يجد خريجو الكفاءة المتوسطة في قرية وادي عمود في محافظة الريث أنفسهم مجبورين على رعي الأغنام في الأودية والشعاب المقفرة، لعدم توفر مدرسة للمرحلة الثانوية تحقق أحلام الطالبات والطلاب الذين تتوقف دراستهم إجباريا بعد المرحلة المتوسطة. ولاتقتصر معاناة أهالي القرية على إنعدام التعليم بل تتعداها إلى عدم وجود مستوصف يقدم خدماته الصحية والطبية ل 10000 مواطن يقطنون القرية، التي تعاني من غياب المشاريع التنموية والخدمات الضرورية. واشتكى محمد علي شوعان السلمي، مما وصفه بالتهميش والتجاهل الذي تواجهه القرية من قبل المسؤولين ماجعلها بحاجة ماسة للعديد من الخدمات والمشاريع التنموية بالرغم من الموقع المميز للقرية في وسط المثلث التجاري الرابط بين قبائل قحطان وبني حريص وآل تليد وآل الصهيف والعزين والصهاليل فالموقع الجغرافي للقرية يتطلب توفير جميع الخدمات التي يستفيد منها القبائل المجاورة التي تتوافد على القرية أسبوعيا للتبضع من سوق الخميس. وأشار موسى راتي السلمي إلى أن طالبات وطلاب القرية محرومون من إكمال تعليمهم الثانوي لعدم توفر مدرسة لهذه المرحلة الهامة في القرية مايجعل العديد منهم يتوقفون عن التعليم بعد الحصول على شهادة الكفاءة المتوسطة. وانتقد أحمد محمد السلمي تأخر إدارة التربية والتعليم في جازان عن افتتاح مدرسة للمرحلة الثانوية في القرية، مشيرا إلى أن الأهالي تقدموا بطلبات عديدة لافتتاح مدارس ثانوية في القرية ولكن حتى الآن لازال خريجو المرحلة المتوسطة يتوجهون إلى رعي الأغنام بعد الحصول على الشهادة. مفرح جبران السلمي أشار إلى أن بعض الأهالي من ميسوري الحال قام باستئجار سيارة بمبالغ طائلة لنقل أبنائه وبناته لمحافظة الريث لإكمال التعليم الثانوي حيث إن قرية عمود تبعد عن محافظة الريث أكثر من 35 كيلو مترا تتخللها طرق جبلية وعرة وأودية خطيرة تمنع الطلاب والطالبات في وقت الأمطار من الوصول لمدارسهم مما تسببت في الكثير من الحوادث لطالبات وطلاب قرية عمود. وأشار مفرح إلى أنه في وقت الأمطار تكون هناك انهيارات صخرية خاصة وأن الطلاب ينزلون للدراسة في محافظة الريث عبر عقبات خطيرة ومنها عقبة الهواية التي أطلق عليها الأهالي بعقبة الموت نظرا لخطورتها خاصة أثناء هطول الأمطار ناهيك إلى أن محافظة الريث بكاملها لا يوجد بها سوى ثانويتين للبنين وثانوية بنات ويوجد في المحافظة سكان كثيرون يربو عن عشرين ألفا مما جعل مدارس المحافظة في الآونة الأخيرة وبعد اكتفائها من الأعداد المطلوبة في التسجيل نجد أن أبناء وبنات قرية عمود لا يتم قبولهم بحجة اكتفاء العدد مما جعل الأزمة تتفاقم أمام أمنيات وأحلام بنات وأبناء قرية عمود في تكميل تعليمهم والحصول على وظائف تعينهم على مستلزماتهم الأسرية. ويعتبر يحي طاوي السلمي أن افتتاح مستوصف في القرية من أبرز احتياجات القرية، مشيرا إلى توجيه العديد من البرقيات والمطالبات للجهات المعنية لافتتاح مستوصف ولكنها كما يقول تلاقي التهميش منذ أكثر من عشرين عاما. وقال: كلما توجهنا لمديرية الشؤون الصحية في جازان، يخبرنا الموظف المختص بأن المستوصف معتمد ومدرج ضمن خطة العام المقبل، ومنذ عشرين عاما ونحن