توفر كتابات و أقوال و أفعال المسؤولين قبل و بعد تولي مناصبهم فرصة للتعرف على حجم تأثير المنصب على المسؤول، ومن الذي يغير الآخر؟! كثيرون الذين مروا على كراسي المسؤولية، لكن وحدهم الذين صنعوا التغيير هم الذين خلدوا في الذاكرة، أما من استسلموا للواقع بكل قيوده فقد كانوا مجرد أطياف مرت دون أن تترك أثرا لا في الزمان ولا في المكان! إنها إذا معركة التأثير والتغيير بين المسؤول والمنصب، إذا انتصر فيها المسؤول فكلاهما كاسب، وإذا هزم فيها فكلاهما خاسر، لأن الانتصار يعني النجاح والهزيمة تعني الفشل، أما الكاسب أو الخاسر الحقيقي في النهاية فهو المجتمع ! وإذا كان الكاتب يملك الحرية المطلقة عند الكتابة للتحليق عاليا بأفكاره، فإنه عند تولي المسؤولية قد يصطدم بالواقع ويحاصر بعوامل عديدة تختبر قدرته على تغيير الواقع وفرض القناعات المثالية التي كان يغرد بها في سماء الأحلام الوردية، وهنا يأتي اختبار سحر الكرسي، و يبرز التحدي الذي يكشف معادن القادرين على التغيير، و يعري العاجزين الذين لا يملكون غير التنظير! والمسؤول الباحث عن النجاح لا يملك إلا خيارا وحيدا هو تحقيق النجاح، فإما أن يصنع التغيير اللازم ليحققه، أو يلبس ثوب الشفافية ليعري معوقاته، أو ينهض من كرسيه، لأن الاستمرار في الجلوس عليه لا يعني غير أن الكرسي قد كسب معركة التغيير ! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة