تفانى النظام السوري وأغرق جامعة الدول العربية بتفاصيل الكلمات التي يريد أن يتضمنها البروتوكول لمراقبي الجامعة. وأمعن في التدقيق في العبارات بهدف إطالة مدة قمع الشعب. يصحح العبارات كأن الهدف هو صياغة البروتوكول وتناسى عن عمد أن الهدف دخول أعين ترى واقع الشارع السوري. الواقع الأليم لإخواتنا السوريين في ظل نظام استمرأ الكذب منهاجا له. تخيلوا هذ الكذب والتلاعب بالكلمات الذي أعد له النظام فريقا كبيرا من المطبلين والمضخمين لأكذوبة إرهابيين مسلحين يحاربون سوريا. هذا الفريق الذي يحاول أن يلمع صورة النظام بطمس الحقيقة الواضحة وبظلم ثورة إخوتهم. حتى إن ظهرت حالة غريبة لم يشاهدها العالم إلا في سوريا. وأوجدتها أصوات النظام المكذبة لكل حقيقة. هذه الحالة التي تفضح عجز بعض الأنظمة العربية وعلاقة الحاكم والمحكوم وقيمة المواطن العربي لدى تلك الأنظمة. هذه الحالة الغريبة هي أن كل من يقوم بتصوير أيام الثورة، فإن المصور يظهر بداية تصويره قطعة من الورق كتب عليها تاريخ التصوير ومكان التصوير. إنها صرخة ألم تقول صدقوا ما ترون في ظل نظام يحجب دولته وشعبه عن الإعلام الخارجي، وينكر وقوع الثورات ضده ويلفق أعذارا لمشاهد العنف والقمع لشعبه. م. محمد الشريف