على غرار الزاوية المزعجة (سؤال لا يهدأ) والتي تفننت «عكاظ» في إهداء علامات استفهامها (مجاناً) إلى المسؤولين وجدت نفسي تواقاً لإنعاش سؤال مخضرم أعيد طرحه اليوم وكلي رجاء بأن لا نستعيد طرحه مستقبلا وفي ليلة لن ينفع فيها الندم! ملاعب كرة القدم لدينا والتي يتصدرها (عميد) الملاعب القاطن جنوبجدة ، هل هي حقاً مجمعات آمنة من شأنها توفير وضمان السلامة لمرتاديها والمحافظة على أرواحهم حالة وقوع أمر طارئ (لا سمح الله)؟ ربما يعرف الكثيرون بأن من الأولويات الأساسية عند إقامة أي منشأة تؤوي أعداداً كبيرة من (بني آدم) هي توفير مناطق إخلاء وتجميع يسهل الوصول اليها حالة حدوث أي طارئ ينتج عنه تدافع غير محسوب ويحتاج إلى سلاسة في الخروج المرن وليس الخروج من خلال سراديب ضيقة أشبه بعنق زجاجة أو بواسطة القفز من فوق أسوار حديدية محصنة بخندق ضد عدو مجهول! ولعل ضحايا العنف في الملاعب كما حدث في ملعبي (هيلزبروا) وبور سعيد لم يكونوا نتيجة ضربة سيف أو طعنة رمح ولكن نتيجة تدافع ودهس واختناق مما يستوجب على الجهات المسؤولة سرعة البحث عن آلية إنقاذ ناجعة من شأنها الإجابة على السؤال الذي لا يهدأ وفي كل مرة يتجه فيه ابناؤنا إلى هذه الملاعب! في نفس السياق فإني أتمنى أن ندع رجال الهلال الأحمر يمارسون أدوارهم الحقيقية لإنقاذ ما تحصده السرعة الجنونية على خطوطنا الفارهة من أرواح بدلا من إشغالهم في حضور المباريات للفرجة تارة أو لنقل لاعب شج رأسه أو التوت قدمه وعلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب الشروع في انشاء اسطولها الطبي الخاص بها للتعامل مع اصابات الملاعب والتي تحتاج إلى تدريب متخصص يمكن تحقيقه عن طريق إرسال نخبة من الكوادر الصحية لتدريبهم بالخارج مع توفير سيارات اسعاف ذات تجهيز يلائم طبيعة الإصابات الرياضية. SMS @ جاء في تقرير تقصي الحقائق والخاص بكارثة (بور سعيد) أن القنوات الرياضية قامت بشحن الجماهير واسهمت في تصعيد الأحداث. ونحن بدورنا نلقي باللائمة على الطرح السلبي وربما الخطر الذي تبثه قنوات (الأكشن) المتعددة دون رقيب أو حسيب وذلك من خلال الاطروحات العبثية واستضافة شخصيات (جدلية استفزازية) تؤجج روح التعصب والعداء لدى الجماهير تحت بند الإثارة (الوهمية) ،يحدث كل هذا في ظل غياب جهاز رقابي ذاتي أوخارجي يقيم تأثير هذه البرامج على المجتمع الرياضي ككل سواء في المنظور القريب أو البعيد @ البهارات لن تجعل من الطبخة الفاسدة طبقاً شهياً ، وهذا الوصف يتطابق تماما مع سوء الإخراج التلفزيوني للمباريات والذي يجعلك في حيرة تامة وانت تحاول خلق مواءمة بين الصورة من جهة وصوت الجمهور والمعلق من جهة أخرى بينما تصاب (بزغللة) ودوار وأنت تطارد نسيج الكاميرا العنكبوتية والمخرج (المبدع) الذي يكاد يطير فرحاً!