من يتحمل مسؤولية ما حدث في مدرسة البنات المحترقة؟؟. هذا السؤال سنجده على كل لسان، لكن الإجابة سيطول وقتها حتى تهدأ فورة الغضب وعاصفة الحزن، ويوضع ملف الحريق إلى جانب آلاف الملفات التي ضاعت إجاباتها في ثنايا الأيام والليالي. نحن شعب ضعيف الذاكرة بسبب زحمة المشاكل التي تتراكم عليه وتجبره على نسيان البعض لكي تتمكن من استقبال الجديد. بعض المسؤولين عن القطاعات يعرفون هذه الحقيقة جيدا ويستخدمونها بمهارة. عند وقوع أي حادثة يخرجون إلى الميدان ويطلقون تصريحات نارية بأنهم سيقتصون من كل مهمل ومتقاعس ومقصر، تستمر صورهم وتصريحاتهم لعدة أيام ثم تبدأ رحلة النسيان، مشاكل جديدة تظهر على السطح ليدخل المواطن في خضمها، وإذا حاول أحد بحث مصير مشكلة سابقة فإنه لن يظفر بأي إجابة لأنه لا أحد يتابع أو يحاسب على ثرثرة التصريحات، ولا أحد يقول ماذا فعلتم بشأن تلك المشكلة. القضية ليست حريق مدرسة، بل حريق ضمائر وفوضى في أنظمة الرقابة والمحاسبة. قبل فترة ليست بعيدة كتبت هنا عن مدرسة يتكدس فيها طلاب ثلاث مراحل صباحا ومساء، وكل فصل فيه ما لا يقل عن أربعين طالبا، وهي ليست في مدينة كبيرة مثل جدة، بل في قرية نائية، وذلك يعني أنه لو اندلع حريق فيها فإنها ستتحول إلى فرن لا ينجو منه أحد لسوء وضع المبنى وتهالكه. لم يهتم أحد في وزارة التربية والتعليم بهذه القضية مما يدل على أن أرواح حوالى 300 طالب لا تعني للوزارة شيئا، فماذا تتوقعون أن يحدث بعد حريق مدرسة جدة والقضية وفاة معلمتين وإصابة 45 معلمة وطالبة.. عودوا إلى حريق مدرسة مكة قبل عشر سنوات وحاولوا البحث عن أي إجراء تم اتخاذه لتحميل المسؤولية، فتشوا في الأخبار السابقة لتعرفوا كم مدرسة انهارت أو اشتعلت أو ضاقت بطلابها وطالباتها والوزارة تتفرج بصمت.. إجراءات السلامة واشتراطاتها آخر ما يفكر فيه المخططون، وباستطاعتكم إلقاء نظرة على عدد من العمائر في محيطكم والبحث عن مخارج الطوارئ أو طفايات الحريق، وبالتأكيد لن تجدوا شيئا منها. المشكلة مشكلة مجتمع لا يتحمل أحد فيه مسؤوليته تجاه الأخطاء، ولا أحد يحمله تبعاتها، فكيف تحلمون أن تغير الأمور. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة