«لا نعلم إلى أين نذهب؟»، عبارة يتداولها أغلب شباب المقاهي «الكافيهات» التي باتت المتنفس الوحيد للشباب، يتسامرون فيها ويتشاركون الأحاديث الودية فيما بينهم بعيداً عن الصخب والإزعاج، ويضيفون «مللنا الكافيهات، مللنا اللف والدوران في الشوارع، مللنا الجزء المتبقي لنا من الأرصفة المطلة على البحر، مللنا السهر على الفضائيات، مللنا من اللعب على البلي ستيشن، مللنا من كلمة ممنوع.. للعوائل فقط، ممنوع التجمع بجانب البحر». «عكاظ الشباب» استطلعت آراء عدد من الشبان وجدناهم على جنبات شارع التحلية في جدة: ناد داخل الحي يقترح محمد الجفري على رجال الأعمال استثمار الأراضي الواقعة داخل الأحياء وبناء نواد شاملة متكاملة تضم جميع المرافق الخدمية من مكتبة تعليمية، صالات رياضية، ومطاعم وغيرها من الأنشطة للقضاء على فراغ الشباب، مضيفاً إلى أنه مع اتساع رقعة جدة وازدياد عدد الشباب فيها وعدم وجود المواصلات لديهم ينعكس سلباً عليهم ويتكاسلون في الاشتراك في بعض النوادي الخاصة البعيدة عن منازلهم فيضطرون للتجمع في داخل الأحياء مما يسبب ازعاجا لقاطني الأحياء بأصواتهم العالية. أعشق الصالات الرياضية اما نواف الزهراني (26 سنة- موظف أهلي) فيشير إلى أنه يقضي فراغه في ناد رياضي خاص بكمال الأجسام، بتكلفة عالية ويؤكد الزهراني أنه غير متعود على الكسل إلا أنه في كثير من الأحيان يشعر بالملل فيذهب لأحد (المولات) المنتشرة في جدة للتبضع أو لرؤية الجديد في عالم الموضة إلا أنه يصطدم برجال الأمن القابعين خارج البوابات الذين يرفضون دخوله بحجة عدم وجود عائلة ترافقه.. ويسأل الزهراني لماذا نمنع من التسوق نهائياً؟ّ!!، وهل كل ما يوجد في داخل الأسواق يخص النساء؟!! أنا شخص غير متزوج هل عليّ في كل مرة أرغب فيها الذهاب للسوق أن اصطحب امرأة من العائلة. عبارة «للعوائل فقط» صالح عسيري (20 سنة مبتعث) أوضح أنه (متى ما صلح التفكير السلبي تجاه الشباب صلح حالنا وعشنا في سلام) ويؤكد صالح ما أشار إليه نواف بصراحة أن موضوع العائلات أصبح مصدر إزعاج للشباب فهل يعقل أن كل شاب يدخل مولات جدة عليه أن ترافقه عائلة. وينوه صالح في المناسبات والأعياد الكل يحتاج لشراء ملابس ويحاول الشباب استغلال أية فرصة أثناء التخفيضات الموسمية على الملابس والعطور في بعض المحلات إلا أنهم يمنعوننا بنفس الحجة. جلال عايش (20 سنة - الكلية التقنية في جدة) بصراحة مللنا التجمع كل ليلة في الكافيهات المنتشرة سواء في داخل الأحياء أو التي على شوارع رئيسية فهي نفس النظام ولا يوجد بها أي جديد ممكن أن يضيف لنا فالتغيير شيء مطلوب وخاصة أن هناك إحصائية سمعت بها مؤخراً تقول إن فئة الشباب في المملكة في ازدياد والخريجين في ازدياد ومن هنا يجب أن تستغل طاقات الشباب بما يعود عليهم بالنفع عبر وضع خطط واستراتيجيات. ويحكي جلال تجربة مع بعض من أصدقائه قائلا: اتفقنا على الذهاب إلى البحر وبعد بحث مرير وجدنا مساحة لا تتجاوز أربعة في أربعة أمتار بجانب أحد المنتجعات المشهورة في جدة – طبعاً أقصد الرصيف الذي بجانب هذا المنتجع- افترشنا الرصيف إلا أنه بعد مرور 5 دقائق جاءنا رجل أمن تابع للمنتجع الذي أمام البحر ويأمرنا أن نترك المكان على الفور وعند سؤالنا له لماذا: قال (أنتم مصدر إزعاج للعوائل) حاولنا إفهامه أننا بعيدون عن المكان ويفصلنا سور عنهم، ولكن دون جدوى، تركنا المكان ورجعنا لأماكننا المعتادة ( الكافيهات) ماذا نفعل؟!!. أين نذهب رياض البركاتي وفهد عبدالرزاق وفهد الجفري أوضحوا أن همومهم كثيرة، ملوا إهدار الوقت فلا وظائف ولا أماكن ترفيهية ترتقي لأفكار الشباب وطموحهم في كل مكان يذهبون اليه تستقبلهم كلمة (ممنوع للعوائل فقط)، فهل شباب في أعمارهم في سن الزواج.