** لم يعد أمام دول مجلس التعاون الخليجية الست وشعوبها خيار آخر عن الاندماج.. وتبني صيغة الاتحاد في أسرع وقت ممكن.. ولا سيما بعد أن تبنت يوم أمس مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ** فالمنطقة العربية تعاني كثيرا.. ** والإقليم الذي نعيش فيه مرشح للمزيد من التوتر والتهديد.. ** والعالم المحيط بنا ينظر إلينا بقلق.. لأن بعض مظاهر العدوى أخذت تبرز على السطح بصور وأشكال مختلفة.. بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في دولنا وداخل مجتمعاتنا.. وبالتالي فإنه يعبر عن قلقه ذاك بصور مختلفة.. ليس لأنه حريص على سلامتنا.. وإنما لأن مصالحه الكبيرة في «خليجنا» تجعله كذلك.. وتدفعه إلى الضغط علينا.. وإن كان هناك من لا يستبعد تآمره علينا.. ** وما يحدث بالإقليم.. أو ما تشهده المنطقة العربية تحديدا يؤكد أن هناك مؤامرة كبيرة تحاك ضد هذه الأمة.. وأنها لن تستثنينا في النهاية.. تحت أي مبرر.. ** فهل ننتظر حتى تقع الواقعة؟ ** ولذلك فإن الملك «يحفظه الله» ويديمه لنا ولأمته.. حرص على أن يلتئم عقد قادة الخليج العربي في عاصمة القرارات التاريخية الرياض.. لاتخاذ خطوة تاريخية كبيرة حان الوقت لاتخاذها.. وأصبح الإقدام عليها حتمية تاريخية.. ** طالب الملك إخوانه وأشقاءه قادة دول مجلس التعاون باتخاذ هذا القرار المسؤول بعد أن نضجت تجربة التعاون على مدى اثنين وثلاثين عاما.. وأصبح معها الإنسان الخليجي أكثر تطلعا لمثل هذه «الوثبة» الجادة.. وبالذات بعد أن تهيأت الأرضية لذلك.. وأصبح علينا جميعا.. سعوديين وبحرينيين.. وقطريين.. وكويتيين.. وإماراتيين.. وعمانيين أن نوفر لهذا التراكم من الخبرة المكتسبة التي مر بها الخليج.. قاعدة جديدة للانطلاق نحو المستقبل الآمن.. ** وعلينا أن نعترف أننا دول صغيرة.. وأن قدرتنا على التصدي للأخطار المحدقة بنا لن تكون مؤهلة للصمود أمام تلك الأخطار بكل ما تنطوي عليه من خلخلة لمجتمعاتنا وإثارة الفتن بين شعوبنا.. وإضعاف الثقة بينها وبين أنظمتها (عمدا).. وبالتالي فإن الخيار الوحيد المطروح أمامنا هو إقامة نظام كونفدرالي بين دولنا، يجمع ويوحد كافة قوانا وطاقاتنا وإمكاناتنا ويضعها في خدمة الشعوب.. ويقيم بها ساترا آمنا ضد كل شكل من أشكال التدخل الإقليمي أو الخارجي الذي لا يريد لنا الخير على الإطلاق.. ** وفي ظني أن اتفاق دولنا الست على بدء العمل الفوري على تجاوز بعض العقبات والمعوقات والهواجس وإخضاعها لإرادة القادة التي تتجاوب مع نبض الشعوب الحريصة إن شاء الله تعالى على أن تحافظ على هذا الجزء الهام من العالم.. وتعزله عن كل مظاهر الفوضى والخراب النفسي.. والانهيار الاقتصادي.. والضبابية السياسية.. ** وبالتأكيد فإن الخليج العربي لم ولن يكون معمل اختبارات.. ومصدر جس للنبض.. يؤدي إلى جرجرته إلى نفس المعمعة التي تعيشها منطقتنا العربية وتغرق فيها شعوبها.. ** وإذا كان هناك من يدبر لنا شرا.. ويريد لطاعون الحرب الأمني والسياسي الذي أصاب أجساد شعوب بعض دول المنطقة أن ينتقل إلينا تحقيقا لمصالحه وأطماعه.. فإن تجمعنا تحت مظلة «الاتحاد الكونفدرالي» التي يطرحها الملك بقوة الآن.. سيفسد نواياهم تلك.. ويرد كيدهم في نحورهم.. ** شيء واحد نحن بحاجته كشعب هو.. أن نكون صمام أمان لدولنا ومجتمعاتنا.. وندرأ عنا شرور من يستهدفون خليجنا.. أيا كانت أهدافهم.. ونواياهم وخطورة مؤامراتهم.. وذلك بالتحصن بالوعي وبالإدراك لما يخططون له.. ويسعون إليه.. ** وحتى من انجرف وراء طوفان الاستهداف.. فإنه مطالب بأن يعي حجم الأخطار المدمرة التي سيدفع هو قبل غيره ثمنها من حياته ومستقبل أبنائه.. لأن الأوطان لا تباع وتشترى بمثل هذه السهولة.. ولأن المواطنة الحقة ترفض الاستجابة لمختلف أشكال الإغواء والإغراق في ظلمات المؤامرات والتدخلات الخارجية التي حذر منها الملك (أطال الله في عمره) وجعله يرى دولنا وشعوبنا وقد اتحدت في كيان واحد.. ** وهو وإن عبر عن آمال وتطلعات شعوبها، إلا أنه أكد من جديد أنه حريص على أن يراها أقوى من كل المؤامرات أيضا.. ** فلقد حان الوقت حقا.. لكي تدرك الشعوب الخليجية مجتمعة أن «عبدالله بن عبدالعزيز» يقودها إلى الخير.. وإلى السلامة والأمان.. بمؤازرة وتعاون إخوانه وأشقائه القادة الخليجيين أعانهم الله ووفقهم للخروج بهذا الاتحاد فورا إلى حيز الوجود قريبا جدا. * ضمير مستتر: ** أن ننتقل من الاختلاف في بعض رؤانا.. إلى الاتحاد بين دولنا وشعوبنا.. فإننا نؤكد بذلك أننا دول وشعوب تستحق الحياة.