** قلت يوم أمس.. إن دول مجلس التعاون الخليجية الست مطالبة في هذا الوقت بالذات وبعد مرور ثلاثين عاما على قيام المجلس بأن تتغلب على كل الصعاب والعقبات لتنتقل من صيغة التعاون «فقط» إلى «التكامل» و«الاندماج».. ** وأقول اليوم إن شعوب دول المجلس أيضا مطالبة اليوم قبل غد أن تعين دولنا هذه على اتخاذ هذه الخطوة بتأكيدها على أنها «صمام أمان» لهذا التحول المطلوب.. لأنه بدون مساندة الشعوب لأنظمتها.. وبدون التفافها حول بعضها البعض.. وبدون ترسيخ قواعد «مواطنيتها».. فإن التقدم نحو خطوة بمثل هذا الحجم ستكون بمثابة قفزة إلى المجهول.. وهو ما لا نريده.. ولا نشجع عليه.. ** وقد يسألني البعض.. وكيف يمكن لنا كشعوب أن ندعم هذا التوجه ونكون سببا فيه..؟ ** وأجيبه.. بأن علينا أن نتفحص بعمق مشاكلنا في الخليج.. ونحددها بدقة.. وهي تتمثل في الآتي: • أولا: معالجة الوضع السكاني الذي أدى ويؤدي إلى «خلخلة» قوية في التركيبة السكانية وهي قضية مهمة.. تتحمل الأنظمة قدرا كبيرا من مسؤولية معالجتها بالمزيد من التخطيط الاقتصادي والثقافي والاجتماعي المحكم.. لكن مسؤوليتنا كشعوب تتمثل في أن نتعب على أنفسنا أكثر بالمزيد من «التعلم» و«الجدية» في تحمل المسؤولية.. وبالنظر إلى التقدم على أنه تحد وليس مجرد «شبع» مادي.. ومكاسب سطحية.. ومظاهر مفرغة من المضمون.. حتى نتمكن من تغيير الواقع السكاني المخيف.. ونقلل من إمكانية الاعتماد على الغير.. وتغطية احتياجات الوطن كافة.. • ثانيا: توجيه ثرواتنا الوطنية نحو الداخل حتى وإن لم تحقق لنا العوائد الضخمة مبكرا.. لأن التوجه نحو استثمار كل ريال في الوطن أولا.. ثم في الدول الخمس الأخرى ثانيا.. ستكون له مردوداته متوسطة الأجل بصورة مضاعفة.. • ثالثا: تبني قضية المواطنة الخليجية بعمق وبقوة.. فنحن إخوة.. وأشقاء.. وأصحاب مصير مشترك.. ولن يتحقق ذلك إلا بالحفاظ على مجموعتنا نظيفة من التشوهات الثقافية.. أو الانتماءات المزدوجة.. أو الانجذاب إلى أي مظهر من مظاهر المحاكاة والتقليد لما يحدث من حولنا حتى نجنب أنفسنا.. وخليجنا.. ومستقبلنا.. ما لحق بسوانا وما أصبح يتهدد منطقتنا بالخطر.. وذلك يبدأ وينتهي بالمحافظة على هويتنا الخليجية.. ونطاقنا القومي العربي وثقافتنا الإسلامية والعربية الأصيلة.. ومصالح أوطاننا الحقيقية بعيدا عن الانجذاب هنا وهناك.. • رابعا: العمل معا شعوبا وأنظمة على تغيير أي وضع مختل.. بهدوء.. وبتعقل.. وبعيدا عن المكابرة.. أو الدخول في مواجهات مع بعضنا البعض.. حتى نتمكن من تحقيق المزيد من العدالة في منظومتنا الخليجية وتعزيز الثقة فيما بيننا كشعوب وحكومات.. وتقاسم مهمة الإصلاح وتحمل المسؤولية أيضا.. ** لو حدث هذا.. فإن الوحدة أو حتى الاتحاد الخليجي الذي تحدثنا عنه يوم أمس سيصبح ممكنا.. بل ومصدر استقرار حقيقي في خليجنا.. ولخدمة أمن وتقدم وسلامة أجيالنا وتلك هي قمة القدرة على أن نبتعد بأنفسنا عن الأخطار وأن نتوجه نحو المستقبل بمسؤولية وكفاءة؟ * ضمير مستتر: ** يبدأ الخراب للأوطان من داخلها إذا سمحت الشعوب لغيرها بأن يوجه إرادتها من خارجها. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة