أدركت اليوم سبب إنجراف أكثر القنوات الفضائية العربية، ومعظمها يملكها سعوديون، وراء البرامج «الهابطة» المليئة بالرقص والغناء والإسفاف غير المنقطع لتواصل الهبوط من عفن إلى عفن. غير عابئين بما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي من أحداث جسام ليس القضية الفلسطينية وما يحدث لإخواننا في فلسطين إلا جزءا يسيرا منها. فقد اختارت هذه القنوات وأصحابها أن لا يوجعوا أدمغتهم بالدخول في سراديب الرأي والسياسة والأخبار والتعليق وما ينتج عنها من حساب وعقاب. تفتح (الدش)، كما يقول أحدهم، وكأن أحدا صب عليك ماء وأنت تتابع التفاهات أكثر من 100 قناة والصالح للمشاهدة للأسف لا يتعدى أصابع اليد الواحدة !وأكثر هذه القنوات متماثلة في الطرح (ماركة مسجلة) مذيعة مايعة حاطة 40 طن مكياج وأغان هابطة ومسابقات بدل ان تنمي العقل والفكر تجدها تزيد الإنسان غباء وجهلا على شاكلة شو عاصمة مصر (مثلا) ويرد المتسابق الغبي ما في اختيارات؟ وترد عليه المذيعة أكيد لانو السؤال صعب كتير وبدي أسهلك القاهرة أو نيروبي أو كولومبو وللأسف بعد يجاوب غلط. هذا هو حال قنواتنا العربية، وسيصبح هذا، كما يبدو، هو حال بقية الأجهزة الإعلامية الأخرى توخياً للسلامة .. والمشي بجانب الحائط .. فمن خاف سلم؟!