لم أجد غير هذا العنوان الحاد لمقالي عن عامنا هذا فقد أردت أن أستبق نهايته بالقول إنه عام غير مأسوف عليه، فهو عام الجحيم بحق، زلازل وبراكين، ومخاطر نووية وثورات أسقطت زعماء، ورؤساء، ورموز فكر، ووعظ، ودين، وشباب هائج مائج يريد تغيير كل شيء، ثم قفز عجائز السياسة، والقانون القدامى الخائبين في (1967م) لركوب الحركة الشبابية، وتغيير غير محسوب في مواقف المحافظين من نخب الإخوان، والصحويين، وفكر إعلامي جديد أسقط الرموز، وسؤالي: إلى أين سينتهي هذا العام العجيب. من الصعب التأمل الهادئ الذي يجعلنا نقرأ الواقع المضطرب الذي نعيشه، أو رسمه كظواهر، وقد لا نستطيع رؤية أكثر من سطح بحر الأحداث الهائج، ولذلك لا بد من الصبر لوقت قد يطول؛ لكي نتأمل الأحداث الجسام التي تحدث الآن، فهذا أفضل من الصراخ وراءها، فالأحداث سريعة في عامنا هذا، أسرع من قدرة العقول المتأملة المحللة. عام (2011م) هو بلا شك عام لا يشبهه بأحداثه من الأعوام السيئة التي مرت بنا بحدث واحد أو حدثين، وهي أعوام متفرقة مثل (1948م) عام طرد شعب بأكمله من أرضه أو عام (1967م) هزيمة العرب الشهيرة.. أو عام غزو صدام حسين للكويت (1990م) أو تفجير برجي التجارة الدولية العام (2001م) هذه أعوام فيها شبه من عامنا هذا ولكنه تفوق عليها بأنه عام كوارث طبيعية وأحداث جسام لا تعد في حياة العرب، فهو عام كاد يشيب لأهواله الولدان.. فما أكثر حوادثه وفواجعه التي عجزت عن حصر أبرزها في مساحتي الضيقة. بقي شهر وأكثر على نهايته وأيدينا على قلوبنا اللهم لا طيرة، ولا سب في الدهر ولكن ما في الأفق غيوم سوداء لا تعد بشيء من الأشياء الجميلة، فالأزمات الاقتصادية، والتهديد بحروب يظل فوق رؤوسنا، ويصم آذاننا كل يوم، وأحسب أن عام الجحيم هذا سيبقى علامة في التاريخ القادم. لا أدري كيف يسمى هذا العام بالربيع العربي، فلا شيء من آمالنا العربية يبدو في طريق التحقق، فهو ليس ربيعا بحال، بل عام جحيم متقد، ليس هذا فحسب فبعض الزعماء العرب ولأول مرة في التاريخ يمعن في قتل شعبه في تشبث بالكراسي، وكأن دماء الناس ماء رخيص يسفك في الشوارع، هذا يعني أن عام الجحيم عزز سقوط الأخلاق، والقيم السامية عند بعض الزعماء، فلم يروا في شعوبهم إلا أغناما تذبح للرفاه الذي يعيشونه، وهذا سقوط في المروءة يسقط معنى الزعامة. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة