بعد أيام قلائل يمر عام على الثورة السورية والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 7500 شخص، الثورة السورية التي بدأت ضد نظام ديكتاتوري مستبد، باتت الحديث الرئيس لكل المنتديات السياسية في العالم. ما تحقق وما لم يتحقق في الثورة السورية يحتاج لمساحة أوسع، ولكن الشيء المؤكد أن نظام الأسد الدموي سيرحل طوعا أو كرها. وبعد مرور عام على الثورة أصبحت الخيارات لرحيل النظام واضحة للعيان خاصة بعد فشل جميع الجهود الدبلوماسية العربية والعالمية لإقناعه بقبول المبادرة تلو الأخرى. ومن هذه الخيارات استمرار الضغط السياسي، ودعم المعارضة والجيش الحر بكل الوسائل، بما فيها التسليح لأنه بدون تسليح لا يمكن للجيش الحر مواجهة الآلة العسكرية الأسدية، ولا يمكن أيضا تجاهل السيناريوهات العسكرية التي أصبحت أيضا جزءا في خطط القوى الدولية رغم مخاطرها. وأعتقد أن ما ذهب إليه حمد بن جاسم عندما تحدث عن ضرورة تسليح المعارضة جاء بعد طرح «الفيتو» الروسي الصيني والذي منح النظام مكافأة مفتوحة لاستمرار القتل، وكذلك ما أوضحته هيلاري كلينتون من أن الثوار في حاجة إلى أن يسيطروا على منطقة جغرافية من الأرض السورية لكي يكون ممكنا مساعدتهم بالسلاح، دلائل حول أهمية تسليح المعارضة خاصة مع بروز مؤشرات حقيقية لعودة أجواء الحرب الباردة عبر جبهة روسيا والصين وإيران ضد المجتمع الدولى، والتي جعلت بشار يمعن في القتل. لقد انتهج النظام منذ اليوم الأول للثورة سياسة الحل الدموي ورغم ذلك لم تتوقف الثورة، بل توسعت وتصلبت وستتحول سورية بأكملها إلى ميادين تحرير. إن زمن المجازر في سورية وإن طال سينتهي يوما ما. والمطلوب هو استمرار الضغط من المجتمع الدولي، واجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف خطوة إيجابية وسيرسل رسالة جماعية إلى النظام أن المجتمع الدولى متحد لإدانة القمع وقتل الشعب السوري. وفي الحقيقة أن المملكة حذرت منذ بداية الأزمة من التداعيات الخطيرة والمأساوية لما يجري في سورية، عندما وجه الملك عبدالله في أغسطس (آب) الماضي نداء إلى النظام السوري لتغليب الحكمة والعقل. ولكن النظام العنجهي لم ينصت لهذا النداء، واستمر في القتل والتدمير ..لقد فاحت رائحة الجثث والانتقام، وخرج إلى العلن الحقد الأسدي الذي سيرحل يوما ما طوعا أوكرها. [email protected]