توقع عدد من الخبراء العقاريين أن تشهد السوق العقارية في مختلف مناطق المملكة، موجة تصحيح، خاصة مع توقع إقرار نظام (جباية الزكاة) على الأراضي البيضاء. فيما لاحت في الأفق بوادر انهيار في أسعار الأراضي بعد تسجيل انخفاض كبير في أسعار بعض المخططات في شمالي مدينة جدة بنسبة تقارب 30% بحسب شهادات بعض المستثمرين. وقال ل«عكاظ» الخبير العقاري مساعد الزويهري، إن زيادة المعروض من الوحدات السكنية سيسهم في هبوط أسعار الأراضي في مختلف المخططات، بعد أن لوحظ في الفترة الأخيرة، تأسيس عدد من شركات التطوير العقاري، التي تهدف إلى إنشاء وحدات سكنية، حيث تعد كل شركة بإنشاء أعداد كبيرة من الوحدات السكنية، وهذا في النهاية سيزيد العرض، أضف إلى ذلك عدم بناء 500 ألف وحدة سكنية للمواطنين في مختلف المناطق. وأضاف الزويهري أن اتجاه السيولة العقارية تتجه حاليا إلى أسواق الأسهم، خاصة مع توقع صدور نظام الزكاة على الأراضي البيضاء، والارتفاعات الكبيرة التي شهدها مؤشر سوق الأسهم في الأيام الأخيرة. من جهته، قال رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة منصور أبو رياش، إن المخططات الواقعة على أطراف مكةالمكرمة سوف تشهد تعديلا في مسارها السعري، وستشهد انكماشا في الطلب سرعان ما يعود لسابق عهده. واستدرك بالقول إن العقار المجاور للمسجد الحرام لن يتأثر بكل المؤشرات التي تشير بهبوط أسعار العقار، بحكم خصوصية المنطقة المركزية وحيويتها وانتعاشها المستمر. ويرى الخبير العقاري عبدالله المالكي، أن التصحيح المنتظر في السوق العقارية بجدة، لن يكون انهيارا حسب ما وصفه البعض من تجار الأراضي والعقارات، بل انخفاض لن تتجاوز نسبته ال 25% من الأسعار على أقصى تقدير. مشيرا إلى أن نسبة الانخفاض ستختلف من مكان لآخر، فالمخططات السكنية التي تتوافر فيها الخدمات من كهرباء وسفلتة وماء لن تتأثر كثيرا بالانخفاض، في حين أن المخططات والواقعة بعيدا عن الخدمات قد تصل نسبة انخفاض 25% من أسعارها الحالية التي بلغتها جراء مضاربات تجار الأراضي. وأضاف المالكي أن شقق التمليك ستستثنى من حركة تصحيح الأسعار، نظرا لزيادة الإقبال على هذا النوع من العقارات، خصوصا بعد التسهيلات التي بدأ صندوق التنمية العقاري في تقديمها للمقترضين، وتوقيعه للعديد من الاتفاقيات مع عدد من البنوك لتمكين المواطن من شراء شقة سكنية، بنفس قيمة القرض البالغ 500 ألف ريال.