بأريج الكادي والبرك ومذاق الموز وجمال الطبيعة تستقبل محافظة المجاردة عشاق الأجواء المعتدلة في فصل الشتاء، والذين يفدون إليها هذه الأيام من مدن السراة والتي يخيم عليها الضباب الكثيف والبرد القارص، وتعمد الكثير من الأسر إلى التنزه في تلك المحافظة والتي تتمتع بالأجواء الدافئة والطبيعة الخلابة، حيث تعد من المدن السياحية المهمة على مستوى المملكة. وتتوافد على محافظة المجاردة الكثير من العائلات والجماعات خلال هذه الأيام، وتتزايد في إجازات نهايات الأسبوع، وأيام العطلات، حيث تشاهد أعداداً من السيارات القادمة من النماص وتنومة والتي تعبر من خلال عدة طرقات ومنها عقبة سنان وبرمة وتلاع وبني عمرو، ولعل رغبة أهالي السراة في الوصول لسهول تهامة الجميلة يجعلهم لا يبالون بخطورة بعض الطرقات ذات الانحدارات الشديدة والصخور التي قد تتدحرج بسبب العواصف والأمطار الغزيرة. مقومات جاذبة وهناك العديد من المواقع السياحية في المحافظة، ومنها وادي الغيل، والذي يقع في منطقة متوسطة بين جبال السراة وسهول تهامة ويمتاز باعتدال اجوائه طوال العام، ويشتهر بوجود المدرجات الزراعية والتي تنتج بعض الأشجار العطرية كالكادي والبرك والريحان والعديد من الفواكه مثل الليمون والموز الذي يلقى رواجا في الأسواق المحلية لما له من مذاق مميز جعله يباع بأسعار مرتفعة، حيث يصل سعر الكيلو في كثير من الاحيان إلى عشرة ريالات، وهناك مزارع البن والذي يعد من أشهر الأنواع لجودته العالية، فهو ينتج في منطقة ذات تربة زراعية خصبة، ويروى بمياه نقية وهي التي تتدفق باستمرار من خلال الشلالات والعيون في قمم جبال السراة، وقد حظى وادي الغيل بالعديد من الخدمات الأساسية ولعل من اهمها السفلتة نظرا لما كان يعانيه الأهالي والزوار من وعورة الطريق الترابي. ومن المواقع السياحية وادي خاط وختبه، وهي أماكن تمتاز بكثرة الأودية وغزارة المياه والأشجار الكثيفة العالية التي يعمد المتنزهون إلى المكوث تحتها لفترات طويلة يستظلون من حرارة الشمس ويعدون الوجبات الشعبية في الهواء الطلق، وهناك جبل أثرب وريمان وهي ذات ارتفاعات شاهقة بها العديد من المطلات والتي يشاهد من خلالها الزائر جميع القرى المجاورة. منتزهات ومرافق ولعل المتنزهات التي أقامتها البلدية في عدة مواقع بجميع المتطلبات الترفيهية والتموينية، وتأمين جميع الخدمات من ملاعب الأطفال ومياه وكهرباء وفرق النظافة على مدار 24ساعة، وإنارة الساحات الشعبية لكي يتمكن الزوار من المشاركة في الألعاب، لهو أبرز ما يلحظه قاصد تلك المدينة السياحية، والتي أيضا يتوفر بها العديد من الأسواق الشعبية التي تزدحم بالعديد من الاكلات الشعبية كالحنيذ وفطير الخبز والعسل بأنواعه، والأدوات القديمة التي يحرص الكثيرون على اقتنائها وبخاصة كبار السن، الذين تربطهم بها علاقة وطيدة عبر عشرات السنين، والزائر للمجاردة لا يجد جهدا في الحصول على المسكن خلال فترة إقامته هناك، ذلك لتوفر الشقق المفروشة والتي يتفاوت مستوى الخدمة بها. طبيعة خلابة يقول ظافر عبدالله الشهري لقد وجدنا من محافظة المجاردة المكان السياحي الجميل وذلك لما انعم الله به عليها من طبيعة خلابة من جبال وتلال وأودية وغابات وفيرة الظلال ونباتات عطرية مثل الورود والريحان والبرك والكادي والبساتين المنتشرة في ضواحي تلك المدينة الحالمة، ولعل الجو الدافيء الذي يميزها هذه الأيام جعلنا نستمع بها كثيرا وبخاصة في الأودية الجارية، حيث نقضي هناك أوقات طويلة للاستمتاع بجريان المياه المتدفقة من جبال السراة، وذلك بعد هطول المطار عليها مؤخرا. ويؤكد فيصل الخشرمي من أهالي محافظة النماص بأنه يحرص على زيارة المجاردة من وقت لآخر، وقال: إن الجهات الغربية للمحافظة بها مساحات شاسعة يرتادها الشباب ليقضوا بها أوقات ممتعة، ويمارسون العديد من البرامج الرياضية كالمشي ولعب كرة القدم والطائرة والسباحة في العديد من المواقع المهيأة لذلك. وأضاف: أن الغالبية يعمدون للنزول للمجاردة يوميا لقضاء بعض الوقت والرجوع مرة أخرى لمدن السراة في اليوم نفسه رغم مشقة الطريق .