** لدي شعور قوي.. ** بأن الخليج مقبل على مرحلة جديدة من العمل الجاد من أجل المستقبل.. وبالذات بعد تبني دولنا الست لمشروع الاتحاد الذي طرحه الملك (يحفظه الله)، ودخوله مرحلة التنفيذ فور تشكيل الهيئة العليا المكلفة بدراسته بتوسع. ** ولست انطلق في هذا التفاؤل من فراغ.. وإنما أصدر فيه من ثقتي بأن قادة الخليج، وفقهم الله، قد وصلوا إلى قناعة تامة بأن ما تحقق لهم في ظل مجلس التعاون على مدى اثنين وثلاثين عاما.. قد وفر قاعدة صلبة.. وتراكما عظيما من الخبرات وتكامل الإمكانيات ما يؤهلهم بالفعل لتطوير صيغة التعاون إلى اتحاد كونفدرالي.. ** فالمواطنة الخليجية أصبحت حقيقة واقعة.. ** والتكامل الاقتصادي والتجاري يسير بقوة في الاتجاه الصحيح عبر سلسلة من الخطوات والإجراءات التي وحدت بين أنظمتنا.. ودمجت مصالحنا.. ووفرت أرضية جيدة وصالحة للبناء عليها إلى ما هو أكثر وأكبر من التعاون.. ** وسياسات الدمج.. والاقتراب من بعضنا البعض عبر أنظمة وسياسات تعليمية وتربوية محكمة.. جعلتنا نفكر ونتعامل مع بعضنا البعض بصورة سلسة.. ** وسياسات دولنا الخارجية أخذت تتقارب بصورة ملموسة.. لتصب في قناة الرؤية المشتركة أيضا.. ** ولم يعد أمامنا إلا أن نخطو الخطوة التالية بقوة.. ** ولم يعد أمام شعوبنا إلا أن تتقدم هي الأخرى إلى هذا الحلم الذي تمنته طويلا.. وتقود وتبارك هذا التوجه وترعاه.. ** ودول المجلس وشعوبه وهي تنطلق في هذا الاتجاه فإنها تقدم على خطوة طليعية تؤكد معها أنها مستوعبة للأحداث والتطورات التي تجري من حولها.. وأنها غير مستعدة للانتظار أكثر.. لئلا تسمح لموجات الفوضى.. ولعوامل الهدم والتدمير أن تصل إليها لا سمح الله.. ** فعلت هذا دول الخليج العربية.. تجاوبا مع دعوة الملك الصالح والمصلح لأنها تعرف مصالحها حقا.. وتعرف أن شعوبها باتت جاهزة للانخراط في صناعة مستقبل عربي أجمل تشارك فيه بقوة.. ** وهي عندما تسبق أمتها العربية في هذا الاتجاه.. فإنها تدرك أن الفرصة باتت سانحة لها.. وأن عوامل النجاح متوفرة أمامها.. وبالتالي فإن عليها أن لا تتأخر أكثر في تحقيقها لهذه الخطوة المصيرية.. ليس طمعا في قيادة السفينة العربية، المتجهة إلى الغرق مع الأسف الشديد، إلى بر الأمان فحسب.. وإنما أقدمت عليها الآن حتى تؤمن سلامة شعوب المنطقة وتعزز عوامل القوة لبناء مستقبلها على أسس صحيحة وراسخة أيضا.. ** ذلك أن دول الخليج العربية الست هي الأكثر تأهيلا واستعدادا في الوقت الراهن لقيادة كل عمل عربي يؤمن المصير المشترك لهذه الأمة.. ويمنع العديد من مشاريع التقسيم.. والتفتيت والتشرذم التي بدأت بالصومال.. وثنت بالسودان.. وتلوح الآن بتقسيم اليمن.. وسوريا.. ومصر.. وليبيا.. وتونس.. وغيرها وغيرها.. ** وإذا كان الملك عبدالله اتخذ هذه الخطوة الاستباقية والاستشرافية للمستقبل بحكمته وبعد نظره وسداد رأيه وخوفه على أمته، فإن قادة دول مجلس التعاون أيضا قد أثبتوا تجاوبهم مع الفكرة سريعا، وأنهم يمتلكون بصيرة نافذة ومدركة للأبعاد النهائية لما يجري الآن في المنطقة والعالم.. ** وأظننا بعد أن وضعنا أقدامنا في الطريق إلى الكونفدرالية بوعي.. وبإدراك تام لجميع المتغيرات.. فإن من حقنا كشعوب أن نقول للعالم إن هذا التوجه المسؤول.. هو بداية جادة لمزيد من الخطوات التي تنقلنا إلى الفيدرالية بعد سنوات قليلة، وبالذات لأن شعوب وقيادات الخليج العربي لم تعد مستعدة للانتظار اثنين وثلاثين عاما حتى تنتقل من الكونفدرالية إلى الفيدرالية.. كي تحافظ على كياناتها السياسية وهويتها الفكرية.. وطموحات شعوبها الكبيرة.. ** أليس كذلك؟! * ضمير مستتر: ** هناك من يهدمون أوطانهم بأنفسهم وهناك من يبنونها من الداخل.. ويحصنونها من الخارج بقوة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة SMSإلى 88548 الأتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة