في مقالي السابق (بالكوم يا ليمون) أرجعت فيه ضعف مخرجات التعليم في المملكة إلى تغلب فكرة الكم أولاً، وكانت ظروف الصراع السياسي في المنطقة تفرض المباهاة بزيادة الأرقام في كثير من النشاط الحكومي الاجتماعي، وسادت مقولة (كل يوم مدرسة) وعندما زاد عدد المدارس لم نجد عددا كافيا من المدرسين المتعاقدين وخصوصا عندما فرضت بعض دول الصراع قيودا على التعاقد فاضطررنا على الاستعانة بكل من ظننا أنه يمكنه التدريس بغض النظر عن كفاءته العلمية، ذاك تاريخ أسود في حياة المنطقة كانت له نتائجه المتردية والمعطلة لكل خطط التنمية، ومع الأسف ظلت فكرة الكم لا الكيف هي المتسلطة على التخطيط التنموي عندنا وفي البلاد المحيطة، كم مشروعا انتج.. ولكن بأي نوعية؟ لا أحد يدقق ويهتم، ومثال التعليم واضح جدا مئات ألوف الطلبة من مدارس تعتمد التحفيظ «والكلفتة» ولا تعتمد التعليم والتفهيم، وألحقنا بالتدريس مئات ألوف من المدرسين والمدرسات والمدارس دون التفات للكفاءة أو قدرات التدريس، وقذفت المدارس مخرجاتها إلى الجامعات محدودة العدد والعدة لنفرض عليها جل المشكلة بقبول أكبر عدد من الطلبة بأدنى الدرجات ويحشرون في فصول ومدرجات ليتخرجوا إلى سوق عمل يتفحصهم فيرفض أغلبهم لعدم المواءمة، ليسد حاجته بالاستقدام، وهكذا تنشأ مشكلة البطالة المؤرقة للجميع، ومع ذلك نستمر بفتح مزيد من الجامعات في المحافظات حتى صارت اثنتن وعشرين جامعة وثمان أهلية، هل نتدارك الأمر بإصلاح التعليم وإعادة تأهيل المدارس والمدرسين ورفع مستواهم العلمي والعملي؟ هل نركز على الجامعات فنزيد سنواتها إلى ست وسبع سنوات لإصلاح خلل التعليم، لئن نرفع مكافأة تعليم متصاعدة خير ألف مرة من أن ندفع بدل بطالة، فكروا في الأمر فهو خطير، الكم ليس لهذا الوقت. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة