** هناك من يتحدثون عن الدولة الدينية.. وهناك من يبشرون أيضا بالدولة المدنية (على استحياء) لكن أحدا لا يتحدث في الحقيقة عن دولة إسلامية.. كفلتها العقيدة السمحة.. وطرحها وذكر بها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز مساء الثلاثاء الماضي من خلال خطابه إلى (النخبة) التي حضرت «ندوة السلفية منهج شرعي ومطلب وطني» التي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.. عندما قال «إن المنهج السلفي يجمع بين الأصالة والمعاصرة.. وإنه منهج ديني مثلما هو منهج دنيوي يدعو إلى الأخذ بأسباب الرقي والتقدم والتعايش السلمي مع الآخرين واحترام حقوقهم».. ** هذا المفهوم الحضاري لتعريف الدولة الإسلامية العصرية هو الذي تأخذ به المملكة وتطبقه بكل نجاح، ولذلك فإنه ليست لدينا مشكلة من أي نوع كان في تحديد هوية الدولة السعودية التي اختارت هذا المسار منذ بداية تأسيسها وسارت عليه وتعاملت على أساسه مع كل دول العالم وشعوبه.. بعيدا عن (المصطلحات) الحديثة التي تُسقط إشكالات العصر على بعض تجارب الحكم القائمة أو التي تعاني كثيرا بسبب اهتزاز الهوية وتحديد المسار بدقة.. ** والدولة كمصطلح سياسي.. وكوظائف كلية هي قبل هذا وذاك نتاج إرادة شعوب وتَبصُّر أنظمة وجماع رأي نخب مختلفة.. كما أنها في المحصلة النهائية تجسد نظاما قادرا على صنع الخير لأبناء الوطن.. ولأمانه وسلامته واستقرار أوجه الحياة فيه.. ** والمملكة العربية السعودية.. وهي تقدم هذا الأنموذج لدولة إسلامية عصرية.. تؤكد على مسألتين هامتين تتصلان بالصورة الذهنية المغلوطة عن الإسلام هما: - أن العيب أولا هو في التطبيق لشريعة الله.. سواء من قبل الدول أو الشعوب.. وليس في العقيدة السماوية التي كفلت الحقوق والحريات وأعلى مستويات الرشاد في إدارة شؤون الأوطان .. وبني الإنسان.. - أن الكثير من الخلط بين ما هو سياسي وما هو عقدي هو السبب الثاني للتشوش لدى البعض منا.. أو لدى الدول والشعوب الأخرى تجاه فكرة الدولة الإسلامية القائمة على المثل والقيم والأخلاقيات والنوازع الإنسانية.. ** وفي كلتا الحالتين فإن مفهوم «السلفية» كما نعرفه نحن في هذا البلد.. هو غير مفهومه لدى سوانا.. فنحن لسنا مع مبدأ التوظيف أو التطويع للمصطلح أو الاختراع لصيغ توافقية غير ذات دلالة.. ولكننا مع كل ما هو شرعي ومدني في آن معا.. مادام أنه لا يخرج عن ثوابت عقيدتنا.. ولا يعيق حركتنا.. ولا يحرمنا من رؤية العالم يتحرك من حولنا ومشاركتنا له في هذه الخاصية الأبدية المشروعة.. ** لكل ذلك أقول.. إن سمو الأمير نايف قال كل ما يمكن أن يقال في كلمات محدودة لها طبيعة الدساتير.. ومنهجية الفكر الذي يعاني من التشوش والاضطراب لدى الغير.. وعلى الآخرين جميع الآخرين عربا ومسلمين وغيرهم أن يفهمونا على حقيقتنا ولا يحملونا.. ولا يحملوا السلفية فوق ما تطيق وتحتمل. * ضمير مستتر: ** هناك ما هو أقدر على معرفة الحقيقة.. وتلك هي البصيرة في زمن عميت فيه الأبصار والعقول. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة