حذر إمام وخطيب جامع عمر بن الخطاب في القريات حي العزيزيه الشيخ بندر صبيح الوردة في خطبته أمس الناس من الذهاب إلى الكهنة والدجالين طلبا للعلاج وقال: «قلق كثير من الناس، وخواء أفئدتهم من الإيمان بقضاء الله وقدره، وفزعهم من المستقبل، والشعور بالوهن عن حمل المصائب، هو سر قيام التدجيل والتكهن والعرافة والتنجيم، وهو سر تعلق عدد من المجتمعات ليس بالقليل، بما يسمى شركات التأمين، التي قرر حرمتها علماء الملة،التي تؤمن على المال والأرواح والأعراض» ، وأضاف «لن تقر نفوس هؤلاء، إلا إذا خالطها الإيمان بالله، والتسليم له، والرضا بقضائه وقدره». وذكر المصلين أن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان، وأساس من أسس العقيدة، وقال: «الله عز وجل قسم المعاش وقدر الأرزاق، والناس أجمع لا يملكون عطاء ولا منعا، وإنما الناس وسائط، فما أعطوك فهو بقدر الله، وما منعوك فهو بقدر الله، وما كان لك، فسوف يأتيك على ضعفك، وما كان لغيرك فلن تناله بقوتك، وما عليك إلا أن تجد وتعمل، وتضرب في آفاق الأرض، وتأخذ بأسباب الرزق، فمن جد وجد، ومن زرع حصد، فلا كسب بلا عمل، ولا حصاد بلا زرع». وأوضح ل «عكاظ» أن سبب اختيار الخطبة يعود إلى أن كثيرا من الناس باتوا يفوتون أجر الصبر، وقال: «الناس أصابها اليأس والقنوط والوسواس والتشاؤم من حياتها والفزع من المستقبل وتأمين الرزق فاعتمدت على الأسباب دون مسببها وعلى المخلوق دون الخالق، فكثر التدجيل والسحر والشعوذة، وأن الناس تجرأوا على معصية الله بحجة القضاء والقدر». وحول مضامين الخطبة رصدت «عكاظ» آراء المصلين حيث قال بندر بن مشعل الهطلاني : «الخطيب وفق في طرحه للموضوع، وأن خطبته جاءت مفيدة ومميزة»، وبين أن الإيمان بالقضاء والقدر له دور كبير في طمأنينة القلب عند المصائب خاصة إذا أدرك العبد تماما أن الله تعالى لطيف بعباده يريد بهم اليسر، وأنه حكيم خبير يدخر لهم في الآخرة فيعطي الصابرين أجرهم وافيا بغير حساب. أما فهد محمد المشيطي فقال: «الناس اليوم أصبحوا ببعدهم عن خالقهم يلجأون إلى الكهنة والعرافين طالبين العون، وهذا أمر محرم فالله هو المعين، ولكن الناس لم تعد تعي هذه المسألة، ولم تعد تعي أن الصبر يثاب صاحبه لذلك جاءت الخطبة مذكرة لهؤلاء الناس ليعودوا إلى جادة الطريق»، وأشار سلامة خضر العنزي إلى أنه على العبد التفكر مليا في حياته والعودة إلى خالقه فما يصيب الشخص إلا ما كتب له وهذا شيء مقدر على الجميع أن يدركه، وقال: «على مؤسسات التربية والخطباء تذكير الناس في زمن ابتعدوا عن تعاليم دينهم».