لم تتوقف مأساة وفاجعة أهالي وأسر طالبات جامعة حائل لموت فلذات أكبادهم ورحيلهم المر في حادث شنيع، فبدلا من الوقوف والمواساة من قبل مستشفيات المنطقة مع ذوي الطالبات وتوفير سيارات متخصصة لنقل الطالبات المتوفيات عبر سيارات نقل الموتى إلى المقبرة، إلا أن مسؤول ثلاجة الموتى في مستشفى حائل العام اعتذر عن نقل المتوفيات إلى المقبرة بحجة عدم وجود سيارات نقل موتى ولا سيارات إسعاف تتولى هذه المهمات، فجرى نقل بعض الجثامين على سيارة نقل مكشوفة. من جهته، رفض مدير العلاقات العامة والمتحدث الرسمي باسم أمانة منطقة حائل بشير سميحان الرد الفوري والتعليق على الاتهامات التي وجهت للأمانة حول نقل الموتى على سيارة المواطن (الوانيت)، موضحا أنه لا يمتلك إجابة على الاستفسار لأن الإجابة متعلقة على حد قوله بإدارة صحة البيئة. فيما اعتذرت إدارة الإعلام الصحي في الشؤون الصحية في منطقة حائل عن الرد وسماع السؤال بحجة وجود حفل تصوير وانشغالهم به بحسب الموظف المختص متعب الضمادي. وكشف مصدر في هيئة الرقابة والتحقيق أن عملية نقل الموتى من قبل المواطنين جرى رصدها، وجار التحقق منها بصورة دقيقة. وكانت «عكاظ» تلقت رسالة جوال نصية وجهها أحمد الرشيدي من أسر ضحايا الحادث ل «عكاظ» تضمنت «أنه جرى نقل جثامين طالبات في سيارته الخاصة «نصف نقل»، وحمل جثمان كل من فاطمة مرزوق الرشيدي، وسائق الحافلة عابد الرشيدي، بعد أن اعتذر مسؤول ثلاجة الموتى عن عملية النقل بسبب عدم وجود سيارات نقل»، وقال «اذهبوا لأمانة المنطقة لطلب سيارة نقل الموتى». وأضاف الرشيدي أن مسؤول الثلاجة أفادهم أن سيارة نقل الموتى المخصصة واحدة فقط وتبرع بها فاعل خير، موضحا أن سيارته الخاصة نقلت جثة الطالبة فاطمة والسائق عبدالله ودموعنا تنهمر ليس من الفاجعة بالوفاة والرحيل بل من التعامل وغياب الرقيب من قبل بعض الموظفين في المستشفى والذين لا يدركون المعاناة الحقيقية التي تمر بأسرة الطالبة والسائق، عندما نجد أن المفاجأة لا توجد سيارة نقل موتى وهي من أبسط حقوق المتوفين، لنقلهم للمقبرة والصلاة عليهم. وقال الرشيدي «المشهد كان محزنا جدا لنا ولأسر الضحايا ونحن نحمل فاطمة وعبدالله في حوض الوانيت والبعض منا ممسك بالجنائز حتى لا تسقط ونحن نجوب شوارع حائل نحو المسجد ومن ثم للمقبرة، ما يحدث كارثة وأمر لا يصدق ولا يمكن أن يستوعب في مشهد بعيدا عن إنسانية الصحة والأمانة». وزاد ربما يوم أمس تجاوزت الجثث نحو 22 جثة ما بين وفيات الطالبات وطلاب جامعيين وأموات مرضى وحوادث متفرقة، لكن هل يعقل أن لا يوجد سيارات كافية، أين ميزانيات وبنود صيانة المقابر التي تتولاها الأمانات، هل بدون سيارات كافية، ماذا لو وقعت الكوارث. هكذا كان يتكلم أحمد الرشيدي وودعني ليلتقي أمير منطقة حائل في مدينة الحليفة وهي المدينة التي فقدت طالباتها الجامعيات، سيقف أحمد معزيا وباكيا من هول صدمة نقل قريباته وهول فاجعة الرحيل. في النهاية بقيت الحقيقة غائبة أو مغيبة لعدم وجود المعلومات السريعة التي تعيد وتستعيد الثقة بين القطاعات الحكومية المرتبطة خدماتها مع المواطنين.