استقبل الوسط الثقافي والإعلامي وفاة الشاعرة مستورة الأحمدي أمس الأول ببالغ الحزن والأسى ، وعبر عدد من المثقفين والشعراء والشاعرات عن بالغ حزنهم لوفاة الأحمدي التي دخلت في غيبوبة تامة منذ نحو أسبوع إثر ضعف في عضلة القلب. وكان صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني، قد وجه بسرعة نقلها إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في جدة عبر الإخلاء الطبي ،إلا أن الوفاة سبقت إجراءات النقل. «عكاظ» توغلت في حياة الشاعرة الراحلة، حيث روى شقيقها عبد القادر الأحمدي، أبرز ملامح حياتها وتفاصيل مرضها ودخولها للمستشفى، واستهل حديثه قائلا: «الحمد لله على قضائه وقدره وعزاؤنا الوحيد كل هذا التعاطف الرسمي والشعبي تجاه شقيقتي رحمها الله فهي تحمل قلباً كبيراً يتسع للبشرية جميعاً فكم قضينا معها من أيام وسنوات». أخت الرجال وكشف شقيقها عن لقبها الدارج وسط عائلتها، حيث كانت تنادى ب « أخت الرجال» وأوضح «إن هذا اللقب أطلقته عليها والدتي رحمها الله، فقد كانت تشاركنا كل شيء حتى إنها تنافسنا في عدد من الألعاب بل وتتغلب علينا في بعض الأحيان، وكانت تحمل روحاً طاهرة ، نقية ، بسيطة ، تجبرك على احترامها وتقديرها فهي بحق الأخت، والصديقة ، ورفيقة الدرب ، وليعلم الجميع أن فقدها لن يعوضه أي شيء كيف لا ونحن نفقد أختاً بهذا الحجم من الأدب ، والثقافة ، والعلم ، فهي مربية فاضلة، وفنانة تشكيلية مبدعة ، ومصممة أزياء أنيقة، وشاعرة مرهفة الحس، كيف لا ، وهي تنحدر من بيت شعر فوالدي رحمه الله كان شاعراً ، وعمي شاعرا، وجل إخوانها يكتبون الشعر لذلك جادت قريحتها منذ سن مبكر، وكان شعرها رحمها الله يلقى استحسان الجميع». وأضاف عبدالقادر «مستورة كانت تملك عاطفة جياشة وتتفاعل بشكل كبير وسريع مع الأمور الإنسانية سواء بالدعم المادي أو حتى بكتابة القصائد ولا زلت أذكر قصيدتها «ثورة مدمن» وكيف أنها تقمصت شخصية المدمن في أسلوب شعري راق، فهي تكتب الشعر بتجرد وبموضوعية واحتشام ، ووقار ، وشموخ ، وهذا ما حفزنا نحن كإخوة لها من الرجال على دعمها وتشجيعها أثناء مشاركتها في برنامج شاعر المليون والحضور معها أنا وأحد أشقائي في إحدى حلقات البرنامج وهذا يدحض كل من كان يروج أننا كنا نرفض مشاركتها في هذا البرنامج فكيف نرفض أن تكون أختنا التي نعرفها جيداً ، سفيرة فوق العادة للوطن، فالكل شاهد ما قدمت من ملاحم شعرية أكدت أنها شاعرة مبدعة بكل ما تعنيه الكلمة». اللحظات الأخيرة وعن اللحظات الأخيرة في حياة الفقيدة قال شقيقها ل «عكاظ» «فجر الأحد قبل الماضي اتصل ابنها أديب بأحدى إخوتي يخبره بتردي حالة والدته الصحية وكان ذلك في تمام الساعة الثانية صباحاً ، وعلى الفور تم نقلها إلى المستشفى وتم إحضار أخصائي تنفس لها لأنها كانت تشعر بضيق شديد في التنفس وبعد إعطائها العلاج اللازم بدأت حالتها الصحية تتحسن تدريجياً ، وعلى الفور طلبت من عمة ابنيها «أديب و وتين» ضرورة إحضارهما إليها في المستشفى وبعد حضورهما تمتمت بوصيتها لابنها أديب وأخذت توصيه بأخته الصغرى خيراً وكأنها وصية مودع، وفي اليوم التالي انتكست حالتها ودخلت في غيبوبة حتى وافتها المنية عصر الاثنين ، ونسأل الله أن يغفر لها ويرحمها وأن يسكنها جنة الفردوس». واختتم حديثه ل «عكاظ» بقوله «أشكر الجميع على مشاعرهم الصادقة تجاه الفقيدة رحمها الله ، وأخص بالشكر كلا من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة وأسأل الله أن يجعل ما قاموا به في موازين حسناتهم».