كشفت زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى سورية يوم الثلاثاء الماضي هشاشة الرهان الروسي على لعب دور محوري واستراتيجي في الأزمة السورية. هذه الزيارة الباهتة ساعدت النظام السوري بتفعيل آلة قمعه وبطشه متجاوزة وبشكل مقصود خطة الحل العربية التي حملها رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إلى مجلس الأمن الدولي . المبادرة العربية التي حكم عليها الفيتو الروسي الصيني المزدوج بتغيير خطتها تبدو وكأنها تجاوزت تداعيات هذه العرقلة عبر دينامية سياسية واضحة، وتفعيل أكيد للعزيمة العربية في تحمل مسؤولياتها التاريخية باعتبار أن ما يجري في سورية اليوم تجاوز حدود أزمة الكيان الخاص ليلامس البنيان الاجتماعي العربي والإنساني . من هنا فإن القرار الحكيم لمجلس التعاون الخليجي بطرد السفراء السوريين واستدعاء سفرائهم من دمشق وما سبقه من قرار مشابه لجمهورية تونس شكلا ردا عمليا على تمادي النظام السوري وتجاوز حدوده. فهل ينجح الموقف الواضح والموحد لمجلس التعاون الخليجي في استصدار قرار عربي جامع يسجل للمرة الأولى اندفاعا عربيا يسبق كل القوى المؤثرة في العالم؟ وهل سيكون بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الرافعة العربية الدائمة التي تساعد على نقل الحالة العربية إلى مرحلة العزم والقرار والفعل؟ على مجلس وزراء الخارجية العرب المنعقد الأحد في القاهرة اتخاذ قرار بسحب الاعتراف بالنظام السوري، والاعتراف بقوى المعارضة السورية وتوجيه الدعم المادي والمعنوي الكامل للشعب السوري بما يحفظ ويحمي هذا الشعب . هذه المواقف وغيرها من المتوقع أن تساعد على لجم وكبح إجرام هذا النظام وتماديه في العنف باعتبار أنها تدخل النظام السوري في مرحلة فقدان تام للشرعية، وتعزز عزلته تمهيدا لتغيير أكيد يقوم به الشعب السوري المستحق بجدارة لنظام يشبهه ويشبه تضحياته ووطنيته وعراقته. • رئيس مركز طرابلس للدراسات بيروت