يضع أهالي جرداء بني علي في محافظة قلوة في منطقة الباحة أيديهم على قلوبهم عند هطول الأمطار، فالوادي الذي يضم بين جنباته 30 قرية ويحتضن نحو ثلاثة آلاف نسمة لا يوجد له سوى طريق واحد يخترق بطون الأودية ومجاريها في منطقة تهامة، ويفتقد لوجود قنوات تصريف وجسور، بشكل أصبح يمثل عائقا كبيرا في خروجهم من الوادي أو دخولهم إليه أثناء جريانه. وفي ذلك يقول سعيد أبو كف: «على الرغم من الشكاوى والمطالبات للنقل وبلدية الحجرة بالنظر في خطورة الطريق وعشوائيته إلا أننا لم نجد ردا شافيا، مما اضطر البعض منا لمغادرة الوادي والهجرة إلى أماكن أكثر أمانا واستقرارا». يعرف عن أهل القرى ارتباطهم الشديد بها والنظر إليها على أنها أهم مدن العالم بأسره، لذا يتعجب حسن معروف من مرور أكثر من ثلاثين عاما على استلام الأهالي استمارات المنح في مخطط لم ير النور «تتعذر البلدية بأسباب كثيرة، فمرة يقولون تم الرفع للوزارة، وأخرى لوجود تعديات ولم نفهم حتى الآن السبب الحقيقي وراء هذا التأخير». ويزيد معروف «عدم تنفيذ مخطط سكني اضطر إدارة التعليم للبنين لاستيعاب طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية داخل فناء المدرسة الابتدائية، مما سينذر بإحداث خلل في العملية التربوية، فالمناشط سيفتقدها أبناؤنا كما أن المدرسة الوحيدة للبنات تضم داخل فنائها خمس مراحل مزدحمة بالطالبات اللاتي يتجاوز عددهن 300 طالبة». فيما يؤكد سعيد يوسف الزهراني أن معظم القرى تفتقر طرقاتها للتعبيد «من ما سبب تلفيات كبيرة في مركباتنا تستنزف الكثير من المبالغ في إصلاحها كل شهر، ليس هذا فحسب بل امتد أثر عدم تعبيد الطرق إلى صعوبة وصول صهاريج المياه إلى منازلنا، مما يضطر البعض منا لوضع خزانات في الوادي وتعبئتها ومن ثم سحبها عبر المحولات الكهربائية إلى المنازل». فيما يرى سعيد يحيى أن اعتماد أهالي الوادي على المستوصف الوحيد يمثل أمرا ملحا للناس في جرداء بني علي، حيث لا يوجد له سوى طبيب واحد، إضافة إلى افتقار المستوصف لطبيبة نساء وولادة وكذلك طبيب أسنان، كما أن المختبر لا يوجد فيه أجهزة حديثة سوى جهاز تحليل السكر، من ما حدا بالأهالي لقطع المسافات الطويلة للبحث عن العلاج أو الاتجاه للمستوصفات الخاصة التي تستنزف الكثير من المال. من جهته أوضح محافظ قلوة حامد محمد الغامدي أنه اجتمع مع رئيس بلدية الحجرة بشأن مركز الجرداء وما يحتاج إليه من خدمات بلدية، وتقرر إمداد المركز بسبعين عمود إنارة إضافية، بالإضافة إلى تكليف البلدية بسرعة توصيل الخدمات للمركز التي يحتاجها السكان، كما تم إخطارها بضرورة إكمال تسوير ما بقي من المقابر، مؤكدا في الوقت ذاته أنه اجتمع مع مندوب الطرق وتم عرض الكثير من المقترحات حول الطرق التي نفذت والتي ستنفذ في المركز قريبا، واعدا الأهالي بتلبية مطالبهم والسعي لحلها عاجلا.