مللنا اللف والدوران في الشوارع، والجلوس على الأرصفة، والسهر على الفضائيات. كان هذا لسان حال الكثير من الشباب الذين تقطعت بهم السبل أثناء العطلة الصيفية، بعدما أوصدت في وجوههم معظم الأماكن الترفيهية وفي ظل غياب الأندية التي يمكن أن تحتوي أوقات فراغهم وتفجّر طاقاتهم ومواهبهم الكامنة، لا يعرفون إلى أين يذهبون ولا كيف يقضون أوقات فراغهم!. هنا مجموعة من الشباب يتحدثون عن معاناتهم في هذا الجانب ويقترحون الحلول. ناد في كل حي بداية يقترح راكان عسيري (21 عاما) خريج ثانوية على رجال الأعمال استثمار بعض الأراضي الفضاء داخل الأحياء في بناء أندية متكاملة الخدمات في كل حي تضم جميع المرافق الحيوية من مكتبة تعليمية وصالات رياضية ومطاعم، لأن اتساع رقعة جدة جعلهم يتكاسلون عن الاشتراك في بعض الأندية البعيدة عن منازلهم فيضطرون للتجمع داخل الأحياء مسببين بأصواتهم العالية وتسكعهم بسياراتهم إزعاجا للسكان من حولهم. مولات وأسواق نسائية بدر الشمري (23 عاما) موظف في شركة سيارات يقول أقضي كل فراغي بعد انتهائي من دوامي الرسمي في الشركة في ناد لكمال الأجسام، فأنا لست متعودا على الكسل ولكن في بعض الأحيان أحس بالملل فأشتاق لدخول بعض المولات المنتشرة في جدة إما للتبضع أو لرؤية الجديد في عالم الموضة ولكن رجال الأمن القابعين خارج البوابات يرفضون دخولنا بحجة أن ليس معنا عائلة، وسؤالي: لماذا نمنع من التسوق؟. وهل كل ما يوجد في داخل الأسواق يخص النساء فقط ؟ فأنا شخص غير متزوج ويصعب علي في كل مرة أرغب بالذهاب للسوق أن اصطحب امرأة من العائلة. نظرة سلبية علي عسيري (18 عاما) إداري في شركة خاصة نظام صيفي يضيف إلى ما قاله صديقه بدر: أصبح موضوع العوائل يؤرقنا ومصدر إزعاج لنا، فأنا كأي شاب أحب التسوق وشراء الجديد من الملابس، خصوصا مع قرب شهر رمضان المبارك وبعده عيد الفطر الذي يحتاج الإنسان فيه لملابس جديدة وخلافه من مستلزمات، فهل يعقل أن كل شاب يدخل المولات التي بدأت تنتشر في جدة غرضه سيئ ولماذا هذه النظرة السلبية ونحن معشر الشباب نستغل أي فرصة للتخفيضات الموسمية على الملابس والعطور في بعض المحال التجارية والتي غالبا ما تكون داخل هذه الأسواق وعند ذهابنا إليها نواجه حراس الأمن يمنعوننا من دخولها وبعنف في بعض الأحيان. مللنا الكافيهات وأعرب يوسف العميري من الكلية الصناعية في ينبع (20 عاما) عن حالة الملل التي تعتري بعض الشباب، قائلا: لقد مللنا التجمع كل ليلة في «الكافيهات» المنتشرة سواء في داخل الأحياء أو تلك التي تقع على شوارع رئيسية، إذ لا جديد فيها يمكن أن يضيف إلينا فالتغيير مطلوب، خصوصا أن هناك إحصائية تقول أن فئة الشباب في المملكة في ازدياد ولا بد أن تستغل طاقات الشباب فيما يعود عليهم بالنفع، ولابد من إيجاد حلول سريعة لاحتواء فراغ الشباب. همومنا كثيرة هتان الصيني خريج ثانوية (18 عاما) همومنا كثيرة، وقد مللنا تضييع وقتنا فيما لا يعود علينا بالنفع، فلا أماكن ترفيهية ترقى لمستوى طموحنا وكل مكان نذهب اليه تستقبلنا فيه عبارة (ممنوع .. عوائل)، فهل لا بد أن نكون متزوجين ونصطحب عوائلنا في كل مكان نذهب إليه؟ ولهذا أرى عدم منع الشباب من دخول المراكز التجارية والترفيهية، لأنه كما للعوائل مستلزمات أيضا للشباب مستلزمات وأغراض لا بد من شرائها، لهذا يجب على القائمين عدم سوء الظن بالشباب، خصوصا أنه في شهر رمضان تكثر طلبات العائلة وطلباتنا أيضا وتكثر المشاوير للأسواق والمراكز التجارية، ويصعب على الشاب اصطحاب عائلته إلى كل مكان يذهب اليه، ولهذا لا أجد أي مبرر لمنع الشباب من دخول الأسواق وفي حال بدر منهم أي تصرف خاطئ، فبالإمكان إخراجهم من هناك بكل هدوء.