يقلب مهرجان الجنادرية دائرة الزمن من واقع اليوم إلى واقع الأمس ويعيد التاريخ نفسه باستعراض العديد من الحرف والمهن القديمة لأكثر من 300 حرفة من مختلف مناطق المملكة كل منطقة بحسب العوامل البيئية والاجتماعية التي تتوفر لديها، في هذا الإطار لملم الخراز أدواته البسيطة في صناعة الجلود من مجاذيب ومخاريز وصناديل وقطاعات ثم بدأ في استعراض صنعته بشيء من الجدية والإتقان أمام زوار الجنادرية ضمن أنشطة جناح وزارة الشؤون الاجتماعية، وكان العم عيسى أبو عبدالله قد أمضى أكثر من ثلاثين عاما وهو يمارس حرفة الخرازة بعد أن أخذها وتعلمها من جاره حتى أتقنها وأضحت بالنسبة له ولأبنائه دخلا اقتصاديا ثابتا. من جهته يقوم محمد بن عبدالمجيد صائغ السيوف والخناجر بالعمل على نحو جمالي وتحسيني للسيوف والخناجر بخبرة أكثر من خمسين عاما وورثها عن جده عن أبيه، حيث النقوش والزخرفة الجمالية للسيف التي تظهره بمظهر أكثر لطافة وأقل شراسة، وأوضح عبدالمجيد أنه في الوقت الحالي تكلف صياغة السيف أو الخنجر بمبلغ يقارب الخمسة آلاف ريال نظرا لارتفاع أسعار الفضة في الأسواق، بينما كانت في السابق تتراوح ما بين ال 2000ريال إلى 2500ريال. وفي زاوية أخرى يقوم بعض الأشخاص المتخصصين في مهنة صناعة الأختام وكتابة الأمهار بحفر الأختام والكليشيهات الخاصة للمشايخ والقضاة وعمدة الحي، بحيث يكون لكل شخص ختم خاص به للتصديق على رسالة أو وثيقة معينة، وتتم صناعتها يدويا عن طريق حفرها بالمقلوب لتظهر بشكلها الصحيح في المكان المراد.