اختص الله سبحانه وتعالى أهل مكة بخصوصيات كثيرة، منها أنهم إذا وجدوا في أنفسهم ضيقا أو هما ذهبوا إلى الحرم يطوفون بالبيت العتيق ويشربون من ماء زمزم ويصلون جماعة، فيبدل الله سبحانه وتعالى همهم وضيقهم انشراحا وفرحا وقد عودت نفسي على ذلك والحمد لله أولا وآخرا. وقبل أيام، في إحدى الصلوات المفروضة سمعت ضجيجا وبكاء للأطفال، وبعد خروجي من الحرم المكي الشريف تذكرت تلك المقالة التي كتبتها منذ أمد بعيد عن إنشاء دار خاصة لأطفال الزوار والمعتمرين وها أنا اليوم أسأل كغيري ماذا تم بشأن تلك الدار؟ وأين وصلت تلك الفكرة؟ التي نوقشت مرات عديدة على مستوى المجالس، وإن لم يتم شيء فينبغي من الأخوة المسؤولين المعنيين بحث هذا الموضوع بطريقة جدية وبخاصة مع فضلاء مكة ذوي الخبرة والذين يعرفون مواقع جيدة قرب الحرم المكي الشريف، ولا شك أن من وفقه الله للخير سيمد يده للمشروع سواء بقطعة أرض أو عمارة يوقفها لهذا العمل المبارك إن شاء الله تعالى. إن إنشاء تلك الدار سوف يخفف كثيرا من المعاناة التي يعانيها مرتادو بيت الله العتيق وبإذن الله سيجدون مكانا آمنا مطمئنا لأطفالهم ويتفرغون هم للصلاة والطواف والسعي والعبادة بذهن صاف وراحة بال كاملة. وإن كان لي من رأي متواضع في هذا الموضوع فهو أن تكون تلك الدار قرب مواقف السيارات، وذلك تسهيلا للمواطنين والمعتمرين من ناحية الركوب والنزول ويرون الإضاءة الكافية ويشعرون بالفرحة كأنهم يتجولون بداخل مدينة واحدة لا بين مدينتين كما هو معروف. عبدالغفور عبدالكريم عبيد