منذ زيارة خادم الحرمين الشريفين لمنطقة عسير عام 1417ه، تم اعتماد عقبة سنان التي تربط بين محافظتي النماص والمجاردة، عبر جبال شديدة الانحدار توالت الشركات الوطنية على تنفيذ مراحل مختلفة منها ما تلبث أن تتوقف. وفقدت محافظة المجاردة خلال العقود الثلاثة الماضية في حوادث العقبة أكثر من 100 شخص، كان آخرها انقلاب سيارة عائلة قبل أيام عيد الاضحى الماضي، وتوفي فيها شخصان ونقل بقية المصابين إلى العناية المركزة بمستشفى المجاردة العام، وما زال بعض أفراد تلك الأسرة يرقدون على الأسرة البيضاء في مستشفى عسير إلى لحظة إعداد هذا التقرير. عاطف بن شاكر الشهري، قال «أفراد القبائل في المجاردة والنماص دفعوا مبالغ طائلة من جيوبهم الخاصة لإنجاز طريق العقبة، وقبل 25 عاما توفي شابان من أبناء محافظة النماص أثناء قيادتهما معدة ثقيلة تعمل على تمهيد الطريق». وأضاف «لا بد من إعادة افتتاح العقبة بمواصفات ومقاييس عالمية، بما أنها تعتبر الشريان الذي يربط تهامة بالسراة، وتوفر الجهد وتختصر الوقت للمسافرين إلى مكةوجدة عبر محافظة المجاردة، فضلا عن دورها السياحي الهام في فترة الشتاء لنزول أهالي السراة بحثا عن الدفء، وصعود أهالي المجاردة ومراكزها إلى النماص في فصل الصيف». ظافر عبدالرحمن الشهري قال «كنا نتمنى أن يكون مسار العقبة أكثر سهولة وأقل تكلفة ابتداء من منتزه آل وليد ونزولا إلى وادي الغيل، ثم منطقة خاط التابعة للمجاردة، ولا نعلم لماذا اختير المكان الأكثر وعورة وصعوبة، وبالتالي هو مشروع مع وقف التنفيذ». أحد مشايخ قبائل خاط، عبدالله ديدح العمري، قال «منذ 15 عاما ننتظر افتتاح العقبة، وبدعم خاص من خادم الحرمين الشريفين تم البدء في تنفيذ ما تبقى منها، إلا أن المشروع توقف منذ عامين». وأشار ظافر محمد الشهري (أقدم ميكانيكي في النماص) إلى عدم إمكانية صعود الناقلات والشاحنات الكبيرة نظرا لشدة الانحدارات، وصعوبة الصعود بأحمال الأطنان من الرمل الذي يصل سعره أحيانا إلى 500 ريال في النماص، بينما في المجاردة يصل إلى 250 ريالا، والماء يصل سعر الرد إلى 600 ريال في النماص، بينما في المجاردة يصل إلى 60 ريالا، والتصميم الحالي في العقبة لا فائدة منه سوى لنزول وصعود السيارات الصغيرة. عبدالله محمد الغاوي الشهري عضو المجلس البلدي بالمجاردة، قال انه تم افتتاح عدد من الطرق الوعرة والعقاب المختلفة في أنحاء عسير، إلا ان هذه العقبة الهامة تعتبر شريانا حيويا هاما يسهل عمليتي الصعود والنزول ما بين النماص والمجاردة، ولا أحد يعرف السر وراء توقف العمل في المشروع. مدير الإدارة العامة للطرق والنقل بمنطقة عسير المهندس علي بن مسفر، أوضح أن مشروع استكمال عقبة سنان التي تربط المجاردة بالنماص، معتمد في ميزانية هذا العام 1433ه، بالاضافة إلى عدد من المشاريع بمحافظة المجاردة، ومنها مشروع ازدواج عقبة شعار الى المجاردة مرورا بمحايل، واستكمال طريق ثربان جمعة ربيعة المتقاطرة، الذي يربط المجاردة بمحافظة القنفذة غربا، وكذلك استكمال 20 كيلومترا لطريق المجاردة محبة بني شهر.