مضى على زواجي نحو 15 سنة، ورزقني الله ببنتين، وزوجي يعيش في إحدى الدول الأوروبية، في حين أنني أعيش في بلد عربي، وهو يرفض أن يعيش معنا أو يأخذنا لنعيش معه بحجة صعوبة الإجراءات الرسمية لإقامتنا معه، له إجازة سنوية لمدة شهر يمضيه في البلد الذي أعيش به، ولكنه يقضي اليوم كله مع أصدقائه، ويشعرني أنني آخر اهتماماته سواء أنا أو بناته، صرت أشعر بالملل والضجر، لأنني طوال الوقت مع البنات ومشاكلهن ودراستهن، أنا في سجن، الحياة بالنسبة لي لا طعم لها، وصرت عصبية مع بناتي، زوجي تارك للصلاة ويشرب الخمر، فكرت بالطلاق مرارا، لكنني في كل مرة أتراجع من أجل البنات، فمباذا تنصحني؟. سارة مصر أود ابتداء أن أذكرك بمبدأ نفسي مهم عند البحث عن حلول المشكلات، وهو أن الحلول كقطعة قماش يتم تفصيلها وفقا لمقاسات صاحب المشكلة، ومع يقيني أن حياتك كما وصفتها تحمل الكثير من الضيق لمن يعيش في ظلها، لكن السؤال المهم لو أن الحياة استمرت والظروف استمرت على ما هي عليه ما الذي ستجنينه؟ بتقديري أن أول فائدة من استمرار وضعك على ما هو عليه أن بناتك سيحافظن على الشعور بأنهن يعيشن ضمن أسرة، فوالدهن يستطيع أن يأتيهن في أية لحظة، وسيرينه داخل المنزل بوجودك أنت، لن يشعرن حاليا على الأقل بأن والديهن منفصلان، وسيواجهن الناس باعتبارهن ينتمين لأسرة فيها أب وأم، كما أنك مع بناتك تحصلن على دعم مالي منتظم ومستمر، وأنتم لستم بحاجة لمساعدة أحد، وهذه ميزة مهمة، فهو مع أنه مقصر في أمور كثيرة إلا أنه يدعمكن ماليا ولا يزال يشعر بمسؤوليته تجاهكن، وبالمقابل من حولك لن يطمع بك، لاعتقاد الجميع أنك متزوجة وقد يدفع هذا عنك طمع بعض الطامعين من أصحاب النفوس الضعيفة، ولكن بالمقابل هناك سلبيات واضحة لاستمرار هذا الوضع، فأنت دون سند نفسي حقيقي نظرا لغياب زوجك معظم الوقت، حتى حين يكون معكم فمعظم وقته بعيد عنكم، كما أنك محرومة من إشباع العديد من الحاجات النفسية والجسدية، إضافة إلى أنه نموذج سلبي لبناته لأنه لا يصلي ويتعاطى الخمر. أما الوجه الآخر للحل فيكمن في الطلاق، وأول سلبيات الطلاق أنك مع بناتك ستحرمون ولو جزئيا من الدعم المالي، فإن كنت ستعودين لدار أهلك فقد تصبحين عبئا عليهم إن لم يكن وضعهم المالي جيدا، وقد تعيشين أنت وبناتك في عوز مالي ونفسي أكثر مما أنتم عليه الآن، وقد يطمع بكم الطامعون، وقد تضعفين أمام الحاجة للمال، وقد تصبحين في حالة عوز مالي ونفسي وجسدي يدفعك لتصبحي عرضة لإغراءات شياطين الإنس، فماذا ستفعلين وقتها؟ الحياة يا ابنتي ليس فيها دائما حلول ممتازة، فربما يعيش البعض ظروفا تجعلهم يقبلون بالسيئ من الحلول لوجود ما هو أسوأ. فكري بكل ما ذكرته لك وقرري أي الحلول أقل ضررا عليك ولا تفكري بأي الحلول أكثر جودة ونفعا.