•• تقول وزارة التعليم العالي.. إنها فصلت أكثر من عشرين موظفا من العاملين بالمكاتب التعليمية في الخارج لتقصيرهم تجاه المبتعثين، ولم تقل لنا ما هي حيثيات فصلهم.. لأن الكثيرين منهم كما فهمت غير مواطنين.. ولا تهمهم مصلحة هذا الوطن وأبنائه.. •• وأيا كانت جنسياتهم.. فإن إقدام الوزارة على هذه الخطوة هو إنجاز في حد ذاته.. لأن ما نسمعه من أوجه تقصير عميقة شيء يشيب له الرأس.. بدءا ببطء إنجاز الإجراءات الخاصة بالالتحاق بالبعثة لمن يدرسون على حسابهم.. وتأخر صرف استحقاقات المبتعثين.. والبت في مطالباتهم الأخرى من تأمين صحي.. وانتهاء بتفقد أوضاعهم الدراسية وتعثر حصولهم على قبول في الجامعات التي يرغبون في الالتحاق بها.. أو الانتقال إليها.. ومرورا بتوجيه بعض من يقعون منهم في مخالفات لأنظمة وقوانين البلد التي يدرسون بها.. نتيجة جهلهم بها أو تجاهلهم لها. •• والسبب في كل ذلك هو: تضخم عدد المبتعثين في السنوات الأخيرة.. ونقص المتابعة لأحوالهم سواء من الناحية الأكاديمية.. أو الحقوقية والمالية أو الإنسانية أيضا.. نتيجة محدودية عناصر العمل في أكثر الملحقيات.. وعدم ارتقاء العديد من العاملين بها إلى مستوى المهام المناطة بهم.. وانشغال الكثيرين منهم إما بالدراسة.. أو بالعمل في مجالات الاستثمار الشخصي في الدول التي يعملون بها.. أو لغياب الحد المطلوب من الإحساس بما يعنيه الاغتراب بالنسبة ل (70 %) من المبتعثين من صغار السن. •• ومن هنا.. فقد استبشرت وغيري بخطوة الوزارة الجادة في إصلاح أوضاع مكاتبها التعليمية في الخارج.. وإن كان هذا الإجراء لا يبدو كافيا.. •• وكم أتمنى ألا ترد الوزارة بأن الأمور تسير على ما يرام.. وأن المبتعثين يعيشون في رغد وأمان وتحت رعاية تامة.. لأن مثل هذه الإجابة ستعطي الانطباع إما أنها لا تريد إصلاح الوضع برمته.. أو أنها لا تعرف الحقيقة كاملة.. •• وفي هذه الحالة فإنني أقترح الآتي: •• أولا: أن يخصص قسم في كل ملحقية لاستلام الشكاوى والمظالم والطلبات من المبتعثين.. والبت فيها خلال (48) ساعة. •• ثانيا: أن يوفر الملحق التعليمي قناة اتصال مباشرة ويومية بالمبتعثين عبر أي شكل من أشكال الاتصال الرقمي لمدة ساعتين كل يوم.. حتى يكون في الصورة من حقيقة الإهمال الذي يخيم على إدارته ويتسبب في معاناة المبتعثين. •• ثالثا: أن توجد وكالة الوزارة لشؤون المبتعثين بالرياض.. آلية محكمة للتعرف يوما بيوم على أوضاعهم وتباشر مسؤوليتها في تذليل وحل العقبات من جهة.. وفي متابعة أوضاع المبتعثين الأكاديمية والتحصيلية بصورة أكثر فعالية مما يجري حتى الآن. •• رابعا: أن يتم وبصورة فورية دعم كل مكتب أو ملحقية تعليمية بالكفاءات البشرية القادرة والمتفرغة لخدمة أبنائنا وبناتنا.. وتقديم العون لهم.. والتواصل مع الجامعات بصورة مباشرة لمتابعة تحصيلهم.. أو توفير القبول المناسب لهم.. بدلا من تركهم يعانون.. ويفشلون.. ويخطئون.. ويدخلون السجون أيضا.. فنحن بحاجة إلى كل فرد فيهم.. حتى يعود إلى الوطن ويشكل لبنة جديدة في بناء مستقبله وتطويره بدلا من أن يعود إلينا «مجرما» أو بفكر «مختل».. أو بقدر هائل من الانفصام.. ومن السخط على البلد.. وعلى الحياة فيها.. نتيجة تعرضه لأزمات نفسية متعاقبة.. أو لوقوعه تحت تأثير المخدرات.. أو الاستلاب الفكري.. وزعزعة الولاء لكل ما هو وطني.. * ضمير مستتر: •• جميل أن يعود إلينا آلاف العلماء والمكتشفون والمخترعون.. ومؤلم أن نفقد عقول.. وقلوب الأكثر في ظل الإهمال لهم.. والتقصير تجاههم. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة