أبدى ل «عكاظ» عدد من المعوقين حزنهم، لعدم تمكنهم من أداء فريضة الحج نظرا للصعوبة التي يواجهونها أثناء أداء العمرة فضلا عن الحج، مطالبين ومناشدين في الوقت ذاته الجهات المختصة إزالة كل تلك الصعوبات ليتسنى لهم تأدية ما عليهم من فرض ديني هام. وقال منصور الحاذوري، والد الطفل المعوق فهد، «للأسف معاناتنا تبدأ من المطار، حيث إن ابني ملازم للمقعد المتحرك، ونفاجأ في أوقات كثيرة خلال سفرنا بتأخر المصعد الخاص بإنزال المقعدين، ما يضطرنا لإنزاله عن طريق سلم الطائرة وجميعنا يعرف ارتفاعه»، وأضاف منتقدا «دورات المياه الخاصة بالمعوقين أغلبها مغلق أو يستخدمها أصحاء، وكذلك الحافلات غير مهيأة للمعوقين»، ويشير أيضا «مناعة ابني فهد ضعيفة، ولذلك فهو يحتاج لعناية طبية خاصة من الصعب توفيرها له». من جهته، قال عامر الشهري معوق على كرسي متحرك «سأبدأ معك من المطار، للأسف إذ لا توجد تجهيزات للمعوقين، فلحظة وصولنا للطائرة ننقل إلى كرسي عادي ثم يدخلوننا إلى المصعد ومن ثم يدخلوننا إلى الطائرة قبل المسافرين بساعة كاملة، ما يشكل لنا معاناة لطول الانتظار حتى إقلاع الطائرة»، ويواصل الشهري، «عند وصولنا مطار جدة لا نجد حافلة تناسب وضعنا كمعوقين، ولذا نضطر لشحن سياراتنا معنا، وبعد وصولنا مكة نفاجأ بإجراءات أخرى، منها أننا عندما نرغب الدخول إلى الحرم بالكرسي الخاص بنا نواجه بطلب تصريح للكرسي المتحرك للسماح لنا بدخول الحرم، بالإضافة إلى أنهم يطلبون منا الإفادة عن عدد الصلوات التي سنصليها في الحرم ولا أدري ما هي الحكمة في ذلك، كما أننا نمنع من الدخول بكراسينا إلى صحن الطواف ويطلب منا الاكتفاء بالطواف من الخارج أو الدور الثاني ما يستغرق منا وقتا طويلا». ويتساءل عامر: «لماذا لا يتم تخصيص حملات حج لنا كمعوقين بأجور رمزية، خصوصا أن أغلبنا غير مقتدر ماليا، إضافة إلى أن أغلبنا متزوج من معوقات أيضا ما يزيد من سوء الوضع». وثنى المعوق علي الشايقي على حديث زميله قائلا «بالإضافة إلى ما ذكره الآخرون، للأسف كثيرا ما نسمع عن وجود شركات حج تخصص حملاتها للأسوياء أو الأصحاء فقط، فلماذا لا تكون هناك شركات تخصص حملاتها لنا كمعوقين فقط؟، وتكون مرتبطة بجهات معينة مثل وزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة الحج أو الشؤون الإسلامية، وتكون بأجور رمزية، حيث إن عددا كبيرا منا لا يعمل والإعانات التي يحصل عليها من وزارة الشؤون الاجتماعية بالكاد تكفيه للنفقة على نفسه وأسرته والسائق والخادم الذين نحتاج إليهم». ويضيف الشايقي: «للأسف لا يوجد قرب الحرم مواقف خاصة للمعوقين، وإن وجدت نجدها مشغولة بسيارات للأصحاء، كما أننا نمنع من إدخال سياراتنا المجهزة لأوضاعنا إلى مكةالمكرمة ونضطر للذهاب إلى فنادق تتوافر فيها مواقف خاصة بنا، لكنها بمقابل مادي يصل إلى 25 ريالا في الساعة». كذلك تحدث عليان المنصور، وهو يعاني إعاقة رباعية وصعوبة في تحريك يديه، كما أنه لا يمكنه البقاء على الكرسي بغير حزام، قال لنا، «كما ترين وضعي صعب، حيث يجب أن أكون مرتبطا بالكرسي طوال الوقت، والفنادق في مكةالمكرمة غير مجهزة لنا كمعوقين عدا تلك القريبة من الحرم ذات التكلفة الأعلى». ويلتقط زياد الزايدي طرف الحديث قائلا: «للأسف دورات المياه المخصصة لنا كمعوقين في المطارات يستخدمها الأصحاء، وعندما نسألهم لماذا تستخدمونها وهي مخصصة لنا يبررون بأنها أكبر مساحة، إضافة إلى أن العمالة في المطارات تخصص دورات المياه الخاصة بالمعوقين لحفظ وتخزين أدوات التنظيف الخاصة بهم ويغلقونها بالمفتاح، وللأسف، في مكةالمكرمة أماكن كثيرة لا توجد بها دورات مياه مخصصة للمعوقين أو مواقف، كذلك الحافلات غير مهيأة أيضا ولذلك نواجه صعوبات جمة أثناء رحلتنا للحج أو العمرة». محمد الحربي معوق ، قال إنهم يواجهون أسلوبا غير لائق في التعامل، حيث «نحمل ونوضع كقطعة أثاث عندما نستقل حافلة في مكةالمكرمة أو المشاعر، وإذا تحدثنا إلى أحد المسؤولين داخل الحرم من رجل أمن أو مطوف ونقول لهم نحن معوقون، يردون علينا وما هو المطلوب منا عمله تجاهك؟، والمشكلة أن الأصحاء يستخدمون الكراسي المتحركة في الحرم مثلا أكثر من المعوقين، حيث يأخذون وقتا طويلا في استخدامها خاصة في الطواف في الدور العلوي، فكثيرا ما نشاهد رجلا مصابا في قدمه إصابة بسيطة يستخدمها، أو أما تضع أطفالها على رجليها وهي جالسة على الكرسي، وعندما يذكرها مثلا رجل الأمن أو المسؤول عن الكرسي أنها استغرقت وقتا أطول في السعي، فتجيبه بأنه لا زال أمامها وقت حتى تنتهي، ونظل ساعات في انتظار كرسي لكي نستخدمه دون مراعاة لنا أو لأوضاعنا». ويختم يوسف الجامع معاق أحاديث زملائه بالقول، «بالنسبة لي، لم أجرب الحج بعد، ولكنني أحكم على الأمر من خلال تلك المشكلات، وأركز على عدم تهيئة أي فندق لنا كمعوقين، والعاملون فيها لا يعرفون كيف يتعاملون معنا ومع أوضاعنا الخاصة، ولا أنسى أن تكلفة الحج عالية بالنسبة لنا، كذلك الحافلات والمواقف في داخل مكةالمكرمة لا توجد لنا فيها أماكن، وإن وجدت فإن الأصحاء يسارعون إلى إشغالها دون أدنى مسؤولية أو عقاب من المفترض أن يطبق عليهم، كذلك لا ننسى أمرا مهما أن كل تلك المعاناة تتضاعف لدى النساء المعوقات».