** عندما يجتمع قادة مجلس التعاون هذا اليوم في قمتهم الثانية والثلاثين في الرياض.. فإنهم ولأول مرة سوف يكونون مهمومين بصورة كبيرة وأساسية بأوضاع المنطقة العربية المؤسفة.. جنبا إلى جنب تصديهم للأخطار والتحديات التي تحيط بدولهم وشعوبهم التي تتأثر بطبيعة الحال بالأجواء العامة في منطقة لا تعرف إلى أين تسير.. ولا إلى أين سوف تنتهي الأمور.. مع الأسف الشديد.. ** وعندما يرقى الهم السوري.. والهم اليمني.. والهم المصري.. والهم الليبي.. والهم التونسي إلى هذا المستوى من الاهتمام.. فإن القادة الخليجيين أعانهم الله ووفقهم يؤكدون بذلك أنهم في مستوى المسؤولية القومية.. كما أنهم يدركون تمام الإدراك أنه لا يمكن لدولهم وشعوبهم أن تتجنب تلك الأوضاع المأزومة إلا بالمزيد من الترابط.. والتعاون.. والتفاهم فيما بين دول المجلس وشعوبها.. للوقوف بمواجهة موجات «الفوضى» وتداعيات الأحداث.. وإفرازات المرحلة الضبابية التي تحياها الأمة.. ** ومن هذا المنطلق.. فإن سياسة التحصين والوقاية التي تباشرها دولنا الخليجية تكون قد اتخذت مسارين هامين هما: • المسار الأول.. ويتحقق من خلال العمل الدؤوب على تهدئة الأوضاع في بؤر التوتر الشديد بشتى وسائل الدعم والمؤازرة السياسية.. والمادية وبالعمل المخلص والبناء مع كل من يريد الخير والسلامة لتلك الأوطان والشعوب.. وعلى كل المستويات.. وقد تجسد ذلك من خلال المبادرات الخليجية السياسية الفردية أو الجماعية لإيقاف نزيف الدم في الدول الشقيقة التي تعاني من آثار التغيير كثيرا.. أو من خلال الدعم والمساندة المالية.. لتجنيبها كوارث حقيقية بفعل انهيار اقتصاداتها جراء الأزمة التي تجتاح كلا منها.. • أما المسار الثاني.. فهو بالعمل على تعزيز الوحدة الوطنية بين شعوب دول المجلس.. وتوظيف جميع الطاقات والإمكانيات لرفع معدلات التنمية في مجتمعاتها وحل المشاكل ذات الطبيعة الثقافية والاقتصادية.. والاجتماعية الموجودة فيها.. وتوفير الحد الأعلى من مقومات الدمج والتكامل بينها. ** وليس هناك ما تحتاجه دول المجلس لاستكمال هذا المشروع الوحدوي النابه إلا تسريع خطوات العمل على ترجمة الوحدة الخليجية الشاملة إلى الانتقال من مرحلة التعاون إلى الصيغة الاتحادية الكونفدرالية على أسس موضوعية وتكاملية، تتوحد معها الطاقات الاقتصادية والسياسات الخارجية.. والاندماج الثقافي الكلي تحت مظلة «المواطنة الخليجية» التي لا تسمح بالاختراق.. ولا بتعدد المرجعيات.. ولا بارتباط المصالح بقوى أو أطراف إقليمية أو خارجية بأي حال من الأحوال.. ** وبالتأكيد فإن مشروعا كهذا لا بد وأن تسهم فيه وتعمل على تحقيقه وخدمته كافة النخب التي يتشكل منها الوطن.. بحيث تكون «حاضنة» لهذا المشروع.. ومعينة للأنظمة على تحقيقه وراعية له أيضا.. ** هذا الدور وتلك المسؤولية الملقاة على «النخب» الثقافية.. والاقتصادية.. والاجتماعية تفرضه المصلحة العليا.. وتوجبه السلامة العامة لدولنا وشعوبنا.. وبالتالي فإن أي خروج عليه في هذا الوقت بالذات لن يكون في صالح أوطاننا.. أو مستقبل أجيالنا.. ولأن التركيز على الإيجابيات ومعالجة السلبيات بهدوء من شأنه أن يوصلنا جميعا إلى الهدف الأسمى.. وهو الحياة الأرغد لكل مواطن.. والأكثر استقرارا للدول الست.. * ضمير مستتر: ** لا خيار لنا من أن نعمل معا.. لكي ننجح معا.. ونقطف ثمار بلداننا معا.. ونتجنب عيون.. ومؤامرات المتربصين بنا معا. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة