كان بجوار منزلنا القديم مدرسة مستأجرة للبنات وصل عمرها إلى اليوم بكل "موضوعية" ما يقارب 30 سنة وغيرها كثير، ولكن تظل المدارس المستأجرة "خصوصية " لدينا سعودية كما هي "الخصوصيات" الكثيرة لدينا، لنفرض أن الإيجار السنوي 120 ألف ريال من مبدأ إقتصادي ومالي، فعلى مدار ثلاثين عاما تم دفع ما لا يقل عن 3,600 مليون ريال وهذا أقل مبلغ يدفع، وهذا يكفي لشراء أرض كبيرة وبناء مدرسة نموذجية بأسعار قبل عشرين وثلاثين سنة، وهذه المدرسة "كمثال" لا تمت لمعنى مدرسة كبناء وإمكانيات وأدوات، فهي " فله " سكنية مؤهلة لسكن من 8- 10 أشخاص من عائلة واحدة، ولكم أن تقدروا كم طالبة بهذه المدرسة فهي لا تقل عن 200 طالبة، فتحولت المطابخ والمجالس لفصول دراسية، هذه في أحياء جيدة وحتى أحياء راقية فماذا نقول عن الأحياء الأقل؟ ماذا نقول عن القرى والهجر؟ أزمة حقيقة لا تعرف سببها منذ عقود وتتساءل ماذا تعمل الوزارة ؟ وقد قدرت أن في حال بناء المدراس " النموذجية " منذ فقط عام 1980 ميلادية سنويا بمعدل بناء 1000 مدرسة هذا يعني أن يتم بناء حتى 2010 ميلادية 30,000 مدرسة إبتدائي ومتوسط وثانوي للبنين والبنات، فهل تعلمون كم لدينا من عدد للمدارس في المملكة إبتدائي وثانوي ومتوسط من الجنسين حاليا؟ وسأضيف لها أيضا مدارس تحفيظ القرآن، أن كل هذه المدارس من الإبتدائي إلى الثانوي للجنسين لدينا حتى اليوم وطبقا لموقع وزارة التربية والتعليم مصدر معلوماتي هو 23,364 مدرسة " 12,458 إبتدائي، 6841 متوسط، 4065 ثانوي" من الجنسين، هذا يعني أننا لو بدأنا بناء المدارس " النموذجية الصحيحة والمفترضة " للتعليم لكان اكتفينا منذ سبع سنوات باعتبار معدل بناء المدارس سنويا فقط 1000 مدرسة مناصفة بنين وبنات، لم أتحدث عن فترة ما قبل 1980 ميلادية والتعليم بدأ بالمملكة منذ تأسيس المملكة أي منذ ما يقارب 70 سنة، فقط على فرض بدأ البناء منذ 1980 وهذا قريب جدا. حتى اليوم لا تعرف أين الخلل؟ هل وزارة المالية لا تعتمد بناء وشراء الأراضي والمدارس وبناءها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم؟ هل الخلل من لدى الوزارة التي لم تقدم مشاريع للبناء وخطط للقضاء على " المنازل " المستأجرة التي هي سكن "عائلي" تحولت إلى مدارس؟ خلل بالمخططين والخطط؟! الحلول واضحة برابعة النهار لإيجاد بيئة تعليمية صحيحة من مدرسة ومعلم ومنهاج، ولم نتحدث عن المعلم والمعلمة الذي هو معاناة أخرى في التعليم لدينا، لم أجد لا في كوريا ولا دول الشرق ولا في أوربا مدراس حول فيها سكن عائلي " أو مستأجرة " إلى مدارس لا يمكن بهذه الدول تحويل أي شئ ليصبح " مدرسة " ولك أن تتخيل لدينا المنازل غير المهيأة كيف هي الفصول ودورات المياة، لقد رأيت مدرسة تحول معها صالة "المنزل" إلى غرفة معلمين؟ والمطبخ إلى فصل دراسي؟ هل ندرك كم حجم الهدر المالي من الإستئجار وكم يدفع؟ ولمصلحة من يستمر؟ ليس لدينا قصور مالي أو مشكلة بذلك نهائيا، وحتى الأمس اتصفح الصحف ووزارة التربية والتعليم " البنات " تبحث عن منازل لاستئجار مدارس ومدارس مستأجرة مستمرة منذ عقود، فلا مدارس نموذجية ولا معلم يقوم بدوره وحشو هائل في المناهج، فماذا ستكون المخرجات؟ إنه هدر مالي هائل. وهذه أثمن هدية تقدم للتعليم الأهلى الذي يستحوذ على 30% من التعليم وينمو سنويا. ماذا يعملون بوزارة التربية والتعليم؟؟!