لقد تحدثنا في مقالة سابقة عن الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع ووضحنا أسبابه وأعراضه وطرق تشخصيه وعلاجه، والآن نتحدث عن النوع الثاني وهو الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفيات.. وهو عبارة عن الالتهاب الرئوي الذي يصيب الإنسان المحجوز داخل المستشفى لأي سبب آخر، وغالباً ما يكون هذا الالتهاب خلال الأيام الثلاثة الأولى من دخول المستشفى، وينشأ من استنشاق الرزاز المحمل بالميكروبات وخاصة البكتيريا غير التقليدية والتي تختلف من مستشفى إلى آخر، بل قد تختلف في نفس المستشفى من قسم لآخر، وهذه الميكروبات هي.. بكتيريا سالبة الجرام وتمثّل حوالي 40-50% وبكتيريا (كليبسيلا سودوموناس) وبكتيريا موجبة الجرام وأخيراً الفيروسات. ويكون مرضى العناية المركزة هم أكثر عرضة لهذا النوع، ويكون مصحوباً بمعدل وفاة أكثر من النوع الأول (المكتسب من المجتمع). عوامل انتشار العدوى وهناك عوامل تساعد على انتشار العدوى داخل المستشفيات مثل: عوامل تتعلّق بالمريض كوجود مرض آخر خطير (هبوط القلب الاحتقاني - سرطان)، أو وجود مرض صدري مزمن (الدرن - الربو)، أو استخدام عقاقير مهبطة لجهاز المناعة، أو مريض في شبه غيبوبة، أو سوء التغذية، أو الإقامة لمدة طويلة داخل المستشفى. وهناك عوامل تتعلق بالمستشفى مثل: عدم غسل الأيدي جيداً للعاملين بالمستشفى، أو عدم استخدام القفازات الطبية، أو تلوث المعدات والأجهزة التنفسية (أجهزة البخار - التنفس الاصطناعي)، أو تلوث مصدر المياه. كما أنه توجد هناك عوامل قد تؤدي إلى زيادة معدل الوفاة وهي.. العدوى بميكروب (سودوموناس) أو بكتيريا هوائيه سالبة الجرام. ونضيف على ذلك التقدم بالعمر، واستخدام مضادات حيوية غير مناسبة والتهاب رئوي مزدوج (في كل من الرئتين)، وطول مدة الإقامة في المستشفى. تشخيص الالتهاب الرئوي يتم التشخيص بالفحص السريري للمريض وهو من أهم الخطوات، يلي ذلك الفحوصات الطبية اللازمة مثل أشعة الصدر، وصورة دم كاملة، وفحص بصاق، وعمل مزرعة للبصاق، ومزرعة دم، وقياس غازات الدم. العلاج بالمضادات الحيوية باستخدام المضادات الحيوية المناسبة وبعد الحصول على نتائج مزرعة البصاق قد نستمر بنفس نوع المضاد الحيوي أو قد يتم تغييره بنوع آخر حسب نتيجة الفحص، مع إعطاء طارد للبلغم ومخفضات الحرارة وموسعات الشعب الهوائية والأكسجين. ثم يتم متابعة المريض بالأشعة لنتأكد من أن رئة المريض قد تم شفاؤها تماماً دون أية آثار باقية للالتهاب. الوقاية في النظافة العامة اتباع وسائل النظافة داخل المستشفيات وبخاصة العناية المركزة، مع الإقلال قدر الإمكان من حجز المرضى داخل المستشفى إلا عند الضرورة، والإقلال من مدة بقاء المرضى داخل المستشفى، مع استخدام المضادات الحيوية بطريقة صحيحة، وغسل الأيدي جيداً، واستخدام القفاز الطبي بشكل دائم وتغييره مع كل مريض، والاهتمام بمصدر المياه داخل المستشفيات، والتأكد التام من أن جميع الأجهزة المستخدمة والأنابيب الجراحية والمناظير تكون معقمة تعقيماً جيداً. د. عبد العزيز الهنداوي - وحدة الأمراض الصدرية والربو