ننتظر تنفيذه حتى الآن. وأشار جابر أحمد مفرح السلمي إلى أن أحد المواطنين جرفته السيول وهو يحاول إيصال طفله المريض إلى المستشفى ليلقى حتفه وطفله في أحد الأودية. وتساءل عوض ناصر السلمي عن أسباب تأخر استخراج صكوك الأراضي في القرية، مشيرا إلى أن القرية يوجد بها العديد من الأراضي التي توارثها الأهالي من الآباء والأجداد ستساهم في تنمية القرية عمرانيا وتجاريا في حالة استخراج صكوكها. واعتبر تأخر إصدار الصكوك من أبرز عوائق التنمية في القرية. مدير مدرسة عمود الابتدائية والمتوسطة يحيى علي شوعان السلمي يقول تفتقد القرية للكثير من الخدمات الضرورية ومن أبرزها توفير مدارس للمرحلة الثانوية للبنين والبنات وإنشاء مستوصف يقدم خدماته للمرضى، وتسوير وإنارة مقابر القرية التي بدأت معالمها تندثر وأصبحت مسكنا للكلاب الضالة والمواشي ماينتهك حرمة الموتى. وانتقد تأخر تشغيل التيار الكهربائي في بعض الأحياء خاصة أن شبكة الإنارة الجديدة والأعمدة تم تركيبها قبل ثمانية أشهر تقريبا وحتى الآن لايزال الظلام يخيم على الكثير من المناطق، مشيرا إلى أن بعض أعمدة الإنارة الجديدة التي تم تركيبها أصبحت تالفة وتآكلت بفعل الظروف المناخية وأصبحت خطرا على المارة. واستغرب أحمد علي السلمي تأخر تشغيل شبكة المياه في القرية الأمر الذي جعل الكثير من الأهالي يشربون من مياه الأودية الملوثة ماتسبب في إصابة العديد من الأطفال بالأمراض الوبائية الخطرة. وأضاف القرية بحاجة ماسة لافتتاح فرع لأحد البنوك المحلية خاصة أن أقرب بنك لنا يوجد في محافظة بيش ويبعد مايقارب مئتي كيلو متر تقريبا مايعرضنا لمخاطر الطريق. ويأمل علي جابر السلمي افتتاح فرع للجمعية الخيرية لأن القرية يقطنها العديد من محدودي الدخل الذين يسكنون في الخيام ويعتمدون على الضمان الاجتماعي كليا لمواجهة الغلاء الفاحش. وأشار عمدة محافظة الريث إبراهيم علي النجادي إلى أن قرية وادي عمود من أهم وأقدم قرى محافظة الريث وقد شهدت في الآونة الأخيرة اتساع النطاق العمراني وارتفاع عدد السكان بشكل ملحوظ وانتشار الزراعة خاصة أن أراضي القرية تتميز بخصوبتها وقابليتها للزراعة. وأضاف لدى أهالي القرية العديد من المطالب الضرورية من أبرزها افتتاح مدارس ثانوية للبنات والبنين تمت المطالبة بها منذ أكثر من خمسة أعوام، بالإضافة لضرورة افتتاح مستوصف وتشغيل الإنارة في الطرقات والشوارع وتنفيذ مشاريع لسفلتة الأحياء ودرء أخطار السيول، لافتا إلى مناقشة كافة هذه المطالب مع المجلس المحلي وتم رفعها إلى مجلس المنطقة ولم يتم تنفيذها حتى الآن بحجة دراستها. وأكد رئيس مركز عمود أحمد جبريل مناقشة احتياجات أهالي القرية مع المجلس المحلي لتوفير خدمات التعليم والصحة وتنفيذ إسكان خيري للأهالي وتم رفع خطاب عن الاحتياجات الضرورية والمشاريع الخدمية التي تحتاجها القرية. وأضاف يوجد مشاريع تمت الموافقة عليها وسيتم تنفيذها قريبا. وأوضح مدير فرع المياه في الريث عماد الفيفي أن مشروع خزان وادي عمود يجري حاليا تنفيذ مراحله الأخيرة وسيتم تشغيله خلال الأسابيع المقبلة التي ستشهد ضخ المياه في الشبكة المنزلية ماسيساهم في سد احتياجات القرية للمياه.