سأرمي بكل إحصائيات الاتحاد الدولي «الفيفا» جانبا، وترتيبنا الذي يتراوح بين «96 100»، على المستوى العالمي، وسأتجنب الخوض في سبب سحب مقعدنا الآسيوي «4»، وسأغمض عيني عن حكامنا المحليين، وما يتعرضون له من تهجم صريح، دون رادع خارج أو داخل الميدان، وسأهرب من هيئة دوري المحترفين وتأخير معونات الأندية، وسأغفل أن لاعبي أندية باعوا «جوالاتهم» ؛كي يفرحوا بالعيد مع أهلهم وأولادهم وذويهم، ولن أشتري البلاستيشن الجديد حتى وإن كان فيه المنتخب السعودي. وعودا على بدء.. إن ما تعانيه كرتنا ليس قيمة اللاعب الفنية، وليس في فكر وتوجه، وإنما أزمة لجان، وأزمة في الهيكلة الرياضية الرئيسة «اللجان، الأندية، اللاعبون، الإعلام، الجمهور». فاللجان أولا، تسير بمبدأ «سددوا وقاربوا»، وأبرز مايؤخذ عليها ظهورها في قرارات مبنية على أحداث، واختفاؤها عن أحداث كانت تستحق قرارات صارمة. والأندية ثانيا، قراراتها وتصريحاتها الإعلامية الموفقة تارة، والمخفقة تارة أخرى، وما يترتب على المشهد الرياضي من تسابق إعلامي محموم عبر الصحف اليومية، والمنتديات، وساحات التواصل الاجتماعي، ناهيك عن الدور الإعلامي الكبير، والذي كان عليه تخفيف وتيرة الانفلات والتعصب. اللاعبون ثالثا، وهم المعنيون بالحديث والركيزة الأساسية في الحركة الكروية الرياضية، وما يجب عليهم من عدم الإفراط في السهر والسفر، والغرور، والتفكير في الملايين، والعقود، والمعجبين، والردود عليهم، فالأولى التركيز داخل الملعب فقط، بعيدا عن تلك الملهيات التي لا طائل من اللهث خلفها، وتشريحها. والجمهور الرياضي رابعا، أحد أهم أضلع المعادلة الرياضية.. نعلم مدى حبهم، وعشقهم، ولكن العقلانية والهدوء، وربما كانت الفوارق الفنية واضحة، و «بلاش» دخول الملاعب والتجمهر عند باب الحكم، ورمي العبوات الفارغة، ورسائل التشفي، والمبالغة في الفرح، أو الغضب، والتفحيط، وتكسير المرافق، والعبث بممتلكات الدولة، والتهجم على الناس، وإيذاء المارة.. إلخ. ففي النهاية هي جلد منفوخ لا يستحق إهدار الكثير من صحتنا، وفقد أصدقائنا. انتهى كل شيء، وعرفنا كل شيء، فلا تكثروا التبريرات، والاعتذارت، فالشق أكبر من الرقعة، والحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. قال لصديقه بعد الخسارة، «يا أخي ما هي مستاهلة هذا كله..تراها كورة..!!، فرد عليه وأنت صادق، تدري منتخبنا السعودي مع نفسك؟!». ومضة: ما هي ها الليلة وبس وأنت خارج المونديال!!..