فوجئت فتاة تحمل دبلوم خياطة بعد الثانوية العامة عند تقدمها لوزارة العمل من أجل الحصول على وظيفة تناسب مؤهلها بأن الوزارة عرضت عليها وظيفة في «مغسلة أموات».. هذا الخبر نشرته صحيفة الحياة يوم أمس واضعة علامة تعجب كبيرة في نهاية عنوانه البارز في الصفحة الأولى، ولو فكر الزملاء في الصحيفة مليا لربما اكتشفوا أنه لا يوجد خطأ أو مفارقة تستحق التعجب، فقد تكون الوزارة جادة في عرض هذه الوظيفة على متخصصة في الخياطة نظرا للحاجة المتزايدة إلى أكفان الفتيات، ولربما قامت بهذه المبادرة كنوع من «الفزعة» للمجتمع ولوزارة التربية والتعليم بعد أن أصبحت المرافق التعليمية للبنات والطرق تحصد أرواح المعلمات والطالبات بأعداد متزايدة، وبالتالي فالحاجة مرتفعة إلى متخصصات في تجهيز الأكفان النسائية، ما جعل العقول المبدعة في وزارة العمل تصل إلى هذه الفكرة الذكية.. وبما أن حديث الساعة لا زال منصبا على حادثة حريق مدرسة البراعم في جدة فلا بد من تقدير التصريح الذي أدلى به سمو وزير التربية والتعليم لصحيفة الوطن يوم أمس ومفاده أن إظهار نتائج التحقيق الأولية التي تشير إلى أن الحريق افتعلته طالبات صغيرات في السن لا يخلي مسؤولية المعنيين بالأمن والسلامة.. هذا هو المنطق وهذا هو الكلام الذي كنا نود سماعه.. لقد تسابق بعض المسؤولين على التصريحات بعد وجود دلائل على تسبب بعض الطالبات في الحريق وكأنهم وصلوا إلى اكتشاف عظيم وإنجاز خطير، يريدون من خلاله طي الملف والتنصل من أي مسؤولية بعد تحميلها كاملة على كاهل الطالبات.. كل منزل وكل مدرسة وكل مكان لا بد أن توجد فيه أشياء قابلة للاشتعال، ولكن القضية ليست هنا بقدر ما هي في توفر وسائل السلامة وفعالية عمليات الإخلاء والسيطرة على حوادث الحريق. القضية الأهم تتمثل في إهمال أي جهة لمسؤوليتها الاستباقية وتقصيرها في أداء واجبها.. الطالبات الخمس لسن كل القضية يا حضرات المسؤولين الذين تنفستم الصعداء بعد تحميلهن المسؤولية، القضية أكبر وأخطر من هذا التسطيح الذي نتمنى أن تكشفه التحقيقات الكاملة، لأن الأرواح ليست رخيصة للدرجة التي تعتقدونها. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة