تفاعل عدد من الرياضيين والفنانين والشعراء والإعلاميين البارحة الأولى، مع الأطفال المعوقين من خلال تنفيذ برنامج «جرب الكرسي» الذي تنفذه «جمعية وطن» للأطفال المعوقين في الرياض ضمن برامج وأنشطة مهرجان الفيصلية للتسوق. و جرب الكرسي المخصص للمعوقين عدد من النجوم، منهم قائد المنتخب السعودي السابق فؤاد أنور والفنان فايز المالكي والشاعر فيصل اليامي والمذيع في القناة الإخبارية خالد العقيلي، وفتح المجال إثر ذلك للجمهور للجلوس على الكرسي. وشهد الحفل تألق الطفل المعاق فهد منصور الحاذور الملقب بشاعر الجمعية، والبالغ من العمر عشر سنوات، حيث أتحف الحضور بعدد من القصائد التي نظمها ومنها قصيدة مساء الخير. وعبر ل «عكاظ» الكابتن فؤاد أنور عن سعادته بالتواجد بين إخوانه وأبنائه المعوقين، متمنيا الشفاء للجميع، وأكد أن الأمير سلمان بن عبد العزيز يعد قدوة للجميع في برنامج جرب الكرسي، وطالب أنور بتخصيص مواقع للمعوقين في المطارات والأسواق، كما هو معمول به في أوروبا، وطالب الرياضيين ومختلف شرائح المجتمع بالوقوف مع تلك الفئة الغالية علينا جميعا، مشيرا إلى أن الإعاقة لم تمنع المعوقين من الإبداع وخدمة المجتمع، فمنهم الطبيب والمعلم والشاعر». الفنان فايز المالكي، أكد أنه يشعر بالفخر بسبب عضويته في الجمعية، لافتا إلى أن بعض الأصحاء يعتقدون اعتقادا خاطئا أن الكرسي مريح للمعاق، وهو في الواقع على عكس ذلك، ودعا المالكي الله لهم بالشفاء، وطالب الجميع بالحضور وتجربة الكرسي، مضيفا: «أقول للفنانين الميدان يا حميدان». ورأى الشاعر فيصل اليامي، أن مشاركة المعوقين معاناتهم سلوك حضاري وإنساني يجب علينا جميعا التكريس له والتفاعل معه، وقال: «إن الحضور الكبير الذي شهده الحفل يدل على وعي المجتمع، ومشاركته لهذه الشريحة الفاعلة في جميع مناحي الحياة». وامتدح ل «عكاظ» المذيع خالد العقيلي الخطة التوعوية التي تنفذها الجمعية للتعريف بالمعوق، وقال بعد تجربته للكرسي: «إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فاغمض عينيك». أما المذيع عادل الزهراني، فأشاد بفكرة وأهداف الكرسي التوعوية، وتمنى من الجميع المشاركة حتى نقف بجانب الإخوة والأبناء المعوقين، «لأنهم في حاجة إلى وقفة من الجميع في جميع النواحي». وعن برنامج جرب الكرسي، أشار عوض بن عبد الله الغامدي أمين عام الجمعية إلى أن الجمعية تسعى دوما إلى التواصل مع كل فئات المجتمع، واستقطاب الأعضاء الذين تعدهم قاطرة إنجازات الجمعية لتواصل رسالتها الخيرية . وكان برنامج «جرب الكرسي»، انطلق في الثامن من رمضان 1426ه، وانتقل البرنامج إلى العديد من الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة في الرياض والمدن التي تحتضن مراكز للجمعية (مكةالمكرمةالمدينةالمنورةجدةالجوف حائل)، في إطار رسالة جمعية الأطفال المعوقين كمؤسسة خيرية متخصصة تصدت لقضية الإعاقة بشمولية، ووصفت محور تنمية الوعي باحتياجات المعوق، ووضعت كيفية التعامل معه في مقدمة أولوياتها، كما قامت الجمعية بتبني العديد من البرامج التوعوية التي كان من أبرزها برنامج «جرب الكرسي». ويتيح البرنامج لمن أنعم الله عليهم بالصحة تجربة ومعايشة ظروف ومعاناة المعوق اليومية، من خلال مرورهم ببعض العقبات التي قد يتعرض لها المعوق وهم يستخدمون الكرسي المتحرك، وبالتالي التعرف عن قرب وبالتجربة المباشرة على حجم تلك الصعاب التي يواجهها المعوق في حياته اليومية، واكتشاف احتياجاته من التسهيلات المكانية والتصميمات المعمارية، التي تيسر له حياته اليومية بالكرسي المتحرك، سواء في المنزل أو العمل أو المرافق العامة، مثل: المساجد، المستشفيات، الأسواق، وغير ذلك. ويهدف البرنامج إلى تقديم رسائل عدة موجهة ل «مجرب الكرسي» وهو يمر بتجربة وضع النفس في مكان الآخرين، بغية تفاعله فيما يمكن لتوطيد التعاطف مع المعوقين، والتذكير بنعمة كمال الخلق وكسب الدعم، والمساهمة في تهيئة المرافق العامة لاحتياجات المعوقين، والتوعية بخطورة ونتائج الحوادث المرورية، وإبراز دور الجمعية في توعية المجتمع.