدن سبها والكفرة في الصحراء الليبية، بحسب فيديوهات بثت على موقع فيسبوك. وشهدت مدن عديدة اخرى منها بنغازي تجمعات مماثلة رفعت خلالها لافتات تؤكد على الوحدة الوطنية وتشدد على بقاء طرابلس عاصمة لليبيا.