تزدحم الأسواق الشعبية في منطقة جازان هذه الأيام بالمتسوقين، خاصة الباحثين عن عبق الماضي والأدوات القديمة التي كان يستخدمها الأجداد في أيام الأعياد . ففي الأسواق الشعبية في صامطة، أحد المسارحة، صبيا، أبو عريش، العيدابي وبيش، يبحث عشاق التراث عن مستلزمات العيد المتمثلة في قطع الأثاث الشعبي والحلويات مثل المشبك، الجلجلان والنارجيل وغيرها، فضلا عن الملابس، العطور، الإكسسوارات، الأحذية، الألعاب النارية وأدوات الزينة مثل الحناء ، النباتات العطرية، الفل، الكادي والوزاب. كما خصصت بعض الأركان في الأسواق لبيع قطع الأثاث الشعبي، والبهارات المستخدمة في طبخ لحوم الأضحية، مثل الهرد، البهار الحلو، الفلفل الأحمر، والكمون. وأوضح محمد علي (65 عاما) من عشاق الأسواق الشعبية أن مثل هذه المواقع أصبحت تشهد ازدحاماً كبيراً خاصة لانخفاض أسعارها ومحافظتها على التراث وتلبيتها مطالب الأسر. وأضاف أنه يقصد الأسواق الشعبية لشراء مستلزمات العيد في كل عام وهو يفضلها عن المولات التجارية. وقال مشهور محمد (42 عاما) إن الأزياء التراثية أهم ما يوجد في الأسواق الشعبية، موضحا أن الأسواق الشعبية في جازان مشهورة بالعديد من السلع التراثية مثل المصانف، والمقاطب والألحفة فضلا عن الصناعات الخزفية ذات التطريزات والأشكال الهندسية الجميلة كالمظلات والكوافي وهناك تباع الأواني الفخارية مثل المغش الحياسي، الجمنة والصحفة مما يجعل تلك الأسواق ملتقى لتراث الماضي الجميل. ومن جهته، أوضح وليد علي أحد أصحاب المحال أن من مسببات اجتذاب الأسواق الشعبية في مدينة جازان للكثير من المتسوقين توافر الكثير من الأزياء الشعبية السعودية، ويضيف بأن الأسواق الراقية لا توفر بضائع بنفس جودة ما توفره الأسواق الشعبية خصوصا جميع مستلزمات الزي الوطني السعودي والكماليات الأخرى من مشالح وملابس التراث القديم، ويقول إن هذه البضائع من الممكن أن تتوفر في بعض الأسواق الراقية مقابل أسعار خيالية وذلك يعتبر سببا كافيا لنفور المتسوقين منها والاتجاه للأسواق الشعبية. وقالت أفنان أحمد «ارتفاع الأسعار حرمنا من اقتناء الأغراض الكافية مثل الأثواب التراثية، لكن هذه الأسواق لها نكهة خاصة ويقصدها الناس في المواسم لشراء أغراض العيد.