لم يكن قرار دول مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء النظام السوري، وسحب سفرائها من دمشق، احتجاجا على تصاعد الحملات العسكرية الدموية التي يشنها نظام الأسد على الشعب مستغربا، لأن ما يجري في سورية من إبادة جماعية لم يعد مقبولا للعالم بأكمله باستثناء روسيا والصين، لقد ارتكب النظام في حمص وغيرها من المدن الأخرى جرائم ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، ما جعل العديد من المدن بمثابة مناطق منكوبة ومدن أشباح من جراء عمليات القصف والتدمير. وأعتقد أنه حان الوقت أن تتخذ الدول العربية الأخرى في اجتماع القاهرة الأحد خطوة جماعية جريئة مماثلة لطرد السفراء السوريين من الأراضي العربية لعزل النظام السوري عن محيطه العربي والإقليمي والدولي بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام كل المحاولات المبذولة من العرب، وإجهاض النظام السوري لكافة الجهود المبذولة لحل الأزمة، خصوصا أن النظام السوري يعتقد أنه كسب المعركة السياسية في مجلس الأمن بعد الفيتو المزودج الروسي الصيني الذي دعم استمرار قتل السوريين، بالإضافة إلى التداول الجدي بإمكانية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري لكي يصبح نظام بشار الأسد رئيسا لزمرته وشبيحته التي تريد إغراق سورية في أتون الفتنة الطائفية والحرب الأهلية، وإيجاد بديل لهذا النظام عن طريق حكومة في المهجر تدير المعركة السياسية والعسكرية من الخارج وتنسق مع الجيش الحر ولجان التنسيقات في الداخل. لقد فاحت رائحة الدم والانتقام الأسدي وخرج إلى العلن مخزون من الحقد. نحن أمام تكرار «حلبجة أخرى» في سورية، ولكن هذه المرة بدون استخدام الكيماوي، ولكن عبر الرشاش والدبابات والصواريخ وعلينا جميعا مسؤولية وقف المجازر. وفي محاولة لقراءة الموقف الصيني والروسي، نرى أن روسيا تريد من حليفتها السورية مبادرات لكي تساعدها في مواجهة الآلة الأمريكية الأوروبية في مجلس الأمن. لكن نظام الأسد في كل مرة يفشل في الاختبار، ويؤيد القتل ليحرج حتى حلفاءه الروس أمام المجتمع الدولي الذي لا يستطيع الصمت كثيرا على هذه الهمجية. إن على الشرفاء في الجيش السوري أن يعلنوا تمردهم على النظام وينضموا إلى المنادين بالحرية ووقف القمع والمجازر ضد السوريين. [email protected]