قرأت في هذه الجريدة الصادرة ليوم الإثنين 17/10/2011 خبرا تحت عنوان «37 حالة إصابة واشتباه بالدرن في ثانوية للبنات بجدة»، وذكر المحرر نصا: أصيبت طالبتان بفيروس السل الرئوي (الدرن) في مدرسة للمرحلة الثانوية في جدة إلى آخر الخبر. وقد كرر الصحافي كلمة فيروس الدرن أربع مرات في الخبر، إضافة إلى أن المحرر ذكر ما أفاد به الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة بتصريحات من ضمنها نصا: قال الدكتور سامي: إن مريض الدرن لا يصبح معديا بعد أسبوع من تناوله للدواء لمحاصرة البكتيريا داخل جسمه. وذكرت كلمة البكتيريا في الخبر مرة واحدة فقط، من هذا الخبر يفهم القارئ أن لا فرق بين الفيروس والبكتيريا كلاهما يسبب مرض السل أي الدرن. والكل خارج صحيفتنا يعرف أن هذا خطأ فادح. وبما أن مدير الشؤون الصحية هو طبيب فقد ذكر الصحيح فالدرن مرض يسببه جرثوم بكتيريا وليس فيروس ولكن ذكرت عن لسانه مرة واحدة فقط. وما زادني جنون العاقل هو مقالة الأستاذ عبده خال في نفس الجريدة لنفس اليوم تحت عنوان «إلى أين» عندما تحدث عن الأب الذي اغتصب بناته الثلاث وحملت إحداهن من أبيها، وكانت المقالة عن الأب وجنونه وعقابه والولاية، ولم يذكر أي شيء عن مصير ومستقبل البنات الثلاث ولا مستقبل الجنين الذي لا ذنب له أن ينجب كما وصفه الكاتب «سفاحا» أي (غير شرعي). هذان الموضوعان أجبراني أن أختار عنوان هذه المقالة وأروي القصص التالية المشهورة عن المجنون العاقل. فحتى يومنا هذا لا نفرق بين الفيروس والبكتيريا ولا نعرف أن الدرن الرئوي هو مرض بكتيري وشديد العدوى ينتقل عن طريق الهواء فقط ويظل معديا طالما هناك بكتيريا الدرن موجودة في بصاق المريض. كذلك إلى يومنا هذا نتحدث عن الرجل وننسى حقوق الإناث ونصف من لا ذنب له ولم يولد بعد بصفات غير حميدة. وكل من يرتكب عملا غير متبع نصنفه بالمريض النفسي (أي مجنون). في أحد الأيام قام مسؤول لأحد الدول بزيارة تفقدية لمستشفى الأمراض العقلية وأثناء تجوله بالمستشفى سأل أحد المستشارين: كيف تميزون العاقل من المجنون؟ فرد عليه المستشار: بسيطة نملأ البانيو بالماء ونضع أمام المريض ملعقة وفنجانا وسطلا ونطلب منه تفريغ البانيو من الماء ونشوف أي شيء يختار فيهم. فباغته المسؤول قائلا: أكيد الصاحي سيختار السطل، صح أم خطأ، سأل المسؤول؟ فأجاب المستشار: خطأ طبعا، فسأل المسؤول: ما هو إذن الجواب الصحيح؟ فأجاب المستشار: جواب المجنون العاقل هو: يرفع سدادة البانيو. عندئذ سأل المستشار المسؤول: تحب نحجز لك غرفة خصوصي أو تقعد مع الشباب بالعنبر؟ أحياناً يجري الله الحق على لسان شخص غير متوقع، فغاليليو الذي أثبت أن الأرض كروية لم يصدقه أحد واتهم بالجنون وسجن حتى مات. وبعد 350 سنة من موته اكتشف العالم أن الأرض كروية بالفعل وأن غاليليو كان المجنون العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت. والأهم من كل هذا في قوله تعالى: «ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون»، فالأمر كله يعتمد على إيمانك بالقضية وثقتك بنفسك وثقتك بالآخرين من حولك، والآن السؤال موجه لك أنت: هل تفضل أن تكون مجنونا مع الناس أم تكون «مجنون عاقل» لوحدك؟ للتواصل ((فاكس 6079343)) للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة