من أراد هدى في غير الاسلام ضل، ومن أراد إصلاحا بغير الإسلام زل، ومن أراد عزا في غير الإسلام ذل، ومن أراد أمنا بغير الإسلام ضاع أمنه واختل، هذه البلاد المباركة ستبقى بحول الله تعالى ثم بعزم رجالها، وإيمان اهلها، وصدق قادتها، ونصح علمائها، حامية لمعاقل الدين من التغيير، حافظة لموارد الشريعة من التكذيب، لا تساوم على حساب دينها، ولا تصانع على مقتضيات عقيدتها، ولا تداهن على موجبات إيمانها، وبذلك أصبحت درة المدائن والمحاسن وأرض الميامين، بلد العطاء والنماء والوفاء والاسلام والسلام، امتدت يد الخير منها الى كل منكوب، وسرت يد العطاء منها الى كل مكروب، فحماك الله يا بلاد الحرمين، عزيزة بعز الإسلام، منيعة محفوظة مصونة بحفظ الدين. وبالإمامة والسلطان تحفظ البيضة وتصان الحوزة، وتكونون بها ظافرين بما تطيب به حياة الدنيا والدين، والسمع والطاعة لإمام المسلمين فريضة، وطاعته في غير معصية من طاعة الله عز وجل، وقال رسول الله: (الطاعة على المرء المسلم فيها أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) متفق عليه. ويقول صلى الله عليه وسلم: (من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية). وها هي أيدينا تمتد إلى ولاة أمرنا مجددين البيعة على السمع والطاعة، والولاء والوفاء على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، صدقا من قلوبنا، وإخلاصا من نفوسنا في العسر واليسر والمنشط والمكره. يقول سهل بن عبدالله التستري رحمه الله تعالى: (لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء، فإن عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم، وإن استخفوا بهذين افسدوا دنياهم وأخراهم). مسفر سويد الغامدي إمام جامع الملك عبدالله جدة