تحللت الجثث وغابت الملامح وبردت أعضاء المتوفين قبل الدفن، تاهت المعالم وظلت الأجساد متكدسة داخل الثلاجات تنتظر إكرامها دفنا. إجراءات طويلة وروتين يؤجل حث التراب على الجثث، إلى حين الحصول على إذن رسمي يتيح إكرام المتوفى بالشكل الأمثل، ما كدس العديد من الجثث داخل ثلاجات المستشفيات لحين الانتهاء من الإجراءات. لا تخلو عمليات تسليم الجثث إلى ثلاجات الموتى في المستشفيات من الثغرات، «عكاظ» رصدت أمس تسليم جثة في مستشفى الملك فهد في جدة لامرأة أفريقية أصيبت بجلطة في المدينةالمنورة، حيث اكتفى الموظف المختص بتسلم الجثث بأخذ صورة من جواز سفر المرأة غير واضحة المعالم وخطاب موجه من شرطة الشرفية إلى المستشفى. عناد ذاكر (أحد المراجعين) يقول لا بد من إيجاد ضوابط دقيقة وإجراءات محددة لتسلم الجثث المجهولة، تلافيا لتكدسها داخل الثلاجات وتأخير دفنها، فضلا عن عدم تواجد الموظف في بعض الأحيان، ما يتسبب في تأخير الدفن. ويطالب مساعد البركاتي بوجود مندوب من الشرطة خلال تسليم الجثث وعدم الاكتفاء بتوجيه خطاب للمستشفى، فلا بد من وضع الضوابط والإجراءات التي تكفل حرمة الميت. تنظيم الملفات وفي حائل، طالب عدد من المواطنين مديرية الشؤون الصحية بتنظيم ملفات ثلاجات الموتى في المستشفيات، لتلافي الأخطاء الناتجة عن العشوائية، خاصة وأن بعض المستشفيات لا زالت تستخدم الأرشيف اليدوي، والعمل على تفعيل الرقابة على الثلاجات. وانتقدوا تكدس الجثث المجهولة في الثلاجات، الأمر الذي أدى إلى عدم توافر أماكن شاغرة في ثلاجات المستشفيات. أنظمة وإجراءات عايد العنزي الذي كان يتابع إنهاء إجراءات استلام جثة أحد أقربائه، يقول نلاحظ العشوائية وغياب التنظيم في ثلاجات الموتى، فحين يتوفى قريب لا نستطيع معرفة موقعه في الثلاجة، إلا بعد معاناة فلا يوجد من يرشدك أو يدلك على الثلاجة التي تضم جثة المتوفى. ويطالب محمد المخلف بتنظيم ملفات الموتى بشكل مناسب وعدم التلاعب بالملفات المتناثرة على أرضية المكتب الداخلي لثلاجة الموتى. ويقول زيد العلي، لا بد من وضع أنظمة وإجراءات دقيقة في ثلاجات الموتى لتلافي الأخطاء الموجودة في استقبال جثث الموتى واستلامهم وتسليمهم. ظاهرة سلبية ووصف فيصل الخلف تكدس الجثث في الثلاجات في مستشفيات حائل بالظاهرة السلبية التي تؤرق الكثيرين من أبناء المنطقة، وقال الجثث المجهولة والتي يراد التحقق منها يجب وضعها في ثلاجات خاصة مراقبة من الشرطة، وعدم خلطها مع الجثث الأخرى، لافتا إلى تدني الخدمات في ثلاجات الموتى فضلا عن عدم توافر الأماكن الشاغرة وغياب الأمن. ثلاجة شاغرة أما سعود الدخيل فقال لم نستطع العثور على ثلاجة شاغرة في مستشفيات حائل لأحد أقاربنا المتوفين، ما اضطرنا إلى وضعه في المقبرة، مضيفا أن ثلاجة الموتى لا يوجد بها حراسات أمنية ورقابة دائمة ما يمكن أي شخص من الدخول أو الخروج بحرية من الثلاجات دون حفظ لكرامة الموتى. واعترف بدوره مصدر في مستشفى الملك خالد في حائل بغياب التنظيم عن ملفات الموتى وعدم وجود تسجيل إلكتروني للجثث الصادرة للمستشفى. 24 عينا وكشفت جولة «عكاظ» في ثلاجة الموتى في مستشفى الملك فهد في الباحة عن وجود 24 عينا بالثلاجة الرئيسة و 12 عينا في الثلاجة الاحتياطية، يشرف عليها أحد الشباب المؤهلين في استلام وتسليم الجثث. وأوضح مدير العلاقات العامة في المستشفى صالح عبدالله ناي، بأنه يوجد 10 جثث داخل الثلاجة، منها حالة واحدة لمواطن توفي صباح الاثنين ووضع داخل الثلاجة من أجل إكمال إجراءاته من قبل ذويه، أما التسع الجثث الأخرى منها ثلاث لأجانب ومثلها لخدج مجهضين. وأضاف توجد حالة واحدة فقط ظلت في الثلاجة ثلاثة شهور فقط، لعدم استكمال إجراءات الدفن من قبل ذويها مع الجهات المختصة، وذلك لرغبة أهل المتوفى في نقل الجثة إلى موطنها الأصلي.