الماء، الطرق والسفلتة، النظافة، السيول، والنقل المدرسي.. قائمة مشاكل متعددة الجوانب، وتشمل أغلب الاحتياجات للإنسان في قرية جريبة بمحافظة ضمد في منطقة جازان، والتي تشهد ازدهارا عمرانيا ملحوظا، وتناميا سكانيا في السنوات الأخيرة. فالماء- بحسب المواطن أحمد جبريل عاتي- في قريتهم شحيح، وإن وجد فلا يصلح للاستهلاك البشري، مطالبا بتنفيذ شبكة مياه تغذي كافة مساكن أهالي جريبة. ويقول أحمد عاتي إن الأهالي يطالبون بخزان وبئر يكفيان لإرواء عطش الناس، موضحا أن صهاريج المياه استنزفت جيوبهم. ويؤكد عبداللطيف هادي من أهالي جريبة، أنهم تقدموا بشكوى إلى فرع المياه في جازان أكثر من مرة، لكنهم لم يجدوا استجابة على أرض الواقع. ويبدو محمود مكلكل حائرا من أين يبدأ في الحديث عن مشاكل قريته، وحين أطلق العنان لنفسه تكلم عن كل شيء السفلتة، النظافة، المياه، ولكنه في الأخير ركز على معاناتهم مع الطرق التي لا تزال أغلبها ترابية، وتنقطع سبلها حين تهطل الأمطار، وتجري السيول. ودعا محمود مكلكل المجلس البلدي في ضمد بالوقوف على احتياجات أهالي القرى، ونقلها إلى المسؤولين، مضيفا «أتمنى ربط قرى الشقيري وضمد بخطوط مسفلتة لتيسير الحركة إلى هذه القرى خاصة حال حدوث حالة طارئة لنقل مريض أو مصاب». ويعاني أهالي قرية جريبة من قلة النظافة جراء قلة الحاويات في شوارعها وأزقتها، ويوضح عبدالله عاتي أن الحل الوحيد المتاح أمامهم للتخلص من النفايات حرقها، مضيفا «وبالأخص بعدما طفح الكيل من روائحها الكريهة، وتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض». وطالب محمود مكلكل موظفي بلدية ضمد بزيارة القرية لمشاهدة آثار قلة النظافة، وانتشار النفايات، والتعرف على احتياجات المواطنين الآنية. وأكثر ما يخشاه أهالي قريبة جريبة، وعلى هرم قائمة مشاكلهم، السيول في مواسم الأمطار، فلا يوجد سد يحميهم من جريانه القوي. ويبين أحمد جبريل النظر أن السيول خطر يتهددهم على الدوام من جهة الشمال، مضيفا «بالأمس القريب أكثر من نصف القرية رحلوا عنها ليلا، متجهين إلى أقاربهم في المدن والمحافظات بمجرد علمهم فقط أن سيولا قوية آتية عبر وادي ضمد ستدهمهم، وخوفا على أنفسهم وأبنائهم من مداهمة السيل، ولم يعودوا إلى منازلهم إلا في صباح اليوم التالي». ويتطرق إبراهيم عاتي إلى موضوع النقل المدرسي للطالبات والطلاب، إذ يقول «معاناتنا اليومية مع أبنائنا وبناتنا في نقلهم إلى المدارس في القرى المجاورة، وعلى حسابنا الخاص، في حين نطالب بسيارات نقل تقوم بإيصال بناتنا وأبنائنا إلى المدارس حتى يستمروا في تلقي العلم بكل راحة وطمأنينة». وأضاف أحمد عاتي «في كثير من الأحوال تكون العودة في نهاية اليوم الدراسي مشيا على الأقدام، حتى الطالبات نتمنى تحقيق مطالبهن بتوفير وسائل نقل لهن». وأوضح ل «عكاظ» رئيس بلدية ضمد المهندس عبدالله الحربي أن مشروع سفلتة طرق قرية جريبة أرسيت على مقاول مؤخرا، كما تم إبرام عقد إنارة للشوارع، مبينا أن بدء العمل سيتم قريبا. وقال المهندس عبدالله الحربي إنه سيتم طرح مشاريع درء مخاطر السيول على المجلس المحلي قريبا، مؤكدا أن مشروع حماية قرية جريبة من أخطار السيول على هرم الأولويات.