أعوام من التعب، والطيش الشعري، الذي عاشته الشاعرة السعودية مستورة الأحمدي لم يمكنها من تحقيق أحلامها، وإن تحقق جزءاً يسيراً منها، بيد أنها فارقت طفليها، ومحبيها في أوج توهجها الأدبي. الأحمدي كتبت عن معاناتها مع المرض مراراً وتكراراً، من دون أن توضح مشكلتها الصحية التي تعيشها طوال العامين الماضيين، بعد انتهاء مشاركتها في النسخة الرابعة من «شاعر المليون»، حتى إنها كتبت على صفحتها الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قبل وفاتها بشهرين بحثها عن التنفس، الذي تسبب غيابه عنها في إصابتها بغيبوبة إلى أن فارقت الدنيا. وعلى رغم النجاح الذي حققته الشاعرة والرسامة مستورة الأحمدي في مسيرتها الشعرية، إلا أنها كانت تعيش ظروفاً مادية صعبة، إذ كانت تحلم بامتلاك منزل لها، ولطفليها أديب وتولين، وكذلك التزامها بمبالغ مالية لبنوك سعودية اقترضت منهم. وقال عبدالقادر (شقيق الشاعرة مستورة الأحمدي) ل«الحياة»: «كانت مستورة تحلم بامتلاك منزل لها ولأبنائها، حاولت من خلال الاستدانة من البنوك لكي تحقق حلمها، بيد أنها خسرت في الأسهم، ما بدد حلمها، وصعّب تحقيقه»، لافتاً إلى أن المرض لم يترك لها خياراً سوى أن تغادر الدنيا، وأصدقائها، وأقاربها. وأضاف: «شقيقتي تعاني من مرض الربو منذ أعوام طويلة، ولديها ضيق في صمامات القلب، لكن تفاجأنا أن حالتها الصحية في الفترة الأخيرة تدهورت كثيراً، ما أدى إلى دخولها للعناية المركزة». وعن احتمال إصابة شقيقته الفقيدة بالعين، قال: «العين حق، لكن ما يصيب ابن ادم قضاء وقدر، واستغربت حديث الطبيب المعالج لشقيقتي في المستشفى باحتمال إصابتها بالعين، خصوصاً بعد مشاركتها في برنامج «شاعر المليون». وذكر أن أيامها الأخيرة في المستشفى كانت تطلب إحضار ابنها أديب 14عاماً، وابنتها وتين تسعة أعوام، وأوصت ابنها على أخته وقالت له: «أختك أمانة في رقبتك». وناشد شقيق الفقيدة ولاة الأمر في تسديد القروض البنكية عن الفقيدة، «وهذا أقل شيء يقدم لمن حملت مسيرتها محطات جميلة بالفن والشعر والأدب». وبصوت حزين تحدثت زوجة شقيق الفقيدة أم بندر بقولها: «كنت أعيش مع مستورة لحظة بلحظة وأشاركها حزنها قبل فرحها، لقد كانت تحمل الفقيدة روحاً طاهرة نقية وفقدانها خسارة كبيرة لنا، فمن يحمل مثل حسها المرهف في الشعر وثقافتها عالية في العلم والأدب، إضافة إلى أنها تتمتع بإبداعها في الفن التشكيلي وتصميم الأزياء». وأضافت أن الفقيدة كانت لها محاولة بكتابة نصوص شعرية الجنادرية للعام الماضي، لكنها لم تتمكن من ذلك، «ولا تترد في المشاركة في الأعمال الخيرية، التي تدعى لها، أو يكون لديها علم بها». وتدهورت الحالة الصحية لمستورة قبل أسبوعين، ونقلت على إثرها إلى قسم العناية المركزة في مستشفى خاص في المدينةالمنورة، ما جعلها تدخل في غيبوبة، لكن التقارير الصادرة عن الأطباء المشرفين على حالتها أشارت إلى وجود تجمع ماء في الرئة، فضلاً عن مشكلات في القلب، تسببت بصعوبة في التنفس. وكانت الشاعرة مستورة الأحمدي عرفها الجمهور الخليجي من خلال مشاركتها في النسخة الرابعة من «شاعر المليون» قبل عامين، ما جعل هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة تصدر ديوانها الشعري الأول بعنوان «حروف لا تجر»، وهذا ما لم تجده من الإعلام السعودي، الذي عمد إلى تهميشها طوال سنوات عدة، حتى شاركت في «شاعر المليون». قالت ل «الحياة» قبل عام: