لم تحظ قرية دفا أقدم قرى بني مالك في منطقة جازان بالخدمات التي ينتظرها السكان منذ 40 عاما، بالرغم من موقعها المهم والحدودي مع اليمن الذي لا يتجاوز 5 كيلومترات، إلا أنها ما زالت تبحث عن الخدمات الأساسية أسوة ببقية القرى المجاورة، فالسكان يبحثون عن توافر المدارس والرعاية الصحية، وبعض القطاعات المهمة مثل الشرطة والدفاع المدني والمحاكم والخدمات البلدية. الشيخ حسن ناصر التليدي من أعيان قرية وادي دفا يقول: توجد في القرية الكثير من قبائل بني تليد مثل؛ آل الصميل، آل مورق، آل الرشد، آل مشني، آل السفلي، آل غليس، آل عطان، وآل سلمان، وكل هذه القبائل تتبع دفا، وبالرغم من تجاوز عدد السكان العشرة آلاف، إلا أن في قرية دفا مدرسة ابتدائية للبنات والبنين، ومتوسطة وثانوية واحدة لا تكفي للعدد المتزايد من طلاب القرية. وقال الطالب سلطان التليدي: نواجه صعوبة من وجود ثانوية وحيدة، ما اضطرني للدراسة خارج القرية، فأنا أكملت دراستي في جبل طلان الذي يبعد عن القرية 20 كيلومترا، في طريق تحفه المخاطر ووعر للغاية، وأثناء الأمطار أتوقف عن الدراسة بسبب الانهيارات الصخرية التي تمنعنا من الوصول للمدارس. المعلم جابر التليدي أشار إلى خطورة الأودية في وادي دفا، خاصة أثناء هطول الأمطار وناشد المسؤولين سرعة تنفيذ مشاريع درء السيول، حيث إن منطقة دفا عبارة عن أودية وعند هطول الأمطار تتوقف الدراسة لأسابيع، حيث تتسبب الأودية في الحوادث المروعة، خصوصا أن الطريق العام في وادي دفا والسلف والربوعة يمر عبر أودية خطيرة مثل وادي عراب وشعب أشبقة وشباخ، وكل هذه الأودية تشكل خطورة عند هطول أمطار على المنطقة. من جانبه، ناشد جبار الحبسي الجهات المعنية بتوفير عبارات وجسور لهذه الأودية، التي أصبحت هاجس سكان وادي دفا وزائريه. الخدمات الصحية أما صالح التليدي (من الأهالي)، فقال: لا يوجد في وادي دفا مستوصف يخدم القرية مع أن عدد السكان يربو على عشرة الآف نسمة. وأضاف: تقدمنا بطلبات عدة لفتح مستوصف صحي، وناقشنا أكثر من مرة في المجلس البلدي، ولكن بقيت المطالب حبرا على ورق. أما يحيى علي التليدي فقال: نحن بحاجة ماسة لمستوصف متكامل من فئة (أ)، ليخدم الأهالي الذين يذهبون للعلاج إلى مستوصف آل سلمى في جبل حبس الذي يبعد نحو 30 كيلومترا، والوصول إليه صعب فهو في قمة جبل والطريق توجد فيه منعطفات خطرة ناهيك عن انقطاع الطريق أثناء هطول الأمطار. أما محمد التليدي فقال: لم نجد مبررات لعدم فتح مستوصف في القرية، ولا شيء سوى الوعود التي نسمعها من المسؤولين من حين لآخر. خدمات غائبة المعلم محمد مفرح شمهان قال: القرية تفتقر للخدمات البلدية كسفلتة الأحياء، والإنارة للطرقات الداخلية. وأضاف: طالبنا بلدية محافظة الداير بفتح مكتب مستقل للبلدية في القرية ليخدم قبائل آل تليد والمراكز القريبة، لكن دون جدوى. المواطن علي محمد التليدي قال: نعاني من مشكلة في توفير المياه. وأضاف عمري 64 عاما وأعول أسرة مكونة من 15 فردا، وأعمل مزارعا متى ما رزقنا بالمطر نعمل وإذا غاب ننتظر الفرج، مضيفا: المياه متوافرة هنا في مستنقعات وبرك مكشوفة من بقايا الأمطار التي لا تصلح للشرب، ونظرا لكبر حجم أسرتي اضطر لشراء المياه ب300 ريال. أما أحمد علي التليدي فأشار إلى أن في القرية بئرا واحدة تم إقفالها لعدم وجود الماء، ما جعل الأزمة تتفاقم على السكان. وأضاف: كان هناك متعهد للسقيا، ولكن توقف عن العمل أخيرا دون معرفة الأسباب. بلدية الداير المهندس أحمد ناصر معافا رئيس بلدية الداير أشار إلى أن هناك مشاريع تم تنفيذها في قرية وادي دفا، ومنها تحسين مدخل القرية، مع وضع الإنارة والأرصفة. وأضاف: هناك مشاريع ما زالت تحت التنفيذ، ومنها مشروع سفلتة طريق عشرة كيلومترات يربط قرية دفا بمركز السلف وما زال تحت التنفيذ وقد رسي المشروع على مقاولين ومدته ثلاث سنوات مع الإنارة، وتم تنفيذ جزء كبير. وأضاف: هناك مشروع إنشاء ثلاث مقابر في قرية دفا تحت التنفيذ، كاشفا عن افتتاح فرع بلدية مستقل لقرية وادي دفا.