لعل من المهم قبل الحديث عن الانتخابات البلدية البدء بالحديث حول ماذا يريد المواطن من الخدمات البلدية أو بعبارة أخرى معاناة المواطنين من الخدمات البلدية المقدمة حاليا. تعاني المدن الرئيسية من ازدحام هالك في الطرقات ولا يعود ذلك إلى ارتفاع عدد السكان وعدم توافق الخدمات البلدية لها فحسب، بل إلى ضعف بنية وسائل النقل العام والوقت الطويل الذي تستغرقه أعمال تطوير الطرق الحالية وعدم تركيز تلك المشاريع في أوقات منخفضة الاستخدام كالتنفيذ خلال فترة الإجازة الصيفية، والعمل على مدار الساعة لتقليص وقت التنفيذ إلى الثلث، أو على أقل تقدير التنفيذ في الفترة المسائية بعد منتصف الليل ليكون استخدام الطرق أقل، إضافة إلى ذلك الحفر التي يتفاجأ بها السائق وعمق بعضها والتي ربما ضعف تنفيذ الطرق والإشراف غير الجيد لعب دورا في اتساع رقعتها، وغيرها من الخدمات البلدية التي بحاجة إلى تطوير كقلة المتنفسات الملائمة للمواطن وتسويقها بشكل مناسب. بالعودة للانتخابات فإن ضعف الإقبال كان لأسباب متعددة أبرزها ضعف قناعة الناخبين في أداء المجالس البلدية بالرغم من أن المجالس البلدية في الدورة السابقة أصدرت أكثر من 10 آلاف قرار حسب الموقع الرسمي للانتخابات البلدية، دون أن يلمس المواطن أثرا لتلك القرارات، إضافة إلى رئاسة الأمين للمجلس البلدي وعدم مشاركة المرأة في انتخابات الدورة الحالية. حملات المرشحين قصة أخرى تدل على ضعف إدراكهم بدورهم وبعضها دعوة للقبلية أو الوجاهة الاجتماعية فإحدى الحملات أخذت عنوان «انتخبوا ابن مدينتكم البار». وكأن البقية عاقون، وربما تكون محاولة لإغراء البسطاء بترشيحه، وآخر اختار شعار «لا نعدكم بشيء» ولم يتساءل هل طلب منه أحد أن يعد بشيء؟، وغيرها من الحملات الانتخابية التي توضح مدى الإسفاف في اختيار شعار الحملات الانتخابية وعدم وضوح الرؤية للمرشحين حول ما عليهم القيام به ما يحتم تنفيذ ورش عمل لتنويرهم. البرامج الانتخابية غير واضحة فلم يتوفر موقع إليكتروني يتم من خلاله دعوة المرشحين لإضافة حملاتهم الانتخابية، وهذا ما يزيد من صعوبة الاقتراع للأكفأ ويكون البديل الاقتراع لاعتبارات لا تخدم الخدمات البلدية. أما عن عملية الاقتراع فتسببت في خلط على أقل تقدير بالنسبة لي يتم الاقتراع لشخص واحد بينما عدد أعضاء المجلس في أدنى الحالات (6) أعضاء، فلماذا التصويت لشخص واحد فقط في المجلس؟. تبقى نقطة أخيرة أشار سموكم في صحيفة الشرق الأوسط الجمعة 30 سبتمبر 2011م بأن المجالس البلدية مسؤولة عن 40% من الخدمات. لماذا اقتصار دور المجالس البلدية في 40% فقط من الخدمات البلدية، وما هي طبيعتها؟.. من وجهة نظري تجربة الانتخابات البلدية الثانية تجربة أكثر نضجا من التجربة الأولى وإن كانت لاتزال تجربة الانتخاب حديثة في المملكة، ولكن من المهم المبادرة بإطلاق التجارب لاستخلاص النتائج والاستمرار في تنمية وطن نحِن لأن يكون في مصاف العالم المتقدم.. فما عسانا أن نفعل؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة