أقرب مكان لهم الرصيف. يجتمعون ويسهرون ويمارسون هواية المشي ولعب «البلوت». هذه هي حال بعض الشباب السعوديين في فترة الإجازة الصيفية، خصوصاً عندما لا يجدون مكاناً يستطيعون من خلاله تفريغ طاقاتهم أو يبحثون عن تغيير أماكنهم التي اعتادوا عليها مثل الاستراحات أو الملاحق. وباستثناء أرصفة الشوارع لا يجد شباب الرياض أماكن الترفيه في فصل الصيف لأن الأماكن كلها تكون قد حجزت ل «العوائل» وخصوصاً المراكز التجارية المغلقة. وفي مساء حار التقت «الحياة» مجموعة من الشباب المتجمعين عند رصيف في مدينة الرياض، فأكدوا انه المكان الوحيد «الذي لم يحجز للعائلات». وبالإضافة الى ذلك لا يسمح لهم بالجلوس على الأرصفة بعد منتصف الليل وكأن «ما يطبق على المحلات والمطاعم يطبق عليهم لمجرد أنهم شباب» على حد قول أحدهم. وعلى رغم غياب أماكن الترفيه الشبابية، وانسداد الموجود منها في وجه العازبين، يواجه هؤلاء مضايقات إضافية إذا ما خرجوا الى الشارع من قبل الجهات الأمنية أو رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما أن البعض يجدها فرصة لوعظهم وانتقاد طريقة لباسهم، وتقديم نصائح اجتماعية وشرعية في كيفية الاستفادة من الوقت والابتعاد عما يقومون به من «ثرثرة» ولعب الورق وغيرها. ويجد الشباب في هذا التصرف تدخلاً في حريتهم الشخصية. ويقول محمد الخلف: «اعتدنا جلسات الأرصفة لأن لا مكان يجمعنا سوى هذا الرصيف». ويلفت الخلف إلى أن معظم الشباب عندما لا يجدون مكاناً يؤويهم يبقى الرصيف الحل المناسب للقائهم. ويضيف صديقه عبد الرحمن الغامدي: «في فترة الصيف لا نجد مكاناً نلتقي فيه سوى الشارع. وإن ضاقت بنا السبل نذهب إلى حدائق البلدية التي توجد فيها أماكن مخصصة للمشي. لكن حتى في الحدائق نجد دائماً من يقول أن هذه الأماكن مخصصة للعوائل». ويرى فهد المكاوي أن سبب انتشار السرقات في فترة الصيف هو انتشار الشباب على أرصفة بعض الشوارع وسط الأحياء السكنية وذلك لعدم وجود نواد أو مجمعات تحتضنهم، مطالباً على الأقل بفتح بعض المجمعات التجارية أمامهم لا سيما أن صيف هذا العام حار جداً. ويقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود عبد الرزاق الزهراني ل «الحياة» إن عدم وجود برامج وأماكن ترفيه ودورات تلبي حاجات الشباب وتستوعب طاقاتهم سبب رئيسي في شعورهم بفراغ كبير، مشيراً الى أن تجمع الشباب على الأرصفة ظاهرة تلاحظ في فترة الصيف فقط. ويوضح الزهراني أن هذه تعتبر مشكلة اجتماعية تحتاج الى معالجة لا سيما أن عدم استثمار أوقات الفراغ يؤدي بالشباب الى الانحراف والجريمة، مطالباً بحل المشكلة التي تحتاج الى تضافر الجهود بين مختلف الوزارات المعنية والأهالي. ويشير الزهراني الى أن الصيف فرصة للالتحاق بدورات تدريبية وتنمية هوايات ومهارات عبر ارتياد الأندية والمجمعات الرياضية.