يعد سوق خاط الشعبي بمحافظة المجاردة أحد الأسواق الشعبية المشهورة لدى سكان تهامة والسراة، حيث يمثل قيمة شعبية مأثورة لديهم حيث لا يزال يحتفظ بأصالة الماضي وعبقه، من خلال معروضاته التي صمدت أمام تحديات الحضارة وتجلياتها. متعة وتسوق ولعل الزائر لهذا السوق الأسبوعي الذي يقام كل خميس، يتحرى المتعة في الزمان والمكان، فهو يعود بذكرياته لزمن الاباء والاجداد من خلال معروضاته التراثية، كما يمكنه الاستمتاع بالطبيعة الساحرة التي تتحلى بها تلك المدينة الصغيرة النائمة في أحضان الجبال، والتي تعتبر حلقة وصل بين أعالي النماص ومحافظة المجاردة، والتي تتفرد بطبيعة وآثار وتاريخ مميز. الكادي والريحان ففي سوق خاط تستوقفك رائحة بعض الأشجار العطرية كالكادي والريحان والشيح والشذاب والورد والياسمين، وهناك الفاكهة المحلية كالموز البلدي والذي يتم انتاجه بالقرب من موقع السوق في منطقة تسمى وادي الغيل المشهور بزراعة الموز والليمون حيث يعمد الكثيرون إلى شرائه نظراً لجودته ومذاقه الرائع بالرغم من وصول سعر الكيلو إلى عشرة ريالات في معظم الاحيان. الحنيذ والخمير وفي إحدى نواحي السوق هناك بعض الاشخاص يقومون بتجهيز وجبة الإفطار لمرتاديه، ومن ذلك الفطير “الخمير” والملوخية والإيدامات، وفي موقع غير بعيد تنبعث الروائح الشهية حيث يقوم بعض الطهاة من أهالي خاط بتجهيز وجبة الحنيذ من التيوس البلدية، والتي تجبر زائري السوق لتناول وجبة ساخنة منها لما لها من مذاق شهي وجودة خاصة في الإعداد. العسل والجرار ويضم سوق خاط الشعبي العديد من المعروضات، ومنها مستلزمات المرأة القديمة التي كانت ومازالت تستخدمها للزينة إلى الآن، والتمور والحبوب مثل الدخن والبر والريشي، وهناك يباع العسل البلدي ومن ذلك السدر والطلح والمجرى، حيث تشتهر المجاردة بإنتاج أفضل أنواع العسل، ذلك لكثرة الأشجار وتوفر المياه بالإضافة للأجواء المعتدلة والتي تسهم في زيادة إنتاج العسل، كما تنتشر الجرار التي كانت تستخدم في الماضي لحفظ مياه الشرب وتبريدها، ويكثر بيع الفخار عموما ويزداد الإقبال عليه، حيث مازال يحافظ على مكانته في وجدان الكثيرين من أهالي المنطقة ومرتادي السوق، بالرغم من وجود الثلاجات الحديثة الكهربائية. البسط والقعادة ويباع أيضا بين جنبات السوق العديد من الصناعات التقليدية والمنتجات الخصفية، مثل البسط والمشوفة والمهفة والشبكة والمطرح وغيرها، مثل المحوقة والحصيرة والعيبة التي تستخدم لحمل الأشياء على الدواب. كما تتواجد المظلات والكراسي المصنوعة من الخشب والحبال المحلية، وهي ما تعرف ب”القعادة” والتي كانت ومازالت تستخدم للنوم وفي المجالس. مواشٍ وأغنام ولعل أبرز ما يباع في ذلك السوق أيضا المواشي بأنواعها، ومن ذلك الاغنام نظرا لقرب السوق من عقبة سنان والتي تربط محافظة النماص بالمجاردة حيث يعمد الكثير من اهالي السراة إلى شراء مستلزماتهم من ذلك السوق والعودة مرة اخرى للنماص في وقت لا يتجاوز عشرين دقيقة.