حوار - حاسن البنيّان - (واشنطن) - تصوير - أنغام الشامي لم أجده مثلما قرأت عنه في كثير من المواقع، بل دهشت وأنا أراه أمامي في صور مغايرة تماماً لما يثار عنه، قلت بيني وبين نفسي: يبدو أن هذا هو الرجل المفترئ عليه، أول ما لفتني في شخصيته تواضعه وديناميكيته وتجاوزه للروتين الإداري، فعندما كان الأستاذ علي الغامدي من إدارة العلاقات العامة يصحبني إليه، فوجئت بباب مكتبه مشرعاً على صالة واسعة فيها عدد قليل من الطلبة المبتعثين من الجنسين، دلفت إلى الداخل وجدته مشغولاً بالحديث مع طالب من كلورادو، رحب بي واجلسنى بالقرب منه، وتوقعت أنه سيطلب إغلاق باب مكتبه لنبدأ حوارنا، لكن ظني خاب، وإذا بى اسمعه منادياً: (في أحد يا ليلى) (يبدو أنها إحدى سكرتيرات المكتب) وصارت ليلى تدخل عليه الطالب تلو الآخر، انتظرت أن يدعوني لبدء الحوار أو الانتقال لغرفة مغلقة، واعترف أنني ذهلت عندما طلب مني أن نبدأ اللقاء وباب مكتبه مفتوحاً وهو يجلس مواجهاً لصالة الانتظار، وكلما رأى مراجعاً من الطلبة أو الطالبات طلب مني بأدب جمّ إغلاق جهاز التسجيل، وهو يقول لي: (هذا طالب لم يأت إلي إلا لحاجة) لهذا طال الحوار على مدى ساعتين مع سعادة الدكتور/ محمد بن عبدالله العيسي، الملحق الثقافي السعودي بأمريكا في حديث جرئ وشامل لا تنقصه الصراحة ل(الجزيرة)، سألته في البداية: - ما هو أكبر تحدٍ يواجهك في منصبك؟ - بداية أخ حاسن، أرحب فيك وفي صحيفة «الجزيرة» في زيارتكم للملحقية الثقافية السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبهذه المناسبة نهنئ ونبارك ونبايع باسمي وباسم أبنائي وبناتي المبتعثين سمو سيدي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي عهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية على ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في اختياره الصائب له ليكون ولياً للعهد وهو خير خلف لخير سلف، وبالمناسبة نحن في الملحقية قمنا قبل فترة قصيرة بتنظيم مبايعة إلكترونية على موقع الملحقية أتحنا فيها الفرصة للمبتعثين بالمشاركة في تهنئة ومبايعة الأمير نايف، وقد اتخذنا هذه الخطوة لتسهيل الخدمة وتخفيف الانتقال لأبنائنا وبناتنا المنتشرين في كافة الولاياتالمتحدةالأمريكية بعيداً عن مقر السفارة والقنصليات والملحقية، ووجدنا إقبالاً كبيراً من المبتعثين حيث شارك في الثلاث ساعات الأولى أكثر من سبعة آلاف طالب وطالبة. وللعودة للإجابة على تساؤلك، أنت تعرف أن الملحقية الثقافية السعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية تعد أكبر ملحقية ثقافية سعودية في الخارج، فنحن لسنا في أكبر بلد فحسب وإنما من حيث عدد المبتعثين حيث يبلغ عددهم 67 ألف مبتعث ومبتعثة مع مرافقيهم يتلقون تعليمهم في 1200 جامعة ومعهد بما يعادل ثلثي المبتعثين في دول العالم، وننتظر وصول نحو ستة آلاف طالب وطالبة على أقل تقدير يمثلون الدفعة السابعة من المرحلة الثانية من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، مثل هذا العدد الهائل يمثل في حد ذاته تحدياً كبيراً ونحن جاهزون للتعامل معه بكل احترافية ومهنية، ونعمل أنا وزملائي في الملحقية على أن تظل هذه الأعداد مطمئنة ومستقرة بتوفير كافة التسهيلات والأجواء وأستطيع القول إنني منذ مباشرتي العمل في الملحقية في 2007 م واجهت كثيراً من التحديات وليس تحدياً واحداً، وأريد أن أتحدث إليك بالتفصيل عن هذه التحديات فعندما جئت إلى عملي قبل أربع سنوات من الآن لم يكن عدد المبتعثين يتجاوز ال7000 طالب وطالبة، وصل الآن عددهم إلى 67 ألف مع مرافقيهم، لم يكن لدينا أكثر من عشرة أطباء يتلقون تعليمهم وتدريبهم للحصول على الزمالة والبورد الأمريكي، وكان وجود طبيب استشاري متخرجاً من أمريكا في السعودية يعد نادراً فكلهم قادمون من كنداوألمانيا وبريطانيا، كما ليس لدينا أية اتفاقية مع كليات الطب والمستشفيات الجامعية والآن لدينا أكثر من 105 اتفاقية مع مستشفى تعليمي وكلية طب وأكثر من 1225 طبيب وطبيبة سعوديين يحضّرون للحصول على الزمالة والبورد الأمريكي، وأكثر من 500 طبيب وطبيبة أسنان وأكثر من 400 صيدلاني وصيدلانية، كما لدينا أعداد كبيرة من المهندسين والمتخصصين في العلوم الصحية والكثير من التخصصات، أيضاً الانتقال إلى مبني ملك بدلاً من المستأجر ووضع خطة توعية شاملة للمبتعثين .. - سنتحدث لاحقاً عن الإنجازات التي تحققت، ولكن سؤالي عن التحدي أو التحديات القادمة.. - هي جملة تحديات قادمة منها تحدي الأعداد الكبيرة التي ستصلنا مستقبلاً من المبتعثين وكيفية توزيع هؤلاء الطلاب على الجامعات الأمريكية، فنحن الآن نعمل جادين على تحديد واختيار أفضل 300 جامعة من بين الجامعات الأمريكية لإلحاق مبتعثينا فيها ولتحقيق هذه الخطوة نتجه لخفض تدريجي في كل عام في عدد الجامعات ليقتصر التحاق أبنائنا وبناتنا المبتعثين على الأقل على أفضل 300 جامعة متميزة من بين الجامعات التي يصل عددها الآن لنحو 1200 جامعة، أيضاً نسعى لتوقيع المزيد من الاتفاقيات وبالذات مع أفضل 10 جامعات أمريكية من أبرزها هارفارد وييل وكرنيل وتوقيع هذه الاتفاقيات مع مثل هذه الجامعات العريقة ليس الهدف منها أن يعملوا استثناءات للطلبة السعوديين لتجاوز شروط القبول ولكن لضمان وجود مقاعد ليلتحق بها طلابنا في حالة قبولهم وفق الشروط والمتطلبات التي تضعها الجامعة نفسها، وبالمناسبة يوجد لنا طلاب في هذه الجامعات المتميزة لكننا نرغب في مضاعفة الأعداد بها لكونها جامعات رائدة وعريقة. - بصراحة، ما أكثر ما يقلقك في عملك؟ - أكثر ما يقلقني تقصير بعض أبنائنا وبناتنا المبتعثين في جوانب منها الأكاديمي والاجتماعي، فالبعض مثلاً يقرر فجأة الانتقال من جامعة أو معهد دون أن ينهى الإجراءات القانونية المتبعة بإشعار الجامعة أو المعهد مسبقاً قبل الانتقال، يعني يأخذ عفشه ويذهب، فتقوم الجهة التي يتلقى تعليمه فيها بإبلاغ الجهات الأمنية كإدارة الهجرة الأمريكية، وهذا الفعل يعرضه للإبعاد من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي الجانب الاجتماعي أعطيك مثالاً لما حدث أخيراً عندما وصل مبتعث مستجد مع زوجته وتركا طفليهما (ولد وبنت) لوحدهما بغرفة الفندق ونزلا إلى الصالة وعندما عادا وجدا البنت الصغيرة قد غرقت في (بانيو) الحمام وهذا نتيجة جهل أن يترك أب أولاده وحدهم في السيارة أو في المنزل أو الفندق، وقد تأثرت بالفعل لهذه الحادثة المؤلمة والحزينة.. -لكن سؤالي حول العمل، ما أكثر ما يقلقك فيه؟ - أنا لا أبرئ أحداً من العاملين في الملحقية من أي تقصير، قد يكون هناك تقصير لبعضهم، ولقد قمنا أخيراً بتكوين لجنة رقابية اسمها (لجنة الجودة النوعية) يشرف عليها مباشرة الملحق ستكون نواة لإحداث إدارة مستقلة، وستتخذ هذه اللجنة إجراءات مشددة بحق المقصرين وتطبيق النظام بحذافيره ومحاسبة أي كان من المقصرين إذا ثبت تقصيره في تقديم أي خدمة للمبتعثين، ولن أتردد في تطبيق النظام بحق أي موظف أو مشرف سواء كان سعودياً أو أجنبياً. - هل اكتشفتم مقصّرين وماذا تم بشأنهم؟ - نعم اكتشفنا ستة من المشرفين الدراسيين غير سعوديين واثنين سعوديَيَن يعملان في الشئون المالية والإدارية، بالنسبة لغير السعوديين تم إنهاء عقودهم مباشرة، أما السعوديان فقد تم إنهاء إيفادهم للعمل بالملحقية وإعادتهما إلى المملكة، وأنا من خلال صحيفة (الجزيرة) ادعو أبنائي وبناتي المبتعثين بإبلاغي شخصياً عن أي تقصير من أي موظف في الملحقية ولن أتردد عندما يثبت لي حقيقة تقصيره وتهاونه في خدمة المبتعثين ومتابعتهم من تطبيق النظام بحقه فإذا كان سعودياً ينهى إيفاده وإعادته إلى المملكة وإن كان أجنبياً ينهى عقده، فليس لنا مصلحة مطلقاً أن يبقى في الملحقية من يسئ لسمعتها ويسئ لطلبتنا، ولا من مصلحتنا بقاء أشخاص في الملحقية غير قادرين على إنجاز أعمالهم ومهامهم بكل مهنية واستقامة، لكنني في الوقت ذاته لا أستطيع محاسبة شخص لمجرد الإبلاغ عنه دون التثبت من حقيقة الشكوى إذ تأتي لي بعض الشكاوى دون أسماء أصحابها مع بعض التجريح والإساءة وهذه تهمل ولا ننظرها، فالذي يريد الإبلاغ عن شكوى يفترض أن يكون صادقاً وواضحاً وصريحاً ومدعوماً بما يثبت شكواه فقد تكون شكوى كيديه لمجرد أن الموظف قام بتطبيق النظام بحق طالب ما، فهل يمكن أن يعاقب مثل هذا الموظف؟ - عرفنا ماذا يتم بشأن المقصرين، لكن ما نصيب المجدّين المخلصين؟ - ستتولى لجنة (الجودة النوعية) هذا الجانب، وقد اجتمعت أخيراً بكل إدارة من إدارات الملحقية وأوضحت وشرحت لهم التوجه الذي ستسعى هذه اللجنة لتحقيقه فمثلاً سيلاقى المقصر حساباً عسيراً سواء كان موظفاً أو مشرفاً لكن بالمقابل سنمنح مكافآت تشجيعية للمتميزين من العاملين، وسنعمل مع بداية العام المقبل على تخصيص موقع داخل الملحقية سيكون مخصصاً لأحسن موظف في الشهر وسنضع اسم وصورة هذا الموظف على المصاعد، وهذا سيشكل حافزاً للتنافس بين العاملين بما يخدم ويحقق المصلحة في تحسين الأداء وبما يعود بالمصلحة لخدمة المبتعثين، وفي اجتماع رؤساء الأندية الطلابية السعودية الذي عقد أخيراً في الملحقية تم تكريم المشرف الدراسي المتميز الذي تم اختياره من قبل الطلاب أنفسهم، وهذا يحدث لأول مرة منذ تاريخ إنشاء الملحقية. - هل أنت منزعج ممن ينتقدك؟ - صدقني لا أنزعج، حتى لو جاءني شخصياً وقابلني في مكتبي، سأرحب به واستمع إليه، ويسعدني من يقدم لي النصح والمشورة لا يضايقني ذلك، فأنا والله العظيم أتعلم في كل يوم أنا باقٍ فيه في عملي بالملحقية أتعلم شيئاً جديداً، أتعلم من أبنائي وبناتي الطلاب، أتعلم من كل مراجع يأتيني، وأرجو من كل شخص عنده أية ملاحظة ألا يتردد في إبلاغها لي وإن كان يريد مقابلتي فأهلاً وسهلاً. - ألا يزعجك ما يكتب عنك وعن الملحقية في بعض المنتديات والمواقع الإلكترونية؟ - أبداً لست منزعجاً، وبأمانة فإن الجزء الأكبر مما يتردد مبالغ فيه وغير صحيح، نحن لا نزكي أنفسنا لكننا بحمد الله نقوم بعملنا على أكمل وجه وهذا هو واجبنا أمام الله سبحانه وتعالى قبل أن يكون أمام المسئولين، وما يتداول فيه كثير من الافتراء وهو لا يمثل بأي حال من الأحوال رأي غالبية المجتمع، فأنا أتلقى عبر بريدي الإلكتروني وبالرسائل البريدية وعن طريق الطلاب الذين ألتقيهم ويزورونني في الملحقية أتلقي الكثير من الثناء والشكر والتقدير وإن كنت لا أنتظر الشكر ولا أنتظر الإطراء والمديح، فما نقوم به هو واجب عملنا وخدمة للوطن ولأبنائه وبناته المبتعثين، لكن مثل هذه الرسائل لا تلقى نصيبها من الانتشار بمثل هذه الأصوات المسيئة رغم محدوديتها وقلتها، أنا يا أخ حاسن أعتبر نفسي محظوظاً لأنني في هذا المكان أشعر أن المبتعثين والمبتعثات هم أولادي وبناتي وأعتز وأفخر أن لي 67 ألف بنت وولد في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبالنسبة لما يتداول في بعض المواقع الإلكترونية أعطيك مثالاً واحداً لتتبين والقراء الكرام عظم الافتراء والإساءة دون وجه حق، فإن المقطع الذي بث على موقع (اليوتيوب) لطالب يقول: إنه داخل الملحقية، هو أن هذا الطالب أمضي خمس سنوات ونصف في البعث ولم ينه سوى 42 ساعة فقط من متطلبات دراسته وفصل من الجامعة ويريد منا أن نستمر في الصرف عليه وأنا لو استمررت في الصرف عليه لأساءت له أكثر ليستمر هو في ضياعه وأنا دائماً أؤكد لأبنائي وبناتي المبتعثين أن يعوا ويدركوا جيداً أنهم جاؤوا هنا للعلم والتحصيل وليس في رحلة سياحية مدفوعة الثمن.. - بعض هذه المواقع طالب برحيلك.. - دخلت على هذا الموقع الذي طالب برحيلي، فلم أقرأ تعليقاً واحداً يؤيد هذه المطالبة، وبالمناسبة هذا الموقع أغلق أو توقف يبدو أن صاحبه أو القائمين عليه لم يجدوا إقبالاً وتأييداً لما يثبت فيه من افتراءات وإساءات، والذي أريد أن أقوله: إنني في مكاني وموقعي هذا أتوقع دائماً استهدافي كما الشجرة المثمرة دائماً مستهدفة برميها بالحجارة، قد تكون هناك قصة لطالب أو طالبين قمنا بتطبيق النظام بحقهما وعندما نتخذ مثل هذا الإجراء فهو لمصلحتهما، لكننا بالمقابل نساعدهم فالطالب الذي يفصل أو تنهى بعثته ويعود مرة أخرى ويعترف بخطئه وسلوك الطريق السليم ووجدنا وضعه الأكاديمي مستقراً لا نتردد في مساعدته ووالله كثيراً ما أتجاوز النظام واتخذ قرارات بدون العودة إلى الوزارة هدفها مساعدة الطالب فأنا أرى ما لا يراه المسئول البعيد سواء كان الوزير أو نائبه أو الوكيل، وأنا أقولها دائماً وبالفم المليان: أي طالب يأتي إلى مكتبي أو يكلمني أقول له: تراني في صفك ولست في صف الوزارة فأنا مع الطالب وأساعده، ولكن إذا الطالب ما ساعدني على أن أساعده فإذا ساعدته مرة أو اثنتين أو ثلاثاً لكن إذا استمر أكثر فمن الظلم أن استمر في مساعدته.. - يبدو أن الرد جاء سريعاً من الرياض لمن طالب برحيلك وذلك بتجديد الثقة فيك لفترة قادمة لمدة 5 سنوات، نبارك لك هذه الثقة.. - لا شك أنها ثقة غالية أعتز بها، وأنا كلي سعادة وأعتبر نفسي مثلما قلت لك محظوظاً في أن استمر في هذا المكان لخدمة أبنائي وبناتي المبتعثين قادة المستقبل، وبلا شك الكثير يغبطني على استمراري وآخرون يشفقون وأقول لمن يشفق عليّ وأنا في هذا المكان: أريد منك الدعاء.. - أنشأتم في الملحقية أخيراً لجنة (الإعلام الجديد) هل هذا جاء كرد فعل لما يتداول عنكم في بعض المواقع الإلكترونية؟ - لسنا نحن المسئولين في الملحقية سنرد على مزاعم وافتراءات هذه المواقع، ولكن الذين سيتعاملون مباشرة مع هذه اللجنة هم أبناؤنا وبناتنا المبتعثون وستتاح لهم الفرصة للحديث بأنفسهم لإبراز حقائق أوضاعهم وتفنيد الافتراءات وتوضيح الصور الحقيقية المغيبة للقضايا المثارة غير الأمينة والصادقة والدقيقة، وهذه اللجنة ستتعامل بكل وضوح وشفافية مع كافة وسائل الإعلام الجديد من مواقع إلكترونية وإنترنت وقنوات التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر، وقد استقطبنا الدكتور خالد الدامغ، مساعد الملحق للشئون الإعلامية بتولي مسئولية هذه اللجنة تحت الإشراف المباشر للملحق، وقد عقدت اللجنة أخيراً أول اجتماع لها من خلال ورشة عمل نظمت لرسم أهدافها بمشاركة من 175 من رؤساء الأندية الطلابية السعودية. - أنت تطلب من المبتعثين التواصل معك شخصياً، فهل تعتقد بوجود من يخفي مشاكلهم عنك؟ - قد يكون، فلدى في الملحقية 400 موظف وموظفة. - هل حصل وأن اكتشفتهم؟ - بكل أمانة لم اكتشف، وقد تكون واردة كحالة فردية لموظف أو اثنين أو ثلاثة يمكن أن يخفوا شيئاً معيناً، أنا لا أنكر وقد لا يكون فيه شيء أصلاً موجوداً، لكن بعض الموظفين قد يكون حازماً ويلتزم بضوابط نظام الابتعاث ولوائحه ولا يستطيعون تجاوزها وهذا أمر محمود، أما أنا فكما قلت لك في كثير من الأحيان أتجاوز النظام لأنني أرى أن من المصلحة مساعدة هذا الطالب أو ذاك وهم بالمناسبة لا أعرفهم ولا تربطني بهم أية صلة ولا تأتيني أي شفاعة نحوهم لكنني أساعدهم حتى لو كان الطالب مخطئاً وأحياناً أكون شديداً لمصلحته لكنني في النهاية أساعده وأقدم الذي أستطيع تقديمه له، فمثلاً لو أن طالباً أنهى مرحلة اللغة في 18 شهراً وخلال هذه الفترة مر بظروف معينة ويحتاج إلى شهرين أو ثلاثة أشهر لإنهاء اللغة لا أوقف عنه صرف المكافأة أو الضمان المالي، وأطلب استمرار الصرف عليه تقديراً مني لظروفه التي لم تكن بإرادته، وهناك آخرون تنتهي بعثته ويمر بظروف صحية أو زوجته أو أحد أبنائه أو المرافق معه، أطلب استمرار التأمين الطبي له رغم أن النظام لا يسمح ومع ذلك أتجاوزه لتقدير الوضع الإنساني للمبتعث أو أحد أفراد أسرته. - شاهدتك قبل إجراء هذا الحوار تلتقي بالطلبة وترد على المكالمات، ألا يشغلك هذا عن عملك؟ - عملي هم هؤلاء، أنا سعيد أن ألتقيهم وأسمع لهم، كما رأيت أخ حاسن فبابي مفتوح على مصراعيه لاستقبال الطلبة قبل المراجعين وهذا -والله العظيم- أقولها لك هو نهجى من أول يوم باشرت فيه عملي قبل 5 سنوات من الآن، وقلت لموظفي مكتبي في الملحقية من ذاك الوقت: لا تمنعوا طالباً من مقابلتي فهو لم يأت لي إلا لحاجة له وواجبي أن أستمع له وأوصيتهم بأن يبقوا باب مكتبي مفتوحاً كما ترى وألا يغلق، وأنت لاحظت أمامك الصالة وقد خلت تدريجياً من المراجعين من الطلبة مما يعني أن المشاكل أصبحت نادرة كما انخفضت الإيميلات التي تحمل شكاوى إلى 90 % تقريباً، وكما تلاحظ ونحن نجري الحوار صمت الهاتف، رغم أنه كانت تأتيني مكالمات عديدة من طلبة وطالبات على هاتفي وجوالي الشخصي واستقبلها ليلاً ونهاراً وفي أي وقت وأسجل معلوماتهم وأنهيها في وقتها أو ثاني يوم، وأنا لا أقول هذا الكلام للتسويق الإعلامي لكنه واقع وصحيح، وأنت شاهدت بنفسك جوانب مما قلته.. - بالفعل رأيتك تعطي الطلبة حقهم في المراجعة والحديث معك. - هذا واجبي الذي يمليه عليّ ضميري ومسؤولية عملي، فلم أعيّن هنا إلا لأقوم بواجب خدمة أبنائي وبناتي المبتعثين، وأنا سأبقي على قولي بأنني سأكون في صف المبتعثين ما دمت في هذا المكان، لكن إذا وصلنا إلى طريق مسدود مع المبتعث بحيث لا نستطيع مساعدته ولا هو يستطيع أن يساعد نفسه فأنا هنا لن استمر في البقاء في صفه إذا خالف أنظمة ولوائح الابتعاث وأساء لنفسه ولوطنه، هذه خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، وأقولها للأسف: إن البعض من المبتعثين يصر على استمرار الصرف عليه وهو يعرف أنه تجاوز الحد الأقصى من المخالفات والإنذارات ويريد منا أن نستمر في الصرف عليه. - مع أن لديكم الكثير من المرونة والأريحية كما سمعت وشاهدت الآن. - باستطاعتك أن تسأل من تشاء من المبتعثين، لدينا الكثير من المرونة في التعامل مع الطلبة، وأنا لا أقول هذا الكلام للاستهلاك الإعلامي، لم يحدث إطلاقاً إنني رفضت يوماً من الأيام استقبال مبتعث أو مبتعثة أو أنني لا أستطيع مساعدته في الوقت الذي يمكنني فيه ذلك، قلت لك في حديثي: إنني من أجل مساعدتهم خدمة لمصلحتهم أتجاوز النظام ولا أتردد في الجهر بهذا القول لأنني متأكد أنه لن يسألني يوماً من الأيام مسؤول في بلدي ويعتب على محمد العيسى لتجاوزه النظام من أجل مساعدة وخدمة مبتعث أو مبتعثة. - لكن فيه تأخر في ضم بعض الدارسين هنا على حسابهم الخاص إلى البعثة.. - أنا كملحق لا أملك الصلاحية بإلحاق أي طالب بالبعثة مباشرة إلا بعد رفع أوراقه لوزارة التعليم العالي، لدينا الآن في أمريكا نحو خمسة آلاف طالب وطالبة يدرسون على حسابهم الخاص، ونحن نحاول قدر الإمكان مساعدة الطلاب الحاصلين على معدلات مرتفعة وتخصصات نادرة ومطلوبة ونرفع أوراقهم إلى الوزارة هذا هو الذي نستطيعه، أما أن يأتي إليّ خريج ثانوية بنسبة 62-70% أو حاصلاً على البكالوريوس بتقدير مقبول وفي تخصص لسنا في حاجه له، فمثل هؤلاء لا يمكننا الرفع عنهم للوزارة لإلحاقهم بالبعثة، لأن مثل هذا الطالب أو ذاك لن يكون مفيداً وسيعاني ويتعب كثيراً، وبصراحة مسألة وضع الدارسين على حسابهم الخاص مسألة كبيرة وطويلة والدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز لم تقصر في هذا الجانب، فالملك جزاه الله خيراً أصدر أمره السامي لمرتين في عامي 2010، 2011 م والأخيرة عندما كان هنا في أمريكا للعلاج وأمر بضم جميع الطلبة والطالبات الدارسين على حسابهم الخاص في جميع دول الابتعاث، وكان يوجد في أمريكا وحدها سبعة آلاف طالب وطالبة الحقوا بالبعثة حتى الذين لم يكونوا وقتها موجودين في أمريكا، فبعض الطلبة قبل صدور المكرمة الملكية فتحوا ملفاتهم وانتظروا فترة ثم عادوا إلى السعودية، وعندما سمعوا بالمكرمة عادوا لنا ليطالبوننا بإلحاقهم بالبعثة ومن أن الملك عبدالله أمر بذلك رغم أن الأمر الملكي كان ينص على قبول من كان وقتها في مقر الابتعاث بالولاياتالمتحدةالأمريكية ومع ذلك ساعدناهم وألحقوا بالبعثة ومنذ ذلك التاريخ في مارس 2011 م وحتى الآن يوجد في أمريكا خمسة آلاف طالب وطالبة يدرسون على حسابهم الخاص. ) هل انتهت مشكلة التعامل مع البوابة الإلكترونية؟ - تجاوزنا الجزء الأكبر من المشكلة بما نسبته 95%، لكننا ما زلنا نعاني من بطء وانقطاع في النظام في تعاملنا مع الوزارة في الرياض، وقد وجه معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه بالموافقة على طلب الملحقية بتوفير سيرفرات (خادوم) خاصة بمقر الملحقية والتعجيل بإرسالها وتركيبها لتسريع عملية التعامل مع النظام وإنهاء مشكلة البطء والانقطاع، وهذا ما نأمله ونتطلع إليه ونتوقع أن تصلنا هذه السيرفرات خلال الشهرين المقبلين. - هل تعتقدون أن التواصل الإلكتروني كافياً لمتابعة أوضاع 67 ألف مبتعث مع مرافقيهم؟ - نظام البوابة الإلكترونية نظام فريد ومتميز لا غبار عليه، لكن مشكلتنا في بعض المبتعثين والموظفين الذين يرفضونه، الطالب الرافض يحبذ الاستمرار بالنظام القديم حيث المشرف الدراسي هو الذي يتولي القيام بعمل كل شيء ويكتفي الطالب بتسليمه أوراقه سواء عن طريق الفاكس أو البريد الإلكتروني للمشرف والطالب لا يرغب في عمل شيء فالنظام الجديد يتيح للطالب إنجاز معاملته ومتابعتها أولاً بأول عبر التعامل المباشر مع النظام. ) لكن البعض من المبتعثين يشتكون من بطء النظام.. - صدقني التجاوب موجود، هناك (ريكويست) أي استفسار، الطالب نفسه لا يريد أن يستخدمه والذي يمكن معالي الوزير أو معالي نائبه أو الوكيل في الرياض متابعته، وإذا ما اتخذت عليه إجراء في وقته ورددت على الطالب يصبح الطلب متأخراً عندي... - إلى أي مدى تتابعكم وتتواصل معكم الوزارة في الرياض؟ - تواصلنا على مدى اليوم مع الوزارة، لدينا في الملحقية إدارة متخصصة في التعاملات الإلكترونية موظفوها من الوزارة ويعملون عندنا، وهم يزودونني يومياً بتقرير عن المتأخرات، يوضح فيه تأخير أي موظف للمعاملات لمدة يومين أو ثلاثة أيام، حتى الموظف الذي ليس عنده معاملات متأخرة نراقبه ونتابعه لنعرف نوعية الإجراء الذي اتخذه على المعاملة، لأننا نخشى من بعض المشرفين الدارسين أو بعض العاملين في الملحقية لا يبادر بأخذ الإجراء الصحيح على المعاملة ولاكتشاف مثل هذا الجانب نأخذ عينة عشوائية لمثل هؤلاء الموظفين حتى نتابع جيداً المشرفين والموظفين.. - تقولون: إنكم تملكون صلاحيات، لا توجد عند غيركم، فما الذي تتميزون به؟ - بكل تأكيد نحن نتميز بأن لدينا صلاحية ترقية البعثة وهذا ليس موجوداً إلا في ملحقية أمريكا فالطالب الذي أنهي دراسة البكالوريوس ويريد أن يتقدم لترقية البعثة وتنطبق عليه الضوابط نرقي بعثته بدون الرجوع للوزارة كذلك نملك صلاحية التمديد ولا تملكها أي ملحقية أخرى ونملك صلاحية تغيير التخصص والانتقال من جامعة إلى أخرى، باقي الملحقيات يرجعون إلى الوزارة في الرياض لأخذ هذه الصلاحيات التي تنظر في إقرارها والأذن بها من عدمه لجنة متخصصة في الوزارة وهذا الإجراء يأخذ وقتاً طويلاً لكننا هنا في أمريكا ننجز وننهي إجراءاتنا في فترات قياسية إضافة إلا أننا أحياناً نتجاوز الأنظمة واللوائح لخدمة ومساعدة بعض المبتعثين. - يبدو أنك صاحب مبادرات.. - الصلاحيات تؤخذ ولا تعطى، نحن لا نريد القول إننا نحظى بثقة معالي الوزير ومعالي نائب الوزير، مع أن ثقتهما كبيرة في ملحق وملحقية أمريكا، لكن مثلما قلت لك الصلاحيات تؤخذ ولا تعطى ونحن أخذناها وكسبناها وبعضها أحياناً أخذناها بالعافية ما نرجع لهم فيها إذا كنا نرى أنها من أجل مصلحة الطالب، ولن يعترض مسئول في الرياض على أي إجراء نتخذه لمساعدة المبتعثين.. - قلت إذا انتقلتم للمبنى الجديد، ستعملون على توظيف سعوديين من خريجي الجامعات الأمريكية..! - أنا لم أقل سعوديين، الذي قلته توظيف أكبر عدد من العاملين، وأنا أتمني أن يكون جميع العاملين في الملحقية هم من السعوديين، هذا من مصلحتي ولا عندي أي حرج، وبالمناسبة يوجد بالملحقية عدد كبير من الموظفين السعوديين الذين يحملون الجنسية الأمريكية يمكن تعيينهم وينتهي الإشكال، وعملية توظيف السعوديين من خريجي الجامعات الأمريكية ليس أمراً سهلاً وهيناً كما تتصور، أخ حاسن أريد أن أشرح لك هذا الجانب فحتى أوظف السعودي في الملحقية لابد أن أعرف أن وزارة الخارجية الأمريكية تحدد (كوتة) للعدد المعين من الدبلوماسيين السعوديين هذه (الكوتة) تشكل عائقاً أمام توظيف المزيد من السعوديين سواء في السفارة أو القنصليات التابعة لها أو الملحقية فالموظف السعودي الذي يلحق بهذه الجهات لابد أن يحمل الصفة والحصانة الدبلوماسية، والذين يعملون عندنا في الملحقية هما: 1 - أن يكون موفداً من المملكة سواء من وزارة التعليم العالي أو إحدى الجامعات أو إحدى الجهات الحكومية الأخرى، ويأتي إلى هنا في أمريكا على وظيفة معينة ويعطى الصفة والحصانة الدبلوماسية ويكون تحت مظلة سفارة خادم الحرمين الشريفين، ولتوظيف هؤلاء لابد من إيجاد حل ل(الكوتة) التي تضعها وزارة الخارجية الأمريكية وهذا يتم التفاهم معه بين وزارة الخارجية والسفارة. 2 - إذا كنت تقصد خريجي الجامعات الأمريكية من المبتعثين السعوديين هذا فيه صعوبة، فأنا على أي أساس أقوم بتوظيفه لابد أن يذهب إلى السعودية فلا يمكن توظيفه إلا عن طريق المملكة للأسباب التي ذكرتها لك، ثم إن هذا الخريج المستجد الدولة في حاجة له، قد يكون خريج هندسة صناعية فالوطن أحوج إليه من الملحقية، وللعلم يوجد عندنا عدد من السعوديين العاملين يحملون الجنسية الأمريكية لأنهم مواليد أمريكا، هؤلاء كانوا مبتعثين ونحن نتعاقد معهم مباشرة مثلهم مثل أي أمريكي لأن النظام يجيز ذلك، ولو أن النظام يسمح لقمنا بتعيين المشرفين الدراسيين من السعوديين. لدينا الآن أفكار وحلول مطروحة، يمكن أن نبدأ بها كتجربة أولية وهى تجربة توظيف مشرفين دراسيين سعوديين يعملون في المملكة ويتواصلون مع المبتعثين مباشرة من السعودية عبر البوابة الإلكترونية لأن الطالب المبتعث في أحايين كثيرة لا يلتقي المشرف الدراسي مجرد اتصالات واستفسارات وإرسال بيانات والنظام الجديد يوفر مثل هذا التواصل، وهذه فكرة تبحث الآن ويمكن تطبيقها كتجربة فإذا نجحت فبالإمكان تعميمها، وإن لم تنجح نقف عند هذا الحد.. - ما هي أسباب القضايا المنظورة في السجون الأمريكية لبعض المبتعثين السعوديين؟ - رغم العدد الكبير للمبتعثين السعوديين، إلا أنهم أقل الطلاب الأجانب في أمريكا ارتكاباً للمخالفات والمشاكل الأمنية ورغم قلتها إلا أن بعض وسائل الإعلام سواء كانت أمريكية أو غير أمريكية تستغل قضايا السعوديين رغم ندرتها استغلالاً سيئاً بتضخيمها والمبالغة فيها، وكأن هذا الطالب السعودي هو الوحيد الذي يرتكب المشاكل من بين الطلاب الأجانب في أمريكا مع أن الطلاب الإنجليز أو الهنود أو الفرنسيين أو الصينيين تحدث منهم نفس المشاكل وأكثر لكن لا يتم التركيز إلا على السعوديين، وقد أبلغني شخصياً مسئول أمني أمريكي كبير عن وجود دراسة مقارنة بين الطلاب الألمان والطلاب السعوديين مع فارق العدد إذ يصل عدد الألمان نحو ثلاثة آلاف طالب، خرجت هذه الدراسة بنتيجة تؤكد أن الطلاب السعوديين هم أقل الطلاب الأجانب ارتكاباً للمشاكل والمخالفات الأمنية، وهذه شهادة من أحد المسئولين الأمنيين الكبار في إدارة الهجرة الأمريكية، ونحن نتواصل في لقاءات وزيارات متبادلة مع الجهات الأمنية الأمريكية، اجتمعنا أخيراً مع مسئولين في إف بي أي (F.B.I) المباحث الفيدرالية وإدارة الهجرة، وهذه اللقاءات أو الزيارات لا تتم بسبب وجود قضايا أو مشاكل أمنية لطلبتنا وإنما لإطلاعهم وتزويدهم بجهودنا في خدمة مصالح أبنائنا وبناتنا وبناء جسور وقنوات تواصل لما فيه خدمة الجانبين، ثم إن حدوث مشاكل ل67 ألف مبتعث ومبتعثة كأن يرتكب عشرة أو مائة طالب مخالفات فهي لا تشكل نسبة مرتفعة من العدد الإجمالي العام، لكنها محدودة جداً لها علاقة بمخالفة قوانين وأنظمة إدارة الهجرة الأمريكية فليس عندنا في السجون الأمريكية أكثر من سبعة طلاب سعوديين من بينهم حميدان التركي وخالد الدوسري المبتعث من (سابك) وطالب آخر سعودي-أمريكي عنده قضية جنائية قديمة وهؤلاء تتولي سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن الإشراف والمتابعة لقضاياهم، وأستطيع أن أؤكد لك ليس هناك طالب سعودي بقي في السجون الأمريكية أكثر من أسبوع لمجرد مخالفتهم لقوانين وأنظمة إدارة الهجرة الأمريكية ومثل هؤلاء يخرجون بكفالة من السفارة وينتهي موضوعهم إما بالعودة لمواصلة دراستهم أو ترحيله للمملكة إذا كانت عنده مشكلة كبيرة، كما توجد بعض الخلافات الزوجية وهذه ليست لها علاقة بالقضايا الأمنية. - لكنني سمعت عن تصرفات وسلوكيات خاطئة لبعض الطلبة السعوديين.. - أنا لا أنفي وجود مثل هذه التصرفات هي موجودة ونحن في الملحقية مثلما هي مسئوليتنا مساعدة المبتعثين وحتى تجاوز النظام في بعض الأحيان للوقوف بصفهم ومساعدتهم، إلا أننا أيضاً لن نتردد في التعامل بحزم وصرامة بحق كل من يسئ لنفسه وسمعة وطنه بتطبيق أنظمة ولوائح الابتعاث وخاصة إذا تجاوزت هذه التصرفات الخطوط الحمراء.. - ما الذي تقصده بالخطوط الحمراء؟ - مثل تعاطي وترويج المخدرات والقضايا الجنائية وإثارة النعرات الطائفية أو المناطقية والقبائلية والعقدية بين الطلبة السعوديين. - هل سبق وأن أتهم طالب بضلوعه في قضايا إرهابية؟ - منذ وجودي هنا في 2007 م وحتى الآن لا أعرف أحداً من الطلبة الذين تشرف الملحقية على دراستهم قد تورط في أعمال إرهابية إطلاقاً، أما بالنسبة للطالب خالد الدوسري فهو مبتعث من قبل شركة (سابك) التي تشرف على دراسته من خلال مكتبها هنا ولا علاقة لنا به، وتتابع قضيته السفارة. - إذن ما هي أسباب إعادة بعض المبتعثين إلى المملكة؟ - قلت لك إذ تجاوزوا الخطوط الحمراء، إضافة إلى أننا نضطر في بعض الأحيان لإعادة زوج وزوجته بسبب خلافات زوجية لأننا نشجع حل مثل هذه الخلافات في المملكة لأن التدخل الأمريكي سيفاقم المشكلة وتدخل القضية في متاهات قد يندم عليها الزوجان، خاصة إذا كان لديهما أطفال، لكن البعثة تحفظ حتى انتهاء الخلاف، كما يعاد إلى المملكة المخالفون لقوانين إدارة الهجرة الأمريكية الذين يتم ترحيلهم من إدارة الهجرة نفسها. - هل هذه كل الأسباب؟ - بعض المبتعثين يعادون إلى المملكة لأسباب غير التي ذكرتها، فأحياناً يمر الطالب أو الطالبة بظروف نفسية تدخله في حالة اكتئاب شديد فننصح بعلاجه في المملكة. - ولماذا لا يعالج هنا في أمريكا؟ - يمكننا معالجته في أمريكا لكن وضعه النفسي والصحي يتطلب وجود أحد إلى جواره من أفراد أسرته أو قريباً له، لهذا يفضل أن يعالج في المملكة. - كم عدد الطلبة الذين أعيدوا إلى المملكة؟ - الذين أعيدوا هذا العام لم يتجاوز عددهم 80 طالباً وفي العام الماضي أعدنا أكثر من 60 طالباً. - ما هي حقيقة اتهام بعض المبتعثين بالتنصر والاتصال بسفارات أجنبية؟ - هذا اتهام مثير للسخرية لأن أبناءنا وبناتنا المبتعثين محصنون ومتمسكون بأساس ديني متين لا يمكنهم إطلاقاً أن يرتدوا عن دينهم، وهذا الكلام غير صحيح أن هناك من تنصر فالابتعاث لم يبدأ اليوم بل بدأ منذ الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي، وما يثار مجرد زوبعة وفقاعات إعلامية يريد أصحابها الإساءة وتشويه الحقائق ولفت الأنظار لأنفسهم، ولم تصلني أي شكوى من أي مبتعث تفيد بوجود مثل هذه الحالات، يا أخ حاسن من مبتعثينا من أنشأ مساجد هنا في أمريكا، ومن كان لهم دور في دخول كثير من الأمريكان وغيرهم إلى الدين الإسلامي الحنيف، أبناؤنا وبناتنا المبتعثون يوجهون يومياً رسائل رائعة ومشرقة للمجتمع الأمريكي عن سلوكياتهم الراقية وأخلاقهم العالية وتصرفاتهم السوية، وسأروي لك قصة واقعية حدثت هنا قبل فترة قصيرة في إحدى الجامعات الأمريكية تدحض هذا الافتراء عن تنصر بعض المبتعثين، فقد دعت إحدى الأخوات من جنسية عربية لمحاضرة بعد أن تنصرت لتتحدث عن تجربتها عندما كانت مسلمة، وحصلت حملة دعائية للترويج لهذه المحاضرة التي ألقيت في قاعة صغيرة محدودة المقاعد، وحضرها 80 طالباً سعودياً إضافة إلى نحو 13 من الأمريكان والأجانب وبدأ المنظمون في جلب المزيد من الكراسي وبعد أول دقيقتين من بدء هذه المحاضرة بدأ الطلبة السعوديون يخرجون من الصالة واحداً تلو الآخر، وبعد نحو 10 دقائق لم يبق سعودي واحد، وبدأ الآخرون يخرجون مثل السعوديين. - يعني الرسالة وصلت.. - بالفعل الرسالة وصلت، لأن الطلبة السعوديين ذهبوا عنوة لإيصال هذه الرسالة للأخت العربية التي أقدمت للأسف على الارتداد عن الدين الإسلامي الحنيف بانتقالها للمسيحية وهي رسالة رفض واضحة من جانب شبابنا السعودي المتمسك بدينه وأخلاقه الإسلامية للكلام الذي سمعوه.. -وقضية الاتهام بالاتصال بسفارات أجنبية.. - هذه كلها أكاذيب لا أساس لها من الصحة.. - ما رأيك فيمن يحاول الحكم على برنامج الابتعاث بالفشل؟ - هذا حكم ظالم وغير منصف والذي يقول هذا الكلام يعبر عن جهله وعدم معرفته بأبعاد وأهمية هذا البرنامج الذي لا يوجد تقريباً بيت في السعودية لم يستفد منه وهو برنامج عبقري فريد بكل المقاييس لم يمر على التاريخ مثله أبداً، هؤلاء الذين يحكمون بمثل هذا الحكم المتسرع يحاولون الإساءة وتشويه الحقائق فهذا البرنامج لم يفرق بين المبتعثين وساوى بين كل المناطق والطوائف والقبائل فكان لجميع الشباب السعودي من الجنسين وهذه إحدى مزايا هذا البرنامج وجزي الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز خير الجزاء رائد هذا البرنامج وهو صاحب نظرة ثاقبة وبعد صائب وحكيم بدعمه ومساندته لقيام هذا البرنامج واستمراره، وأنا أقول لهؤلاء: انتظروا 5 سنوات قادمة لتشاهدوا ثمار هذا البرنامج، أو تعالوا إلى أمريكا وعايشوا أوضاع المبتعثين عن قرب وزوروا 175 نادياً طلابياً سعودياً والتقوا فيه النماذج المشرقة التي ترفع الرأس من أبنائنا وبناتنا.. - كيف هو حجم معدلات التسرب أو الفشل في أوساط 48 ألف مبتعث ومبتعثة وما هي أسبابه؟ - نحن نحاول قدر الإمكان ألا يحدث هذا، فليس من مصلحة البلد ولا الوزارة ولا الملحقية ولا الأسرة أن تقوم الدولة بالصرف على طالب لمدة 5 سنوات ثم يعود إلى الوطن بخفي حنين، نحاول قدر الإمكان مساعدة الطالب بأي شكل من الأشكال ليعود إلى بلده مصطحباً درجته العلمية، ولذلك فإن نسبة التسرب ضئيلة جداً ولا تذكر مقارنة بالمجموع العام للمبتعثين وهذه النسبة المحدودة تعود لأسباب وظروف اجتماعية وأسرية ونفسية وكمثال الخلافات الزوجية أو مشاكل اجتماعية، الطلاب الذين أحوالهم الاجتماعية مستقرة ليس لدينا مشاكل معهم.. - كم تصل هذه النسبة الضئيلة؟ - لا تتجاوز ال1% من إجمالي عدد المبتعثين وغالباً تعود للأسباب التي ذكرتها.. -كيف وضع المبتعثات السعوديات؟ - أنا افتخر بكل بنت سعودية تدرس هنا في أمريكا وأعتبرهن بناتي، وهن يرفعن الرأس وعلى مستوي راقٍ من الوعي والاحترام والتحصيل الدراسي، ولدينا 8 طالبات يرأسن 8 أندية طلابية سعودية وعندنا 12 طالبة يعملن نائبات لرؤساء بعض الأندية. - كيف وجدت تجربتهن في رئاسة الأندية الطلابية؟ - رائعة بكل أمانة وهي لا تختلف في جهودها وإخلاصها عن زميلها الشاب إن لم تكن أفضل منه. - هل لهن مشاكل؟ - أبداً مع عدا بعض الخلافات الزوجية. - كم عدد المبتعثات في أمريكا؟ - تتجاوز نسبتهن 28 % من إجمالي عدد المبتعثين أي حوالي 16 ألف مبتعثة. -كيف تعاملتم مع بعض طلبات الهجرة إلى أمريكا من بعض الطلبة السعوديين، وقد تردد أن من بين المبتعثين يوجد 4000 طالب سعودي يحملون الجواز الأمريكي؟ - تعاملنا فيه فرق بين الذين عندهم الجواز الأمريكي لكونه مولوداً والنظام هنا يعطيه الحق في الحصول على الجواز الأمريكي، وفرق بين الطالب الذي يقدم طلباً للحصول على الإقامة الدائمة وهو ما يسمى ب(القرين كارد) وبالتالي الحصول على الجنسية الأمريكية، هذا الأخير نتخذ فيه إجراء فورياً حاسماً بوقف الصرف عليه وشطبه نهائياً من البعثة.. - وهل حصل هذا بالفعل من طلبة سعوديين؟ - نعم تأكد لنا أنهم قدموا طلبات للحصول على الإقامة الدائمة (القرين كارد) وعندنا توجيه من وزارة التعليم العالي بإيقاف الصرف عليهم وشطبهم من البعثة. - كم عدد هؤلاء؟ - عددهم لا يتجاوز ال 40 طالباً. - ما هي مبرراتهم لطلب الإقامة في أمريكا؟ - ليست هناك أسباب منطقية ومبررة تعطي مثل هؤلاء الحق في تقديم طلباتهم للحصول على الجنسية الأمريكية، البعض منهم قال: إنه طلب (القرين كارد) ليبقى في أمريكا 5 سنوات، قلنا لهم أنتم تحملون فيزا في جواز السفر السعودي مدتها 5 سنوات، وآخرون قالوا: نريد أن (نقعد)، والبعض الآخر قالوا: نريد أن ندخل ونخرج بدون الحاجة إلى فيزا. - كيف اكتشفتم هؤلاء؟ - عن طريق (I 94) وهي الورقة البيضاء التي يختمها موظف الجوازات عند القدوم وتثبّت على جواز السفر، فإذا كان حاصلاً على (القرين كارد) لن يحتاج لمثل هذه الورقة، ونحن نطلب منه إحضار هذه الورقة، فإذا لم يحضرها نعرف أنه حصل على القرين كارد، فنضطر لتطبيق النظام بحقه وإيقاف الصرف عليه وشطبه من البعثة، أما الشخص المولود في أمريكا وعنده جواز السفر الأمريكي فوضعه يختلف، لأن هذا الجواز أخذه بغير اختياره.. - حدثنا عن توجهكم لحصر المبتعثين السعوديين المتميزين لتكريمهم.. - سنعمل على تكريم المتميزين سواء المبتعث أو المبتعثة بناء على تقرير من الجامعه إذا كانت من بين أفضل 10 جامعات أمريكية، وأسهم في عدد من بحوث متقدمة أو اكتشافات أو اختراعات تهم البشرية، كما سيتم تكريم الشباب السعودي المتطوع من بين المبتعثين والذين يقدمون إسهامات تطوعية واعرف أن لأبنائنا المبتعثين خدمات تطوعيه ترفع الرأس، وتفخر بهم الإنسانية والوطن، فهم قاموا بالتعاون مع جهات حكومية متعددة في تنفيذ برامج تطوعية داخل المجتمع الأمريكي من خلال عمليات الإنقاذ والطوارئ عند حدوث الأعاصير والفيضانات وكل الكوارث الطبيعية، وقد أبرزت هذا الجانب بعض وسائل الإعلام الأمريكية. - لكن لماذا حصرتم التكريم على أفضل 10 جامعات أمريكية، مع أن المبتعثين يدرسون في 1200 جامعة؟ - نحن لم نحصر التكريم على أفضل 10 جامعات (Top 10 university) لأننا لسنا الذين نحددها، فالذي يحدد هو جهات الاعتماد الأكاديمي الأمريكية والدولية في تخصصات متعددة، بالمناسبة شروط القبول في هذه الجامعات صعبة جداً فلا يلتحق بها إلا المتفوقون المتميزون، ومن الصعوبة الالتحاق بها لكن سهل التخرج منها، فالدراسة في هذه الجامعات ليست معجزة فالدراسة بها مثلها مثل أي جامعة أخرى بل يمكن أقل منها، والصعوبة تنحصر في الالتحاق بها، فالطالب الذي يلتحق بهذه الجامعة يجب أن نكرمه، ونحن نكرم الكل ونكرم المتميزين، ونحن كرمنا قبل فترة قصيرة في مقر الملحقية نموذجاً مشرفاً مثالياً هي الطالبة أمل السفياني التي أنجزت بحثاً طبياً رائداً أجرته ما بين جامعة جورج تاون ومستشفى جامعة جونز هوبكينز وهو اكتشاف طبي جديد لمرض معين كانوا في الماضي يكتشفونه من خلال عينة تؤخذ من الكلية وتوصلت السفياني في اكتشافها إلى أنه لا حاجة لعينة الكلية وإمكانية أخذها من البول، وسنكرم هذه الطالبة وكل أبنائنا وبناتنا من المبتعثين المتميزين الذين يرفعون الرأس وسنأخذهم إلى المملكة ليتشرفوا بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله، وهذا في حد ذاته تكريم كبير لهم. - المنصفون لك يقولون: إن للدكتور محمد العيسى قصص نجاح تحققت في الملحقية، فما هي هذه القصص؟ - قصص النجاح التي تحققت ليست لمحمد العيسي وحده، وإنما هي إنجازات للوطن ولوزارة التعليم العالي ولكل العاملين في الملحقية، فعندما جئت إلى هنا لمباشرة عملي في 2007 م كنا في مبنى مستأجر واليوم نحن في مبنى خاص يمثل معلماً هندسياً وصرحاً حضارياً في مدينة فيرفاكس بولاية فيرجينيا وللمعلومية نحن البعثة الدبلوماسية الوحيدة التي تقع خارج العاصمة الأمريكيةواشنطن، وحصلنا على الحصانة الدبلوماسية رغم أنها محصورة داخل العاصمة، وأيضاً كنا بدون تأمين طبي وكنا عرضة للابتزاز من كثير من المستشفيات وضعاف النفوس من بعض الأطباء واليوم عندنا تأمين طبي من فئة الخمس نجوم الذي يغطي كل طالب وطالبة تغطية شاملة، إلى مبلغ مليوني دولار مع استفادة مرافقي المبتعثين وبإمكانهم العلاج في أكثر من 900 ألف مستشفى ومركز طبي في جميع أنحاء أمريكا ودول العالم بما فيها السعودية، وهذا التأمين الطبي يشمل الأدوية والأسنان وحتى النظارة الطبية، وبالمناسبة في العام الماضي أجريت 21 عملية زراعة كبد لمرافقين لطلبة مبتعثين تكلفة العملية الواحدة 500 ألف دولار، ونحن الآن الملحقية الوحيدة من بين دول الابتعاث في العالم التي لديها تغطية تأمينية طبية شاملة لمبتعثيها، وستبدأ وزارة التعليم العالي تعميم التجربة على باقي دول الابتعاث، أيضاً لدينا أبرز الإنجازات وهو تأسيس المكتبة الرقمية التي تحتوى على 5 آلاف رسالة دكتوراه منحت من أمريكا منذ بداية تاريخ الابتعاث قبل نحو 60 عاماً وحتى الآن، وسنعمل مستقبلاً على إدخال أية رسالة جديدة إلى هذه المكتبة، وبإمكان أي طالب أو باحث في أي مكان من دول العالم الاستفادة من هذه المكتبة التي أوجدت في 2007 وكانت عبارة عن صالة صغيرة تتوزع الرسائل على أرففها، أيضا لدينا برنامج الأطباء والطبيبات ففي عام 2007 م كان لدينا فقط 10 أطباء للحصول على الزمالة وكان من الصعب أن تأتي بطبيب وتجد له مستشفى تعليمياً أو كلية طب لعدم وجود أية اتفاقية، واليوم عندنا 1225 طبيب وطبيبة يحضّرون للزمالة والبورد الأمريكي وأكثر من 500 طبيب وطبيبة أسنان وأكثر من 400 صيدلاني وصيدلانية وأكثر من 105 اتفاقية مع مستشفى تعليمياً وكلية للطب، والعديد من المهندسين والمتخصصين في العلوم الصحية والمحاسبين، ولدينا في الملحقية الآن إدارة متخصصة للأطباء والطبيبات والعلوم الصحية فيها أكثر من 14 موظفاً سعودياً من جامعات سعودية برئاسة الدكتورةسمر السقاف وكيلة كلية الطب سابقاً في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، الأطباء في السابق كانوا يحصلون على الزمالة والبورد من كندا، الآن أصبحوا يهاجرون من كندا إلى أمريكا لأن فرص الالتحاق بالمستشفيات التعليمية وكليات الطب أصبحت متاحة أكثر بكثير مما هي في كندا. - يعني سحبتم البساط من كندا... - هذا الذي حصل، كان من النادر أن تجد في السعودية طبيباً استشارياً يحمل البورد الأمريكي، فكلهم حاصلون عليه من كندا أو ألمانيا أو بريطانيا، بعد 5 سنوات من الآن سوف تفاجأ بأن كل الأطباء الاستشاريين السعوديين حاصلون على البورد الأمريكي وأقولها بكل فخر واعتزاز، هي ليست شهادتي فقط وإنما شهادة الأطباء والطبيبات الموجودين الآن عندنا وبإمكانكم أن تلتقوا بهم وتسألونهم. - شكراً د. محمد على تحملك لأسئلتي والإطالة عليك... - أنا أشكرك على زيارتك للملحقية، وتأكد أن ما قلته لك كان شفافاً وصريحاً ولم أخف شيئاً لأن ليس لدي ما أخفيه، وأنتم كإعلام نعتبركم ذراعنا الداعمة لجهودنا، فهناك صور مغيبة وتشويه للحقائق وإساءة للمخلصين نتطلع إلى الإعلام أن يكشفها ويبرزها للرأي العام لأن هناك من يريد أن يصطاد في الماء العكر، نحن نعترف إننا قد نخطئ لأننا نعمل، شكراً لكم وشكراً لصحيفة (الجزيرة) الرائدة...