تغيب في كتاباتك زمنا عن جهة ما وتعود إليها بنفس الملاحظات مما يعني أن تلك الجهة جامدة لا تنمو أو أنها لا تريد التقدم للأمام مهما دفعت من أجل تحقيق الخطوة التالية ولذلك أغبط صندوق التنمية العقاري على صموده في مواجهة الانتقادات السيارة من غير أن يهتز له رمش وكأنه ذاك الجبل الذي يفاخر به في المحافل لصموده وبقائه على حاله (ياجبل مايهزك ريح). وجبل صندوق التنمية لم تهزه كل الانتقادات لخطواته السلبية أو قراراته الصارمة والتي تذكرك بقرارات (أبو كلبشة) في مسلسل صح النوم. وآخر قرارات هذا الصندوق تعيدك دوما إلى التعقيد الإداري الذي ينتهجه الصندوق من عصور سالفة بينما كان من المفترض أن يكون هذا الصندوق رئة تنفس لمن ضاقت به الدنيا. فالموطنون الذين انتظروا ردحا من الزمان يدعون الله ليلا ونهارا أن تتغير سياسة هذا الصندوق لكي يصلوا إلى استحقاق القروض التي يطلبونها، ومضى الزمن ومعدل القرض ثابت مع امتلاك الأرض، ودارت الدنيا بالناس وتصاعدت أبخرة حرارة ارتفاع الأسعار حتى لم يعد القرض يوفي بما يرغبون به أولئك المواطنين، ومع الصياح والشكوى اليومية بأن الفرد لم يعد قادرا على توفير الشرط الأول وهو الحصول على الأرض تم تدارك الأمر بأن المواطن يمكن أن يحصل على القرض من غير أرض ومع نزول الناس من سقف أحلامهم إلى الدرجات الدنيا من سلم تلك الأحلام والاكتفاء بالحصول على شقة سكنية حدث ضغط من الرأي العام لتغير سياسة الصندوق فظهر نظام (ضامن) الذي يكفل للمستفيد من القرض امتلاك الشقة ويضمن للمستثمر حقوقه إلا أن هذا النظام اخذ من سمات الصندوق التعجيزية حين ظهرت شروط غريبة لا تمكن المواطن من الحصول على الشقة بيسر وسهولة كما أرادت قرارات خادم الحرمين من ضخ المليارات لهذا الصندوق، فالصندوق العقاري وعلى طريقته المعقدة فرض تسليم المستثمر العقاري قيمة الشقة على دفعات تستمر إلى أربعة اشهر وهي الطريقة التي لا تروق للمستثمر الذي يقول: (هناك من يدفع ثمنا للشقة مباشرة فلماذا أربط نفسي بالتقسيط والمعاملات) ولهذا تجد أن المستثمرين العقاريين لا يرغبون التعامل مع مستفيدي قرض الصندوق أو الصندوق نفسه. السؤال لماذا يقوم الصندوق بدفع ثمن الشقة بالأقساط؟ ولماذا لا يدفع للمستفيد من القرض ال500 ألف ريال المستحقة كاملة من غير نقصان؟ والدفع على أجزاء يذكرك بالعم (ذهب) بطل سلسلة (ميكي وميمي) تلك الشخصية البخيلة (الجلدة) والتي ترى أن دفع الحق كاملا يصيب المرء بالدوار وإذا كان لزاما من الدفع فلتدفع المبالغ على دفعات كي لا تنفجر أعصابه من إعطاء الناس حقوقهم كاملة. وما زلت أغبط الصندوق على قوة تصلبه وعدم استجابته لواقع الحال وأعتقد أنه سيستمر على هذا السلوك مالم تأت رياح تقول له إن مقترضيه لا يريدون القمة بل السفوح.. شقة فقط وليس قصرا.. وأعتقد أن هذه الملاحظات على صندوق التنمية يمكن أن يعاد كتابتها عشر مرات من غير أن يهتز جبل صندوق التنمية العقاري فميزة الجامدين الثبات وياويل المساكين من هذا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة