صحيح إن الغلاء قد شاع وذاع وأصبح مصدر شكوى عامة على جميع المستويات الاجتماعية، إلا أنه لم يؤذ الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة أذى أشد مثلما أذاهم غلاء إيجارات المساكن التي ارتفعت في معظم المدن والمحافظات إلى الضعف خلال السنوات الخمس الأخيرة! لقد كان المعدل الطبيعي لإيجار السكن بالنسبة للموظف الحكومي أو الأهلي لا يزيد على ثلث دخله الشهري أو السنوي والثلث كثير فإذا أضيفت إليه الخدمات الخاصة بالسكن من كهرباء وهاتف وماء وصيانة فإن المقتطع من الدخل الشهري يصل إلى أربعين أو خمسين في المائة ليصرف الباقي على الغذاء والدواء والكساء وإن بقي شيء ولو قليل صرف على الترفيه حسب المستوى المادي لكل أسرة، وكانت المسائل تسير وفق قاعدة «يايدي فكي حلقي»، ولكن الغلاء الذي ضرب قطاع إيجارات المساكن أربك الميزانية الشهرية لصغار الموظفين والعاملين من أصحاب الدخول المحدودة وهي التي يكون دخلها الشهري في حدود أربعة آلاف ريال فما دون، فإذا بحث موظف من هذه الفئة عن سكن له ولأسرته فلم يجد شقة صغيرة إلا بإيجار شهري يصل إلى ألفي ريال فإن ذلك يعني أن الإيجار سوف يلتهم نصف دخله الشهري وأن إضافة مصاريف الخدمات الأساسية تعني التهام سبعين في المائة من ذلك الدخل فلا يبقى للغذاء المرتفع الثمن وللدواء والعلاج وللكساء والمواصلات سوى ثلاثين في المائة من الدخل ولا شيء للترفيه، وهذا الوضع أدى إلى أزمات اجتماعية، وبات حلم الحصول على تملك سكن حلما من الأحلام التي تراود كل رب أسرة، ربما ينفق كل عمره من أجل تحقيقه، فيرحل عن الدنيا قبل أن يتحقق، ومما سبق يتضح أن المعضلة الكبرى في حياة ذوي الدخل المحدود من مواطنين ومقيمين هي معضلة غلاء السكن لاغلاء الغذاء لأن الإنسان يمكن أن يعيش على الخبز الحاف أو الجاف وعلى لقيمات يقمن أوده ولكنه لايستطيع العيش بلا سكن آمن معقول. ولذلك كله فإن الجهود يجب أن توجه أكثر لتسليط الضوء على مشكلة غلاء الإيجارات وسبل حلها في أسرع وقت قبل أن تتضخم أكثر وأن يكون من ضمن الحلول تلك الشقق بالتقسيط تطبيقا للمثل الشعبي القائل: «بيت قد المرايا ولا كل سنة هات كرايا». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة